تونس – مصرنا اليوم :
أعلن رئيس مكتب منظمة الصحة العالمية في تونس إيف سوتيران أن تونس تسجل عدد وفيات هو “الأعلى” في المنطقة العربية، وعلل ذلك بتفشي فيروس كورونا في كل أنحاء البلاد و”بانتشار الفيروس المتحور دلتا شديد العدوى والمتواجد بكثافة”.
وبدأت المساعدات الدولية والعربية تصل إلى البلاد، ومن المتوقع أن تكون لها تداعيات إيجابية على الحرب ضد الوباء التي تدخل الجيش التونسي فيها للمساعدة في عملية التطعيم.
في ظل الوضع الصحي “الكارثي” الذي تمر به البلاد مع تسارع انتشار فيروس كورونا، تلقت تونس مساعدات عربية ودولية عاجلة، بما في ذلك مستشفى ميداني أرسلته قطر تم افتتاحه الثلاثاء ضمن حزمة مساعدات طبية وصلت الأسبوع الماضي. فيما تدخل الجيش التونسي للمساعدة في تسريع وتيرة حملات التطعيم.
وأرسلت مصر ثلاث طائرات محملة بالأدوية والمعدات الطبية، كما سهمت الجزائر والإمارات العربية المتحدة وتركيا هذا الأسبوع بطائرات محملة بمساعدات طبية عاجلة ولقاحات.
كما تعهدت السعودية بإرسال مليون جرعة لقاح ومساعدات طبية أخرى.
وأعرب المغرب إنه سيرسل وحدتي إنعاش كاملتين بسعة 100 سرير و100 جهاز تنفس صناعي ومولدات أكسجين.
وقالت فرنسا إنها تعتزم إرسال مساعدات طبية ونحو مليون جرعة لقاح إلى تونس التي تواجه موجة عنيفة تتزامن مع أسوأ أزمة مالية في تاريخ البلاد التي توشك على الإفلاس، كما تعهدت الولايات المتحدة بإرسال نصف مليون جرعة لقاح.
وأكد مراسل فرانس24 في تونس نور الدين مباركي أن المساعدات الدولية بدأت تصل إلى البلاد، ومن المتوقع أن تكون لها تداعيات إيجابية على الحرب ضد الوباء.
ملايين الجرعات
وتصل المساعدة الأخيرة إلى أكثر من 3.3 مليون جرعة لقاح تم التبرع بها لتونس، التي ما زالت حملة التطعيم بها أقل بكثير من أغلب البلدان.
وحتى الآن تم تطعيم نحو 750 ألف شخص فقط بشكل كامل من إجمالي 11.6 مليون نسمة.
وقالت امرأة تدعى ليلى وهي تصرخ خارج مستشفى الياسمينات في بنعروس “أمي في حالة حرجة.. الأكسجين غير متوفر.. الناس يموتون كليوم لهذا السبب”.
وبدأت منظمات المجتمع المدني أيضا في حشد جهودها للمساعدة عبر جمع تبرعات وشراء معدات طبية.
وفي ضاحية الزهراء بالعاصمة تونس، أنشأ متطوعون مستشفى ميدانيا مجهزا بكل المعدات لتقديم الخدمات الطبية. وفي مدينة سوسة قام رجال أعمال بتقديم تبرعات مالية وشراء معدات لمستشفيات.
ولتحفيز التونسيين على التبرع، عرضت لاعبة التنس الشهيرة أنس جابر مضربها للبيع في مزاد علني بهدف المساهمة في جهود شراء آلات طبية وتوزيعها على المستشفيات في تونس.
«أيّام صعبة»
تعيش البلاد على وقع أزمة سياسية تؤثر على اتخاذ القرارات وعلى ثقة التونسيين بالسلطات الحاكمة.
كما أن قطاع الصحة الحكومي الذي كان يشكل فخراً للتونسيين، أصبح اليوم يعاني من سوء إدارة ونقص في المعدات والتجهيزات.
ويرى المسؤول أن عوامل أخرى كثيرة ساهمت في وصول تونس إلى هذا الوضع «الصعب».
وفرضت تونس تدابير وقائية وصارمة في مارس 2020 ما سمح لها بالسيطرة على الوضع الوبائي لفترة، لكن ثمن ذلك كان كبيراً.
وقال ممثل الصحة العالمية «كان لذلك تأثير اقتصادي واجتماعي كبير جداً، ما جعل السلطات لاحقاً تتصرف وفقاً لتوازن بين الاستجابة للوضع الصحي والوضع الاقتصادي والاجتماعي».
ومنذ ذلك الحين، أصبحت القيود الصحية المفروضة محدودة. وتابع «كذلك، ليس هناك تقدير كافٍ للوباء من جانب السكان».
ونبّه الخبير إلى «أن نسخة دلتا تنتشر بشكل واسع اليوم»، مضيفاً «يمكن أن نعتبر أننا لم نصل بعد الى الذروة الوبائية لا من حيث عدد الحالات ولا من حيث عدد الوفيات».
وقال «تواجه تونس إمكانية عيش أيّام صعبة» سيكون خلالها «النظام الصحي مطلوباً جداً».
وأضاف «الموارد البشرية التي تعمل في أقسام الكوفيد منهكة وأعدادها غير كافية. قلّة في الاختصاصات في المستشفيات الحكومية وخصوصاً في الإنعاش والتخدير.. النظام الصحي غير قادر على الاستجابة للطلبات الكبيرة للعلاج».
وتابع المسؤول: «يجب مساعدة (تونس) وخصوصاً باللقاحات» التي تواجه البلاد صعوبات في اقتنائها «بسبب مشكلة توافرها».
وخصصت الدول المتقدمة لنفسها حصصاً كبيرة من اللقاحات ولم يتم الإيفاء بوعود بهبات أعلن عنها.
وتلقى 11% من سكان تونس جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، و5% تطعيماً كاملاً، و«هذا دون المطلوب لتحصيل المناعة الجماعية»، وفق المسؤول.
وفي ما يتعلق بالتطعيم، تأتي تونس «بعد المغرب بكثير… وهي قريبة من الأردن ومتساوية مع لبنان وأفضل من مصر والجزائر وليبيا وأفضل من أغلب دول جنوب قارة أفريقيا».