«بلاك ويدو» .. حتى الخارقين يذرفون الدموع

ثقافة – مصرنا اليوم :

تعالت في الآونة الأخيرة موجة أفلام الأبطال الخارقين، الذي شكّلوا على مرّ الأعوام شغفاً لدى الجماهير، فأصبحوا أسطورةً يترقبها الصغير والكبير على حدٍ سواء، وينقّب عنها الشخص كجزء من حياته، فمن “الرجل الخارق” سوبرمان، و”الرجل الوطواط” باتمان، إلى “الرجل العنكبوت” سبايدرمان، و”المرأة الخارقة” واندر وومان، وغيرهم من الأبطال الخارقين الذين اكتسحوا الشاشة الكبيرة والصغيرة منذ عقود، نقف حائرين مذهولين شغوفين لمزيد من تلك الأفلام.
منذ أن بدأ إنتاجها 2008، حتى الآن، أنتجت استوديوهات مارفل 23 فيلما، فضلا عن 14 فيلما آخر على الأقل في مراحل مختلفة من التطوير، وهذا يمثل امتيازا سينمائيا تاريخيا يصعب تخطيه، خاصة أنها حققت أكثر من 22 مليار دولار في شباك التذاكر العالمي، بما في ذلك فيلم “أفنجرز إندجيم” Avengers: Endgame الذي أصبح الفيلم الأكثر ربحا على الإطلاق عند إصداره، لكن هل ستستمر “مارفل” في أسر العقول بعد فيلمها الأخير “الأرملة السوداء” Black widow الذي واجه عديدا من الانتقادات بسبب المرحلة الزمنية التي يتحدث عنها؟
يروي الفيلم قصة ناتاشا رومانوف، أو”الأرملة السوداء” منذ طفولتها، حيث عاشت مع أختها وأبيها وأمها لأعوام، قبل أن تكتشف أن أسرتها غير حقيقية وأنها طفلة مختطفة وجزء من شبكة جاسوسية سوفياتية كبيرة، يقودها شرير يقوم بخطف الفتيات الصغيرات وحجزهن فيما يطلق عليه “الغرفة الحمراء”، حيث يقوم بتحويلهن إلى قاتلات محترفات بعد غسل منظم لأدمغتهن والاستيلاء على عقولهن بوساطة أحد العقاقير.

بين انتقام «الأفنجرز» وعودة «كابتن أمريكا»

نعيش مع بطلة فيلم “الأرملة السوداء” عدة خطوط زمنية، نبدأها بالخط الزمني السابق أي في آخر الثمانينيات وبداية التسعينيات عندما كانت ناتاشا صغيرة وفي عز الحرب الجاسوسية والحرب الباردة بين روسيا وأمريكا، لكن لب الأحداث يحصل بعد فيلم “كابتن أمريكا” وقبل “الأفنجرز”، لذلك نرى ماذا يحصل لناتاشا بعد انفصالها من “الأفنجرز”، كيف تعيش حياتها وما الذي يؤثر في حاضرها من الماضي.
وتدور الأحداث بعد انقسام “الأفنجرز” الى قسمين، ويعود السبب إلى المغامرة الأخيرة التي حصلت في فيلم الأفنجرز، حيث تدمرت مدينة سيكوفيا بالكامل، وهذا الدمار لم يمر مرور الكرام، ففريق الأمم المتحدة بقيادة وزير الخارجية الأمريكية يريد السيطرة على “الأفنجرز” أو على الأقل يجذبهم إلى الأمم المتحدة، وفي هذه الأثناء يشعر “آيرون مان” – الرجل الحديدي الذي اخترع الترون – بالذنب، ويوافق على الانضمام، لكن كابتن أمريكا يرفض رفضا قاطعا أن يكون تحت مظلة أي حكومة، ومع نهاية الفيلم ما زال الفريقان منقسمين، لكن كابتن أمريكا وباكي بانز هاربان من العدالة، في حين إن هوك اي وأنت مان – رجل النملة -، ومعهم فالكون مسجونون، وبالتالي نتاشا أصبحت وحيدة.

جوهانسون ونقلتها النوعية في الأداء

لعب الممثلون في الفيلم دورا بارزا ومميزا، فأداء سكارليت جوهانسون رائع، وليس غريبا عليها بعد التطور الكبير الذي لاحظناه في فيلميها الأخيرين وهما jojo rabbit وmarriage story حيث شهدنا نقلة نوعية لها في الأداء، وأكملتها مع “بلاك ويدو”، حيث أدت لقطات درامية مميزة، أما أختها يلينا بيلوفا، فتؤدي دورها الممثلة فلورنس بوج، على الرغم من أنها جديدة لكنها موهبة فنية تستحق المتابعة، لديها في رصيدها أفلام مميزة مثل midsommar وthe little women، لكن في “بلاك ويدو” نراها في دور مختلف يجمع الدراما والأكشن والكوميديا، أما أداء دايفيد هاربربور الأب أليكسي فكان مميزا في الكوميديا وأدى المطلوب بطريقة مبتكرة، فرسم البسمة على وجه المشاهد، ولطالما تميزت “مارفل” بأفلامها في الدمج ما بين الكوميديا والدراما والأكشن، وهذا ما يتعطش إليه عاشقو هذه النوعية من الأفلام خاصة بعد الانقطاع الذي حصل نتيجة الأوضاع الراهنة، حيث صدر آخر فيلم لـ”مارفل” في يونيو 2019 وهو spiderman far from home، ما جعل الجميع ينتظر عرض فيلم “بلاك ويدو”.

فجوات في التصوير

من المتعارف عليه أن “مارفل” بدأت في الأعوام الأخيرة استخدام تقنية الصور المنشأة بالحاسوب CGI في أفلامها، ولقد استخدمتها بكثرة في هذا الفيلم حيث برزت مشاهد جميلة مثل مشهد المطاردة في الطائرة، كانت قوية ومذهلة رغم أنها تمت بالكامل عبر تقنية CGI، لكن في موازاة ذلك توجد مشاهد ضعيفة خففت من وهج الفيلم، وفي الأعوام الأخيرة اعتمدت “مارفل” بشكل أساسي على التقنية المذكورة في أفلامها كافة، ومع مرور الوقت زاد إتقانها لها إلى أن جاء فيلم “بلاك ويدو” الذي أظهرت فيه سوء استخدام تلك التقنية في بعض المشاهد.

الضعف في الحبكة

إن أي فيلم للأبطال الخارقين يجب أن يشعر المشاهد له بالخطر الحقيقي على البطل ومن حوله، وهذا ما لم نشعر به عند مشاهدة “بلاك ويدو” حيث إن كل الأحداث التي كانت تحصل يقابلها استهتار من قبل عائلة ناتاشا، ما أفقدها عنصر التشويق والمفاجأة، هذا فضلا عن الخلل في الشر، فكل فيلم يحتوي على خير وشر يجب على الشرير أن تكون لديه أهداف واضحة، ففي “بلاك ويدو” جاءت أهدافه مستهلكة وسخيفة إلى حد ما، فقصة السيطرة على فئة معينة ثم السيطرة علي العالم من خلال الترياق لا تستحق أن تكون في فيلم لـ”مارفل”، في حين إنه كان من الممكن أن يلقي الفيلم الضوء على مشكلات سكارليت وحياتها منذ الصغر، بما أن الفيلم يتمحور حولها ويحمل اسمها، في حين جاء مغايرا بالكامل.

أول مشاركة موسيقية عربية في سلسلة أفلام Marvel

من اللافت في هذا الفيلم، مشاركة فرقة جاوي الغنائية المصرية، ولو لمدة ثوان معدودة، من خلال أغنيتهم الشهيرة “عطشان يا زينة” حيث تم بث جزء منها خلال أحداث الفيلم العالمي الشهير، لتعد أول مشاركة موسيقية مصرية وعربية في سلسلة أفلام Marvel، فاتحة الباب أمام الفرقة نحو العالمية عبر كتابة اسم الفرقة في تترات النهاية الخاصة بالفيلم. وتعد فرقة جاوي، التي بدأت رحلتها الغنائية منذ ستة أعوام كأول فرقة مصرية تمزج الغناء بالإلقاء الشعري.
تجدر الإشارة إلى أن تصوير الفيلم جاء في الفترة الممتدة من مايو إلى أكتوبر 2019 في النرويج وبودابست والمغرب واستوديوهات باينوود في إنجلترا وفي أتلانتا وماكون في جورجيا، وكان جاهزا للعرض في مايو 2020، إلى أن تم تأجيله بسبب جائحة كورونا، التي تسببت في إغلاق دور العرض السينمائي في عديد من الدول، وحددت الشركة المنتجة بعد ذلك مايو 2021، إلا أنها أجلت طرح الفيلم إلى يوليو الجاري، ويعرض في الوقت نفسه على منصة Disney +، وقد حصد الفيلم 60 مليون دولار عبر منصة “ديزني +” و78 مليون دولار على المستوى الدولي، ليصل إجمالي الإيرادات إلى 218 مليون دولار، حتى قبل بدء عرض الفيلم في الصين.

Loading

اترك تعليقاً

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com