بقلم / نبيل بطرس
مما لاشك فيه أن أغلبنا نهتم بآراء الآخرين فينا بل ونستمد ثقتنا في أنفسنا من خلال تلك الآراء .. ولكننا جميعاً نجهل شيئاً واحداً . ذلك أن آراء الجميع وشهادتهم عنّا هي بالأساس شهادة مجروحة .. البشر بشكل عام غير موضوعيين في حكمهم على الآخرين .. فأحكامهم تختلف بحسب معاملتهم معنا وفكرتهم عنا .. فمن يري بأذنيه سيظل دوماً أعمي .. أما عن من يتعاملون معنا فهم فئتين .
فئة تتقبلنا وتحبنا فيروننا أفضل الناس ويتغاضون عن عيوبنا حتي وأن أخطأنا فتجدهم يلتمسون أى مبرر حتي ينصفوننا .. أما الفئة الأخرى فهي الفئة التي لا تتقبلنا ولا تقتنع بنا فيروننا أسوأ الناس ولا يرون أي صفة جيدة فينا حتي أنهم في كثير من الأحيان ينكرون أي فعل أو عمل جيد قمنا به .. وأن أخطأنا فهم ينكرون علينا أيضاً أى حق في الدفاع عن أنفسنا !! .. فعلي سبيل المثال (العصبية) فإن حكم الناس المحبين لنا أننا أشخاص ندافع عن الحق وأنه هناك الكثير من الأسباب التى تدفعنا لتلك العصبية كنوع من عدم قبول الخطأ أو من أجل لفت الإنتباه لتقصير معين .. لذا فعصبيتنا مبررة بأسباب ولنا دوافعنا فيها .. على النقيض تماما فإن حكم الناس الذين لا يقبلوننا بأننا مبالغين في عصبيتنا والأمر لا يستحق لكل هذه العصبية وأننا نفتقد للحكمة في تصرفاتنا !! .. صعب المراس ومدققون بزيادة ضاغطة !!!! ..
مثال آخر ( الانسان البشوش ) فإن تقييم الناس المحبين بأنه انسان هادىء الطباع وقسمات وجهه مريحة وملامحه البشوشة تكمن في سلامه النفسي وهدوءه الداخلي مما يجعل المحيطين به يسعون للتعامل معه .. وللأسف علي النقيض تماماً فإن اتهام المدعون المحبة المزيفة إننا أشخاص مستفزين غير مسؤولين .. دائما فاغرين فاهنا بسبب وبدون سبب .. وأننا ذو طباع سمجة تافهين سخفاء نسخر من كل شيء !! والسؤال هنا .. ماذا ينبغي علينا أن نفعل ؟!!! .. هل نذهب لأناس لا يرون عيوبنا أم لأناس لا يدركون صفاتنا ؟!! .. ولكن النصيحة التي ينبغي أن أسديها هي أننا لا يجب علينا أن نستمد ثقتنا بأنفسنا من خلال المحيطين خصوصاً كما ذكرت أننا كبشر لسنا موضوعيين فإنهم إن أحبونا نثروا لنا من الشعر قصائد وإن لم يقبلوننا فإنهم سينسجوا لنا شركاً والمزيد من المواقف ليقتنصوننا بأخطاؤنا !!! .. لذلك فنحن الوحيدون الذين نعرف إمكانياتنا وقدراتنا الشخصية فيجب علينا أن نثق بأنفسنا ونسعي لتوظيف تلك الإمكانات في أماكنها الصحيحة حتي نستفاد بها أفضل أستفادة ممكنة فننطلق في حياتنا بلا قيود وبلا اهتمام كيف يروننا الناس.