خارجية الأردن: الاحتلال والقهر والحرمان لا يصنع سلاماً ولا ينهي صراعا

 أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي أهمية تفعيل العمل العربي الجماعي لمواجهة التحديات المشتركة وخدمة المصالح العربية.

وقال الصفدي – في كلمته أمام اجتماع الدورة العادية 155 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية – إن التحرك العربي المبادر والعاجل لإسناد الأشقاء الفلسطينيين وتحقيق التقدم نحو السلام العادل الذي يلبي جميع حقوقهم المشروعة ضرورة ضاغطة.

وأضاف: “نلتقي بعد أقل من شهر من اجتماعنا في دورة غير عادية، أكدت ثوابتنا الراسخة إزاء قضيتنا المركزية الأولى، وحرصنا على ترجمتها عملاً مشتركاً لإيجاد أفق حقيقي لإنهاء الاحتلال، وتحقيق السلام الشامل العادل، باعتباره خياراً استراتيجياً لحل الدولتين، الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.

وتابع: “إن ثمة بوادر أعلنتها الإدارة الأمريكية الجديدة ومواقف أوروبية ودولية تستوجب التفاعل المبادر معها لتقديم الموقف العربي الجامع إزاء متطلبات تحقيق السلام الشامل وحشد الدعم له، وثمة خطر استمرار الإجراءات الإسرائيلية اللا شرعية التي تنسف كل فرص تحقيق السلام العادل والشامل، ولا بد من عمل جماعيّ يواجه التوسع الاستيطاني ويحشد موقفا دوليا يتصدى لخطره المدمر على فرص تحقيق السلام.

وأضاف “يجب أن يكون صوتنا قويا وفعلنا مستداما في حماية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وهي الأولوية التي تكرس الأردن كل ما تستطيع من جهد للحفاظ على الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للمقدسات وحماية الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها“.

ولفت إلى أن دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) ضرورة يجب تكثيف كل الجهود لتلبيتها.

وقال، ثمة، إذن، فرصة، وثمة خطر، يجعلان من التحرك العربي لإسناد الفلسطينيين ولحماية السلام ضرورة عاجلة.

وأضاف: “نريد السلام العادل، نعمل من أجله، ونؤكد أن الاحتلال والقهر والحرمان لا تصنع سلاماً ولا تنهي صراعا، لذلك يجب أن ينتهي الاحتلال وينتهي القهر والحرمان لتنعم منطقتنا بالأمن والاستقرار والإنجاز الذي تستحقه شعوبها.

ودعا إلى آليات عمل مؤسساتية تحدث أدوات عمل الجامعة وتدعمه، وتضمن دوراً عربياً جماعياً في جهود التوصل لحل سياسي للأزمة السورية، يحفظ وحدتها وتماسكها ويخلصها من الإرهاب، ويفضي إلى خروج جميع القوات الأجنبية منها، ويهيئ الظروف التي تسمح بالعودة الطوعية للاجئين.

كما دعا إلى دور جماعي أيضاً في دعم جهود حل الأزمة الليبية والأزمة اليمنية وما تسببانه من خراب ومعاناة، ودعم الحكومة العراقية في جهودها تثبيت الاستقرار وتكريس انتصار العراق الكبير على الإرهاب وبلورة عمل مؤسساتي لمحاربة الإرهاب وظلاميته وتعريته واتخاذ الخطوات اللازمة للحيلولة دون التدخلات الخارجية في شؤوننا العربية، وحماية الدولة الوطنية وحماية الأمن المائي العربي.

وشدد على أن “أمن الخليج العربي هو أمننا جميعا، وقال “إن الأردن تدين بأشد العبارات الهجمات الحوثية الإرهابية على السعودية، وتؤكد وقوفها الكامل وتضامنها المطلق مع الأشقاء في السعودية إزاء أية خطوة يتخذونها لحماية أمنهم ومصالحهم ومواجهة كل التحديات“.

وطالب بتعزيز العمل المؤسساتي في المجالات الاقتصادية، والتجارية، والعلمية، والتعليمية، والأمن الغذائي والدوائي لنحقق التكامل الحقيقي الذي يعظم القدرات العربية على الإفادة من طاقاتنا البشرية الكبيرة ومواردنا العديدة.

Loading

اترك تعليقاً

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com