لبيا وتونس – مصرنا اليوم :
اختلفت آراء بين الليبيين والتونسيين حول إعلان الحكومة الليبية الاستعداد لإعادة فتح معبر رأس أجدير الحدودي مع تونس، بعد 5 أيام من صدور قرار الإغلاق، ما بين الإشادة بذلك لتنشيط حركة التجارة، وما بين التحذير من تبعات فتح الحدود في ظل استمرار تفشي وباء متحور كورونا في تونس.
وكانت الحكومة الليبية اتخذت قرار غلق المعبر لمدة أسبوع بشكل مفاجئ عقب إعلان وزارة الصحة التونسية، أن المنظومة الصحية في البلاد انهارت، مع امتلاء أقسام العناية الفائقة وإرهاق الأطباء نتيجة التفشي السريع لجائحة كورونا، وأن الوضع على وشك الخروج عن السيطرة.
وقوبل القرار بموجة انتقادات كبيرة؛ نظرا لوجود مئات العالقين على الحدود عند معبر رأس أجدير.
وردا على الانتقادات، أعلن المتحدث باسم حكومة الوحدة الوطنية الليبية، محمد حمودة أن الإجراءات التي اتخذت مؤخرا بغلق المنافذ الحدودية بين ليبيا وتونس جاءت لحماية المواطنين في كلا البلدين، بالإضافة إلى أنها امتداد للسياسة التي اتخذتها الحكومة التونسية لإقفال بعض الولايات في تونس، وفق ما نقلته عنه وكالة الأنباء الليبية “وال” الأربعاء.
وأضاف حمودة في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الصحة أن الحكومة شكلت لجنة من الوزارات والجهات المختصة لتسهيل عودة الليبيين وفق إجراءات مدروسة، منها إجراء التحاليل اللازمة قبل عودتهم، وتخصيص فنادق في مدينتي جربة وتونس العاصمة لإيواء العالقين إلى حين عودتهم للبلاد.
كما لفت إلى أن ليبيا استوردت 800 ألف جرعة لقاح مكافحة كورونا، وجرى تطعيم العاملين في القطاع الصحي وكبار السن، فيما تنتظر الدولة وصول 500 ألف جرعة من اللقاح الروسي.
الفتح بشكل جزئي
ولم يحدد حمودة وقتا محددا لفتح المعبر، إلا أن شهود عيان وصفحات تونسية على موقع التواصل الاجتماعي أكدت إعادة فتح المعبر في الساعات الأخيرة، ونشرت صورا قالت إنها لسيارات مسافرين تعبر من تونس إلى ليبيا بعد إجراء تحليل في مختبرات معتمدة من القنصلية العامة الليبية بتونس.
ونقل محمد الزواري، أستاذ بجامعة قابس والناشط في المجتمع المدني التونسي، وأحد أبناء مدينة جربة التونسية الحدودية لـسكاي نيوز عربية أنه بداية من الثلاثاء تم فتح المعبر بشكل جزئي في اتجاه واحدة بالعودة للبلدين بعد إجراء تحليل كورونا في مركزين صحيين.
وتابع أنه بعد مرور 4 أيام ستعيد السلطات في البلدين إغلاق المعبر من جديد؛ نظر للانتشار السريع جدا للجائحة بعد تحور الفيروس، مشيرا إلى أن الإغلاق سيؤدي إلى خسائر تجارية كبرى لعدد من المناطق الحدودية، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك الذي يعد فرصة للجانبين في زيادة التبادل التجاري، مطالبا بسرعة منح اللقاحات لليبيين والتونسيين للإسراع في عودة حركة التجارة.
الغلق “خنق”
ووصفت ضحى طليق، إعلامية ومحللة سياسية تونسية، عملية غلق المعبر بأنها “خنق سكان مدينة بن قردان الذين يعيشون على التجارة مع ليبيا بنسبة 99 بالمئة”، مشيرة إلى أن قرار إعادة فتحه يعد الأنسب نظرا للتكلفة الاقتصادية التي قد يتسبب فيها الغلق.
وأوضحت في حديثها مع موقع سكاي نيوز عربية أن الحل ليس في الغلق، بل في الفتح مع تأمين الرقابة واشتراط التحليل، وإقامة مستشفى ميداني في المدينة لتقديم العلاج والقيام بالتحليل للعابرين، لافته إلى أن الجانب الليبي اضطر إلى التكفل بإقامة مئات الليبيين العالقين بعد القرار.
الفتح “كارثة”
في المقابل، يرى المحلل العسكري والسياسي الليبي محمد الترهوني أن فتح الطريق الآن “يعد كارثة وإهمال كبير لصحة الليبيين لانتشار فيروس كورونا في بلد الجوار بكثافة”.
وعبَّر الترهوني في حديثه لموقع سكاي نيوز عربية عن رفضه لفتح المعبر بدون وضع خطة متأنية لحماية الليبيين من سرعة المتحور الجديد من فيروس كورونا، مستدلا بأن عدد من الدول الكبرى ذات المنظومة الصحية المتطورة اتخذت قرار غلق الحدود وعدم فتحها لأي ظروف؛ حفاظا على مواطنيها في الداخل من انتقال المتحور الجديد إليهم بعكس ليبيا.