«صبر الناخبين ينفد: حكومة ألبانيزي تواجه عقوبات اقتصادية»

يبدو أن حكومة رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألباني تواجه تحديات صعبة، حيث أظهر خبير استطلاعات الرأي، جون بلاك، أن الناخبين قد يتجهون لمحاسبتها على الوضع الاقتصادي المتدهور. في تصريحات أدلى بها مؤخرًا، قال بلاك إن الأستراليين «نفد صبرهم» مع الحكومة الحالية، مما يشير إلى تزايد القلق من الوضع الاقتصادي.
جاءت تعليقات بلاك عقب صدور أحدث استطلاع رأي، حيث أظهر أن الدعم للائتلاف المعارض يتفوق على الحكومة بنسبة 51% مقابل 49%. هذا التحول يُعتبر بمثابة إنذار للحكومة، حيث يعتبر أن الناخبين بدأوا يتخذون قراراتهم بشأن من سيصوتون له في الانتخابات المقبلة. بلاك، الذي شغل منصب السيناتور العمالي السابق بين عامي 1984 و1990، أشار إلى أن الاستطلاعات عادة ما تعكس تحولات أكبر كلما اقتربت الانتخابات، مما يزيد من أهمية هذه الأرقام.
بلاك أكد أن حزب العمال كان يحصل على دعم بنسبة 52.5% قبل الانتخابات الأخيرة، لكن هذا الرقم انخفض الآن إلى حوالي 48.5% أو 49.5%، وفقًا للاستطلاعات. وأوضح أن هذا التغير يمثل تقلبًا يتراوح بين 3.5 إلى 4.5%، مما يعني أن هناك احتمالًا لتقلبات أكبر قد تصل إلى 15% في بعض المناطق، وخاصة في الدوائر الانتخابية الهامشية التي يحتاج حزب العمال للاحتفاظ بها.
وأشار بلاك إلى أن هناك أدلة واضحة تشير إلى أن تقلبات الدعم ستكون أكبر ضد حزب العمال في المناطق الحضرية الخارجية. هذه المناطق هي التي يحتاج الحزب إلى الاحتفاظ بها للبقاء في الحكومة. بينما قد تشهد بعض الدوائر الانتخابية الأكثر أمانًا تحولًا طفيفًا نحو حزب العمال، أو في بعض الأحيان ضد الائتلاف.
وأوضح بلاك أن استطلاع الرأي الأخير يُظهر أن الناخبين عبر جميع الفئات العمرية يشعرون بالإحباط تجاه الحكومة، حيث أظهر الاستطلاع أن حوالي 88% من ناخبي الائتلاف يرغبون في منح فرصة لقيادة جديدة. حتى بين الناخبين الذين يُفترض أن ينتموا للأحزاب الأخرى، أبدى 66% من المشاركين، بما في ذلك 68% من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا، رغبتهم في تغيير القيادة.
على الجانب الآخر، يُشير بلاك إلى أن زعيم المعارضة، بيتر داتون، استطاع زيادة دعم حزبه الليبرالي في الانتخابات التمهيدية بنسبة تتراوح بين 2 إلى 3%. هذه الزيادة تعني أن الائتلاف قد يكون قادرًا على استعادة بعض المقاعد التي فقدها أمام حزب التيلز في الانتخابات الماضية عام 2022.
بلاك أكد أن هذا التحول حدث ببطء ولكنه بشكل متوازن على مدار عامين. وأضاف أنه إذا استطاع داتون زيادة دعم حزبه في الانتخابات التمهيدية بهذه النسبة، فمن الصعب تصور أن الائتلاف لن يستعيد بعض المقاعد، مثل مقعد كيرتن في غرب أستراليا ومقعد أو مقعدين من مقاعد التيلز في فيكتوريا. ومع ذلك، أشار إلى أنه سيكون من الصعب على الائتلاف استعادة المقاعد المحيطة بسيدني، حيث توجد منافسة قوية.
ومع ذلك، يُشير بلاك إلى أن الائتلاف يجب أن يكون حذرًا، حيث يتنافس التيلز على العديد من المقاعد الوطنية والليبرالية التي كانت آمنة سابقًا، خاصة في المناطق الريفية. هناك العديد من المقاعد التي يتنافس عليها الآن مرشحون مستقلون نشطون، مما يمثل تحديًا كبيرًا للائتلاف.
كما أشار بلاك إلى أن الحالة الاقتصادية تُعتبر عاملاً رئيسيًا في تغيير توجه الناخبين. فوفقًا له، فإن هناك توافقًا عامًا على أن فهم الاقتصاد بشكل صحيح يتطلب متابعة السياسات الاقتصادية. الناخبون يميلون إلى إعطاء أهمية كبيرة للنمو الاقتصادي والأمن الاقتصادي والسيطرة على الأسعار، وهي عوامل كانت لها أهمية كبيرة لفترة طويلة.
بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر موضوع الهجرة قضية مهمة أيضًا. حيث يرى بلاك أن انخفاض معدلات الخصوبة في العديد من البلدان الغربية يزيد الحاجة إلى الهجرة من الدول الأكثر فقرًا، مما يسبب توترات في البلدان المستقبلة. إذا لم تتعامل الحكومات مع هذه القضايا بشكل جيد، كما هو الحال مع حكومة بايدن في الولايات المتحدة، فقد تواجه خسائر كبيرة في الانتخابات.
تشير هذه المعطيات إلى أن الحكومة الأسترالية تواجه تحديات صعبة في ظل الوضع الاقتصادي الحالي. سيكون من الضروري على الحكومة معالجة هذه القضايا لضمان الاحتفاظ بدعم الناخبين في الانتخابات القادمة.

Loading

اترك تعليقاً