الوقاية خير من العلاج .. مصرنا اليوم
كلمة رئيس الحرير / د. سام نان
مقولة أعرفها منذ صباي “الوقاية خير من العلاج” وتعني أني المرء يمكن أن يحمي نفسه من المرض، بأن يقي نفسه من مسببات المرض، وهذا أفضل من أن يُصاب بالمرض ثم يعالج نفسه.
وبنفس الكيفية في الأمور السياسية.
يحضرني تساؤل دائماً: لماذا تنتظر الحكومة المصرية بكل طوائفها من جيش وشرطة ومباحث ومخابرات أن يقوم الإرهابيون بعمل إجرامي.
ثم بعد ذلك يشجب الرئيس السيسي هذا، ثم يأمر القيادات بأخذ الإجراءات اللازمة لضرب حصون أولئك الإرهابيين.
وبالفعل يقوم الجيش بالتعاون مع المخابرات العامة المصرية والمباحث والشرطة بعمل اللازم ويدكون حصونهم أو يعتقلونهم في غضون ساعات.
فإن كان من الممكن فعل هذا في أي وقت، فلماذا لم يقوموا بهذا قبل أن يقوم الإرهابيون بعمل إجرامي جديد؟
أليس من الأفضل أن نقي أنفسنا من أن نعالج؟ أليس من الأفضل أن نقضي على الإرهاب قبل أن يبدأ؟
أرى أن البداية يجب أن تكون -كما قال السيسي- في إعادة توجيه الخطاب الديني.
فأنا أرى أنه ما زال هناك شيوخ وعلماء متعصبون، يشعلون نيران الحقد في قلوب متلقيي الخطاب الديني.
أرى أن الأزهر ما زال فيه أناس يجب إعادة تأهيلهم، وتعليمهم ما هو الحق.
وأنا أرى أنه في ظل التطور التكنولوجي السريع، بدأ العالم يستفيق، وبدأ الشباب يبحثون بأنفسهم ولا يحتاجون لمن يلقنهم الدين وهم عميان.
لم يكن العالم مثل الماضي، يتلقون الدين كمسلمات، بل يبحثون وينقبون ليعرفون “ما هو الحق”.
وقد شاهدت برامجاً مصرية كثيرة عن المطالبات بتنقيح الأحاديث والمطالبة بإعادة تفسير الآيات.
ولكن المشكلة في أولئك الذين تربوا على النهج القديم ويخافون على مراكزهم أو قيادتهم أو سلطتهم.
الأمر يحتاج للعلاج إلى حين، ولكن مع العلاج لمن أصيبوا بالفعل بالتعصب علينا أن ننهج نهج “الوقاية”.