كتب د. سام نان
نسمع كثيراً عن أدباء وكتّاب من الجاليات العربية في استراليا، وهم بحق فخر لجالتهم سواء كانوا مصريين أو لبنانيين أو سوريين أو عراقيين أو غيرهم من أي جالية عربية.
والأديب هو ذلك الشخص الذي يعمل في صناعة الأعمال الأدبية، كالنثر والشعر وكتابة القصة والنقد للأعمال الفنية الأخرى.
ومما آثار انتباهي أنني وجدتُ أديباً اسمه «أديب» أي أنه واقعياً اسمٌ على مسمى، اسمه أديب، وعمله أديب، وكلما بحثت عنه وجدته مولعاً بالأدب والشعر والنثر والقصة.
فوجدتُ نفسي أمام صرح من الأدب العربي المترجم إلى لغات عديدة.
نعم، أعرف في استراليا أدباء عرب لهم في قلبي كل التقدير، ولكنهم يكتبون باللغة العربية فقط، أما أن أجد شخصاً يكتب في الأدب بلغات متعددة، هذا شيء أكثر من رائع.
لقد ذكّرني هذا الأديب «أديب كمال الدين» بوالدي «رحمه الله» الذي كنتُ اتّخذه مثلاً أعلى في كل شيء، حيث كان يكتب الشعر والقصة بالغة العربية والإنكليزية والفرنسية.
فعندما اطلعت وقرأت عن الأديب (أديب كمال الدين) استرجعتُ ذكرياتي مع أبي الأديب (صابر مريد نان) الموسوعة العلمية المتحركة.
هكذا أجدك أيها الأديب «أديب كمال الدين» فأنت صرحٌ يفتخر بك كل مَنْ يعرفك، بل يفخر بك العراق، وتفخر بك استراليا، بل أنت فخر لكل العالم، حيث إن أعمالك الأدبية المتنوعة لها بصمات محفورة على صخرة التاريخ.
ولم يتوقف إعجابي وانبهاري بالأديب (أديب كمال الدين) عن حدّ كتاباته المترجمة أو المكتوبة بلغات غير العربية فحسب، وإنما في عقليته الفذة وقدرته على مناقشة ستة رسائل ماجستير في شهرين فقط. إنها موهبة وقدرة لا توجد إلا في نوعية معينة من البشر الموهوبين وأصحاب القدرات العقلية التي تجعلهم قادرين على القيام بذلك.
وإليكم نبذة مختصرة عن الأديب (أديب كمال الدين):
ولد في بابل عام 1953 وهو شاعر ومترجم وصحفي من العراق مقيم في أستراليا.
تخرّج أديب من كلية الإدارة والاقتصاد- جامعة بغداد 1976، وحصل على بكالوريوس أدب انكليزي من كلية اللغات- جامعة بغداد 1999، وعلى دبلوم الترجمة الفوريّة من المعهد التقني لولاية جنوب أستراليا 2005.
أصدر أديب كمال الدين 24 مجموعة شعريّة باللغتين العربيّة والإنكليزيّة، منذ مشواره الشعري الذي بدأه مع مجموعته الأولى: «تفاصيل» 1976، اعتمدت الحرفَ ملاذاً روحياً وفنياً، نذكر منها «نون»، «النقطة»، «شجرة الحروف»، «الحرف والغراب»، «مواقف الألف»، «في مرآة الحرف»، «حرف من ماء».
كما أصدر المجلّدات الستة من أعماله الشّعريّة الكاملة.
من قمة أهمية أعماله التي تعدّ بمثابة دُرر لا غنى عنها، فقد تُرجمتْ أعماله إلى العديد من اللغات كالإيطاليّة والإنكليزيّة والأورديّة والإسبانيّة والفرنسيّة والفارسيّة والكرديّة، لكي يستفيد منها العالم ولتكون بصمة على صخرة التاريخ يستشهد بها كل دارس ومطّلع على الآداب والفنون.
لم ينتهي التقدير عند هذا الحدّ وإنما يزيد تقدير العراق له بأن نال جائزة الإبداع عام 1999 في العراق. واخْتِيرَتْ قصائده ضمن أفضل القصائد الأستراليّة المكتوبة بالإنكليزيّة عاميّ 2007 و 2012 على التوالي.
أما عن تجربته الشعرية فصدر له أحد عشر كتاباً نقديّاً، مع عدد كبير من الدراسات النقديّة والمقالات.
كما نُوقشت 21 رسالة ماجستير ودكتوراه التي تناولت أعماله الشّعريّة وأسلوبيته الحروفيّة في العراق والجزائر والمغرب وإيران وتونس.
ومن المذهل وما تندهش له العقول، وما يثبت موهبته الفذة الجبارة أنه في الشهرين الماضيين من هذا العام 2020 نوقشت ست رسائل ماجستير عنه وهي:
– انتصار فقهي: (استدعاء الشخصيات التراثية في شعر أديب كمال الدين) شهادة ماجستير بتقدير امتياز من كلية الآداب واللغات، جامعة محمد خيضر، بسكرة، الجزائر 2020.
– عدنان لكناوي: (الحروفيّة في أعمال أديب كمال الدين، الأعمال الكاملة، المجلد الثالث نموذجا)، رسالة ماجستير بتقدير امتياز من كلية الآداب واللغات، جامعة سوق أهراس،الجزائر 2020.
– زينة دراجي: (استراتيجية الحضور والغياب في ديوان «رقصة الحرف الأخيرة» لأديب كمال الدين). رسالة ماجستير بتقدير جيد جداًمن كلية الآداب واللغات، جامعة محمد خيضر، بسكرة، الجزائر 2020.
– آسيا شتح وأمينة حملاوي: (حجاجية التصوير البياني في ديوان رقصة الحرف الأخيرة لأديب كمال الدين)، رسالة ماجستير بتقدير امتياز من كلية الآداب واللغات، جامعة محمد خيضر،بسكرة، الجزائر 2020.
– حياة زهري وربيعة سليمان: (الإشاريات في ديوان إشارات الألف لأديب كمال الدين)، رسالة ماجستير بنقدير امتياز من كلية الآداب واللغات، جامعة محمد خيضر، بسكرة، الجزائر 2020.
– قندوز بسمة وقتال رميسة: (الفعل الكلامي: دلالته ومقاصده في الأعمال الشعرية الكاملة- المجلد الرابع لأديب كمال الدين)، رسالة ماجستير بنقدير جيد جدا من كلية الآداب واللغات، جامعة محمد خيضر، بسكرة، الجزائر 2020.
هنيئاً لكل الجاليات العربية بالأديب، الفنان، الشاعر، الكاتب والموسوعة الأدبية (أديب كمال الدين)، وهنيئاً لاستراليا بأديب متنوع وصاحب موهبة جبارة في الفنون الشعرية والكتابة واللغات، بل أقول هنيئاً للعالم أجمع به.
تتقدم أسرة جريدة «مصرنا اليوم» بأرقى التهاني القلبية للفنان الشاعر (أديب كمال الدين)، متمنين المزيد والمزيد من أعماله التي لها بصمات محفورة لم ولن تُنسى بل ستكون مراجعاً اديبة لمحبي الفن والمولعين بالأدب والشعر. فإلى الأمام ومن مجدٍ إلى مجدٍ.