وقال الراعي بعد لقائه بالرئيس ميشال عون “ما عندنا رغيف.. ما عندنا دواء.. ما عندنا محروقات.. لم يبق عندنا شيء. ماذا تنتظرون؟”.

وطفت خلافات بين رئيس الوزراء المكلف، سعد الحريري، والرئيس عون بشأن إسناد الحقائب والثلث المعطل، مما حال دون تشكيل حكومة جديدة يحتاج إليها لبنان بشدة لبدء تنفيذ إصلاحات والحصولع لى مساعدات أجنبية.

ولبنان دون حكومة منذ استقالة حكومة رئيس الوزراء، حسان دياب، بعد انفجار شحنة مواد كيماوية في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس الماضي، ومقتل المئات.وتعمل حكومة دياب حاليا على أساس تسيير الأعمال، لكن المجتمع الدولي يشترط تشكيل حكومة جديدة والقيام بإصلاحات مقابل تقديم الدعم.

وضاعت أي بارقة أمل في تحقيق انفراج بعد زيارة الراعي للقصر الرئاسي، يوم الأربعاء، بعد أن أصدر كل من الحريري وعون بيانين تبادلا فيهما الانتقادات.

واتهم عون الحريري بمحاولة التعدي على صلاحياته، بينما قال الحريري إن الرئيس متأثر بنفوذ صهره السياسي جبران باسيل.

وقال البطريرك الراعي إن البلاد بحاجة إلى إنقاذ وليس حرب اكلامية. وأضاف “احترموا بعضكم أيضا.. الإهانات لا تعمل شيئا. الإهانات تعكر الأمور والإهانات ليست ثقافة ولا حضارة”.

وجاءت تصريحات الراعي قبل زيارة للفاتيكان للقاء البابا فرنسيس في الأول من يوليو المقبل.

وسيلتقي البابا، الذي وعد بزيارة لبنان إذا اتفق السياسيون فيه على تشكيل حكومة جديدة، بزعماء الطوائف المسيحية اللبنانية لمناقشة الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في بلادهم.

اتهامات الرئاسة

واتهمت الرئاسة اللبنانية، في بيان، الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، سعد الحريري، بمحاولة الاستيلاء على صلاحيات رئيس الجمهورية.

وأورد البيان أن “استمرار الحريري في الهروب من تحمل مسؤولياته في تأليف حكومة متوازنة وميثاقية تراعي الاختصاص يشكل إمعانا في انتهاك الدستور”.

واتهم البيان تيار “المستقبل” بخوض حملة ضد الرئاسة وشخص الرئيس عون، ووصفت ما صدر بالمستوى المتدني و”الوقاحة” و”التضليل”.

وأوردت أن “الادعاء دائما بأن رئيس الجمهورية يحاول من خلال مواقفه الانقضاض على اتفاق الطائف ومفاعيله الدستورية هو قمة الكذب والافتراء وخداع الرأي العام، لأن رئيس الجمهورية استند في كل مواقفه وخياراته الى الدستور وطبقه نصا وروحا، والى وثيقة الوفاق الوطني”.

وقالت الرئاسة إن الحريري وتياره “يتعمدان” تحميل عهد الرئيس عون مسؤولية ما آلت اليه الاوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية”، مضيفة أن ما ورثته عون من أوضاع وديون هو نتاج “ممارسات فريق الرئيس المكلف وسوء إدارة شؤون الدولة منذ ما بعد الطائف حتى اليوم”.

رد “المستقبل”

وفي رده على الاتهامات، قال تيار المستقبل، إنه “ثبت بالوجه الشرعي والسياسي والدستوري أن رئاسة الجمهورية تقع أسيرة الطموحات الشخصية لجبران باسيل”، مضيفا أن عون مجرد واجهة لمشروع يرمي إلى إعادة إنتاج باسيل في المعادلات الداخلية، وإنقاذه من حال التخبط الذي يعانيه”.

وأورد التيار أن البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية يكشف حقيقة الدور الذي يتولاه جبران وفريق عمله، “بإهانة موقع الرئاسة الأولى وما يمثله في الحياة الوطنية، واستخدامه في أجندات حزبية ضيقة أشعلت النزاعات السياسية في كل الاتجاهات”.

وأبدى المستقبل أسفه من أن يصبح موقع الرئاسة “ممسوكاً من قبل حفنة مستشارين، يتناوبون على كسر هيبة الرئاسة وتلغيمها بأفكار واقتراحات وبيانات لا تستوي مع الدور الوطني المولج بها”.

وأورد أنه من المؤسف أيضا أن تسمح الرئاسة لرئيس تيار سياسي وحزبي، بمصادرة جناح خاص في القصر الجمهوري يخصص للاجتماعات الحزبية وإدارة شؤون الرئاسة.

وخاطب تيار المستقبل الرئيس عون قائلا “أوقف استيلاء من حولك على صلاحياتك، وأوقف محاولاتهم للاستيلاء على صلاحيات الآخرين، وعد إلى الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، وجنب اللبنانيين كأس جهنم الذي بشرتهم به.