بقلم : ورمانى منير
إنّ مفهوم الحياة متشعبٌ وكبير، وغيرُ محصورٍ بكلماتٍ معيّنةٍ دون أُخرى؛ ففي التعريف الأول لها؛ أنّها الفترة الزمنيّة التي تتراوح بين لحظة ولادة الإنسان حتى وفاته، فيما يرد في تعريفٍ آخر؛ أنّ الحياة هي مجمل النشاطات التي يقوم بها الإنسان خلال يوميّاته، وتثبت وجوده على الأرض.
كثيراً ما نسمع أحدهم حين يداهمه اليأس، يقول أنّه لا يشعر بالحياة؛ ممّا يقودنا إلى تعريفٍ آخر؛ أنّ الحياة هي شعور الفرد واتصاله، بكل الأشكال والمظاهر الموجودة على سطح الأرض، وإنّ توقف اختلاط المرء بالناس أحياناً، قد يُشعره بفقد الحياة أو الإحساس بها، كما أنّ هناك عوامل عديدة تساهم في ذاك الشعور لدى الناس؛ كالاغتراب، والبطالة، وظروف الحياة القاسية، والمرور بتجارب سيّئة.
الحياة فرصة لا تُعوَّض الحياة هي تلك الفرصة التي مُنِحها كل إنسان، والتي من خلالها يمكنه أن يصل إلى المعالي، وأن يُحقّق إنسانيته كاملة، والحياة أيضاً هي الحاضنة الكبيرة لكل مخلوقات الله تعالى، والتي تتواجد مع بعضها البعض، وتتفاعل بشكل إيجابي ما لم تحدث تدخلات بشرية غير مشروعة، وهي بهذا المعنى تزهو، وتزدهر، وتتألق بالتكامل الحاصل بين عناصرها. الحياة فرصة يجب على كلّ الناس اغتنامها كلٌّ حسب ما يراه مناسباً، وهي قصيرة جداً؛ حيث إنّه من غير المجدي إهدارها في الأعمال السيئة، والنزاعات، كما أنّها ثمينة بحيث لا يُتصوّر إهدارها فيما لا فائدة منه، فهي بهذا كله تُعتبر رأس مال الإنسان، وحتّى يَستمتع الإنسان بحياته، وحتى يستوفي غاياته، ويحقّق أحلامه، وطموحاته، فقد كان لزاماً عليه أن يتبع أسلوباً معيناً في الحياة، وأن يهتم بالعديد من الجوانب، وإلا فإنه معرّض لأن يحيا حياةً نمطية، يُقلّد فيها من حوله ويكون نسخةً مطابقةً عنه، وفيما يلي بعض أبرز الأمور التي يجب مراعاتها لذلك.
الاستمتاع بالحياة
ملء أوقات الفراغ
بالهوايات، والأعمال التي يهواها القلب؛ حيث يساعد ذلك على زيادة الإنجاز، وإدخال البهجة إلى القلب، أما قضاء أوقات الفراغ بالنوم، والجلوس فهذا مما يلحق الضرر بالإنسان، ويجعله غير قادر على الاستفادة من وقت فراغه بالشكل الأمثل، والمطلوب.
حب الحياة
أحد أهم وسائل الاستمتاع بها؛ فعلى عكس الثقافة السائدة التي تقلل من قيمة الحياة في عيون الإنسان، وتجعلها مكاناً للتعب والضنك فهي في الواقع مكان للقيام بالأعمال الصالحة، وهي مقدمة النعيم الأبدي الذي لا يفنى، لذا فإن الحياة تمتلك كافة المقومات التي تجعل الإنسان محباً لها، حريصاً على قضاء وقته فيها بكل ما هو مفيد ونافع.
عدم إهدار الفرص المتاحة
واقتناصها بكل ما أوتي الإنسان من قوة، وجهد، ولكن بشرط عدم الإضرار بالآخرين؛ فإلحاق الضرر بالآخرين من أجل التحصل على المكاسب يجعل الإنسان يبدو لا أخلاقياً، وبالتالي فإنه سيخسر أكثر مما قد يكسب نتيجة لنفور الناس عنه.
الهمة العاليةوالطموح المرتفع
يساعدان الإنسان على الاستمتاع بالحياة، وإيجاد معنى لها، خاصة إن ارتبط كلٌّ منهما بتحقيق خدمة جليلة للإنسانية جميعاً.
التفاعل
التفاعل مع الآخرين في أفراحهم، وأحزانهم، وبناء علاقات اجتماعية قوية مبنية على أسس متينة من الاحترام المتبادل، والحب، بغض النظر عن العوامل التي قد يساء التعامل معها، والتي قد تبعد الإنسان عن أخيه الإنسان.
الزيارات
زيارة أكبر قدر من الأماكن حول الكرة الأرضية؛ فالله لم يخلق الإنسان على هذا الكوكب حتى يبقى جالساً في مكان واحد فقط.
الاهتمام بالنواحي الروحية
والتفكير الجدي بتحقيق التكامل الروحي عن طريق الحياة مع الله فى بتولية اوالزواج، والارتباط مع المُكمِّل من الجنس الآخر، لتحقيق السعادة للإنسان لأن الله هو الطريق والحق والحياة بأيمان قبل المشاعر وفى واقع كلمة الله بعيداً عن العيان لأن الله هو الطريق والحق والحياة فى حب وفرح وسلام وصبر و صلاح وأيمان (وتعفف ) طهارة النفس وضبط النفس
تعلم أن تحب الحياة
أغلب ما نواجهه ونعانيه بمشاكلنا مع الحياة أننا لا نستطيع أن نتعامل معها، أن نحبها بإختصار، وذلك لأننا اعتدنا عليها بهذا الشكل ولم نفكر يوما بتعدليها، أو على الأقل جعلها مناسبة لنا بعيداً عن التقاليد والحياة الإجتماعية الروتينية. إنّ الحياة كبصيرة القلب، تختلف من عين لأخرى، عليك أن تكون جاداً بالتعامل معها، ولك هدف بها، بعيداً عن التقليد، حاول أن تكون أنت، ذاتك التي خلقها الله لك، تخلى عن كل قيد قد يعيد إلى الوراء، واسعى بكل قوة لك أن تترك بصمة لا تنسى، أثراً يصعب إزالته مع الأيام، فكلما أحببتها أكثر سعيت لمعرفتها، واكتشفت سبل إرضائها، بعد ذلك سفوز بنجاح، فقط آمن بذاتك وكن معها واسندها لتحيا عزيزاً