روماني منير – مصرنا اليوم
كيف تهزم مشاعر الحزن وتتغلب عليها
أطعمة تزيد هرمونات السعادة وتساعدك لتهزم مشاعر الحزن
لماذا عليك أن تتقبل مشاعر الحزن؟
الاستفادة من مشاعر الحزن في
لا شك أننا جميعاً جرّبنا مشاعر الحزن بسبب وفاة عزيز أو فقدان وظيفة أو خيبة أمل تعرضنا لها أو غير ذلك، ولا شك أن هذه المشاعر قد أنهكتنا وأخذت الكثير من طاقتنا مما جعلنا نتمنى أن نهزمها بأي طريقة وفي أسرع وقت ممكن. في هذا الموضوع سوف نتحدث عن تقبل الحزن وسوف نقدم لك بعض النصائح والأطعمة التي تساعدك لتهزم مشاعر الحزن
كيف تهزم مشاعر الحزن وتتغلب عليها
هناك الكثير من الطرق التي تساعدك وتعرّفك كيف تهزم مشاعر الحزن حتى لا تزيد وتؤثر سلبياً على كل نواحي حياتك، وحتى لا تتطور وتصل لدرجة الاكتئاب. من هذه النصائح:
قاعدة 10/90 للتخلص من الحزن: تذكر قاعدة 10/90 التي مفادها أن 10% فقط من الأمور التي تحدث معنا هي أمور خارجة عن إرادتنا، لكن 90% من الأمور التي تحدث معنا ناتجة عن ردود أفعالنا تجاه الـ 10% تلك، أي أنه يمكننا التحكم بأغلب الأمور التي تحصل معنا… لذلك قرر ألا تبالغ في ردة فعلك على ما أحزنك وقرر أن تسيطر على الـ 90% المتبقية بدلاً من أن تضيعها.
اسمح لمشاعر الحزن بالظهور:
عليك أن تعبّر عن حزنك، فابكِ واصرخ وفضفض، ولا تكتم مشاعرك لئلا تنفجر في يوم ما أو تؤثر على سلوكياتك وتسبب لك أمراض عضوية أو نفسية أو اضطرابات كاضطرابات الأكل مثلاً. يمكنك أن تستمع لبعض الأغنيات الحزينة أو تشاهد بعد الأفلام الدرامية لتحفز نفسك على البكاء؛ فوفقًا لدراسة نُشرت في Frontiers in Psychology يرتبط البكاء بتنشيط الجهاز العصبي السمبتاوي -الذي يحفز الاستجابة للاسترخاء- أي أنه مهدئ طبيعي، إضافة إلى أنه يقلل الألم الجسدي والنفسي.
امسك ورقة وقلم واكتب ما تشعر به:
لا
لكي تتمكن من أن تهزم مشاعر الحزن عليك أن تضع يدك عليها وتكتشفها، فاكتب ما تشعر به وما جعلك تشعر بذلك، عندها ستبدأ بالشعور بالتحسن وكأنك تخرج هذه المشاعر من داخلك.
لا تعطِ للخطوات السابقة أكثر من اللازم: من يوم واحد إلى ثلاثة أيام خلالها ابكِ فيها وفضفض لصديق واجلس مع نفسك، وبعد انقضاء هذه الفترة عليك أن تلملم نفسك وأن تقف على قدميك من جديد، فسلِ نفسك وافعل الأمور التي تحبها.
تعلم التنفس الصحيح العميق:
بأن تستنشق الهواء من أنفك لمدة 5 ثوانٍ فتحبسه لثانيتين ومن ثم تخرجه من فمك كأنك تطفئ شمعة لـ 7 ثوانٍ. وكذلك عليك ممارسة بعض تمرينات الاسترخاء والتمرينات الرياضية.
اضحك من قلبك:
فشاهد فيديوهات مضحكة وتبادل النكات مع أصدقائك مثلاً، فالضحك يطلق الإندورفين بشكل مشابه للتمارين الرياضية، ويقلل من هرمون الإجهاد ويزيد الدوبامين ليشعرك بالسعادة.
ابحث عن مجموعة دعم:
فأكثر من الخروج مع أصدقائك، وابحث عن أشخاص يشاركونك نفس الاهتمامات أو حتى نفس الآلام بشرط عدم الإكثار من الحديث عن آلامكم.
اقضِ على وقت فراغك:
فمارس هواياتك وانشغل بعملك، كما يمكنك أن تتطوع أيضاً لتستشعر حلاوة العطاء.
سيطر على أفكارك:
ولا تسمح للأفكار السلبية بالعبور، وحوّلها إلى أفكار إيجابية؛ فبدلاً من أن تقول “لقد فشلت”، قل “تعلمت الكثير من الأمور التي ستختصر عليك طريق النجاح”.
دع الطبيعة تساعدك:
فتعرض لأشعة الشمس في الصباح الباكر، وامشِ حافي القدمين على التراب، واعتن بمزروعاتك، واذهب في رحلات بين أحضان الطبيعة، ومتع نظرك بمشاهد طبيعية كشروق وغروب الشمس، واستمع لصوت المطر وتمش تحته، وانتبه لطعامك وشرابك وللملامس التي تلمسها وللروائح التي تشمها والمناظر التي تراها والأصوات التي تستمع لها وإلى كل ما يدخل جسدك عن طريق حواسك لتساعد نفسك على الاستشفاء.
رفع هرمون السعادة:
من الحيل المسلية والتي تساعدك على رفع هرمون السعادة مباشرة هي أن تختار أغنية مرحة تشعرك بالسعادة ويمكنك الغناء معها بأعلى صوتك، شغل الأغنية بصوتٍ عالٍ وغنِ معها أثناء استمتاعك بدوش ساخن، وعندما تنتهي من الاستحمام خذ نفساً عميقاً وأكمل الغناء بينما تحول الماء لبارد حتى ترسل إشارة لجهازك العصبي ولتفعل هرمونات السعادة والنشاط.
من المفيد أيضاً أن تدعك جسدك بالليفة الطبيعية التي تخلصك من الطاقة السلبية وأن تقف على حجارة صغيرة وأن تملأ الحمام بالروائح الطبيعية العطرية المنعشة التي تحبها كالروز ماري، والورد والنعناع والصنوبر.
اطلب المساعدة:
إن تجاوز حزنك فترة أسبوعين إلى شهر وتغيرت عاداتك نومك وأكلك ولم تعد تستمع بالأمور التي كنت تستمع فيها من قبل، فلا تتردد من طلب مساعدة المختصين
أطعمة تزيد هرمونات السعادة وتساعدك لتهزم مشاعر الحزن
قد أثبت العلم أن ما نضعه في أفواهنا يؤثر على ما يخرج من رؤوسنا من أفكار وعلى ما يخرج من قلوبنا من مشاعر، ويؤثر على مزاجنا وصحتنا وحياتنا بأكملها؛ فنحن ما نأكله بكل معنى الكلمة كما يقول الدكتور آرتي جوبتا مؤسس ومدير عيادة Therapy Nest، وهو مركز في كاليفورنيا متخصص في علاج المشكلات الأسرية والقلق والاكتئاب. لذلك هناك عدد من الأطعمة التي ننصح بتناولها لأنها تحفز هرمونات السعادة وتساعدك على أن تهزم مشاعر الحزن منها:
الكينوا:
وهي الحبوب الكاملة المليئة بالبروتين والتي يستخدمها الذين يبحثون عن بدائل للأرز والمعكرونة، فهي مليئة بمضادات الاكتئاب.
سمك السلمون:
فهو مليء بأحماض أوميجا 3 الدهنية التي ثبت أنها تحسن مزاجنا.
الفطر: فهو يحتوي على كميات كبيرة من فيتامين دال الذي يرتبط بالسيروتونين وبالتالي يحفزك على أن تهزم مشاعر الحزن.
الشوكولاتة السوداء:
إن الشوكولاتة السوداء تعزز الحالة المزاجية لأنها ترفع مستويات الإندورفين، ينصح باختيار الشوكولاتة الداكنة بنسبة 70٪ كاكاو على الأقل.
الأطعمة المخمرة أو المخللة:
كاللبن والمخللات وخاصة مخلل الملفوف، فهذه الأطعمة تحتوي على البروبيوتيك وهي بكتيريا تعيش في أمعائنا، ومن وظائفها أن لها تأثير مهدئ على الجسم وتساعد في التقليل من العدوانية.
الأطعمة الغنية بفيتامين ب :
لحم الدجاج ولحم البقر والخضراوات الورقية والسبانخ واللفت؛ تحتوي على فيتامين B6 الضرورية لتحويل التربتوفان إلى سيروتونين لتحسين الحالة المزاجية والتعلم والشهية والتحكم في الانفعالات.
العنب: يحتوي على مادة تسمى ريسفيراترول التي تحسن الحالة المزاجية.
لماذا عليك أن تتقبل مشاعر الحزن؟
إن المشاعر الإنسانية الأربعة الرئيسية هي الحزن ،والسعادة، والخوف، والغضب. يواجه بعض الناس صعوبة في التعرف على مشاعرهم الحقيقية بسبب النظرة المجتمعية التي لا تنصف ولا تتقبل إلا المشاعر الإيجابية، وتعتبر المشاعر السلبية عيب ويجب إخفاؤها، وهذا خطأ كبير طبعاً لأننا كبشر نحتاج إلى أن نشعر بكل المشاعر الرئيسية والتعامل معها بشكل مناسب لنتمكن من الاستجابة بشكل مناسب لاحتياجاتنا واحتياجات الآخرين.
غالباً ما يغطي الكثير من الناس مشاعر الحزن التي يشعرون بها بالغضب والعصبية. لذلك فمن المفيد أن تسأل نفسك “بماذا أشعر تماماً؟” و “ما هو سبب شعوري هذا؟” لتتمكن من تحديد مشاعرك أكثر والتفريق بين الحزن والغضب.
الاستفادة من مشاعر الحزن
لمشاعر الحزن العديد من الفوائد نذكر منها:
أن الحزن يجعلنا نهتم بالتفاصيل وبالتالي يقوي ذاكرتنا:
فعندما نواجه موقفاً حزينا ترانا نتذكره بتفاصيله، بينما لا نتذكر من الأحداث المفرحة إلا الأمور السطحية؛ فعندما تطلب من شخص أن يتذكر اليوم الذي توفي فيه عزيز عليه ستجده يروي لك الحدث وكأنك تعيشه بتفاصيله، بينما عندما تطلب منه أن يصف لك يوم زفافه تراه يختصر الكثير من الأحداث والتفاصيل المهمة لأنه لم ينتبه لها أصلاً.
حافز للقوي للتطور والنجاح وفعل كل ما يمكن أن يخلصك منه:
عندما نشعر بالسعادة، فإننا نريد بطبيعة الحال الحفاظ على هذا الشعور السعيد، وبعد لحظات نعيش هذه السعادة وكأنها حالة مسلم بها، مما يضعنا في وضع آمن ومألوف ويجعلنا نفكر أننا لا نحتاج إلا لقليل من الجهد لتغيير أي شيء. من ناحية أخرى يعمل الحزن كإشارة إنذار خفية تحفزنا لبذل المزيد من الجهد للتعامل مع هذا التحدي وهزيمة مشاعر الحزن، مما يقوي شخصيتنا ويحسن حياتنا من كل النواحي.
يساعدنا الحزن على الإبداع وحل المشكلات:
فعندما نفكر في كيفية حلنا لمشكلتنا التي هي السبب في حزننا تجدنا أحياناً نلجأ لطرق مبدعة وغير اعتيادية، فكما يقال “الحاجة أم الاختراع”؛ فكم من مشروع مزدهر بدأه صاحبه في أوقات حزنه لينتشل نفسه وعائلته من الفقر، أو ليملأ وقت فراغه بعد أن مر بأوقات عصيبة.
الأشخاص الحزينون هم أكثر إقناعاً من السعيدين:
فهؤلاء الأشخاص يستطيعون تقديم حجج منطقية أكثر، كما أن لهم تأثير مضاعف على الآخرين الذين ربما يكون أحد أسباب ذلك هو تعاطف من حولهم معهم.
تجعلك تولي اهتماماً أكبر لحاجات الآخرين:
فترانا نركز على حاجاتهم ومشاعرهم ونقدّر ظروفهم أكثر بكثير من الأشخاص السعداء.
تجعلك تفكر بعمق أكثر قبل اتخاذه للقرارات: فقد خسر هذا الشخص كثيراً وجرّب الحزن والألم، لذلك فهو غير مستعد للبقاء في هذه الحالة طويلاً أو العودة لها من جديد، مما يجعله يفكر بعمق أكثر قبل اتخاذه لأي قرار.
خلاصة القول… أن كل المشاعر التي نشعر بها بما فيها مشاعر الحزن صحية ومفيدة، وأن علينا تقبلها جميعها ومعرفة كيفية التعامل معها لنستفيد منها.