هذا.. وأعلنت القوات العراقية اقتحام مركز قضاء الحمْدانية جنوب شرقي الموصل بعد معارك مع مسلحي داعش، وذلك بعد ساعات قليلة من اقتحامها قضاء تِلكيف شمالَ الموصل.

التقدم الذي تحقّق على الجبهتين الشرقية والشمالية لم تفلح في تحقيقه القوات العراقية على الجبهة الجنوبية للموصل، بسبب الغازات السامة المنبعثة من مصنع الكبريت الذي أحرقه داعش وأدى الى سقوط قتلى مدنيين بحسب القوات العراقية.

وأفاد قائمقام قضاء تلكيف بأن القوات العراقية اقتحمت القضاء الواقع شمال غربي الموصل، مؤكداً انهيار دفاعات داعش في تلكيف فيما يُتوقّع وصول القطعات العسكرية المساندة لاقتحام المباني الحكومية واستعادتها.

وفي وقت سابق أفاد مراسل “العربية” – نقلا عن مصادر عسكرية عراقية – بأن الجيش اقتحم قضاء الحمدانية شرق الموصل صباح السبت، فيما بدأ الجيش العراقي بالتوغل داخل أحياء  تلكيف شمال مدينة الموصل وسط قصف جوي.

وسجل يوم الجمعة تراجعاً كبيراً لداعش في محافظة نينوى حيث استعادت القوات العراقية 20 قرية ضمن العملية العسكرية الواسعة لاستعادة نينوى ومركزها مدينة الموصل، والتي بدأت في 17 من الشهر الحالي تحت شعار “قادمون يا نينوى”.

من جهتها، أعلنت خلية الإعلام الحربي الجمعة عن مقتل نحو 500 عنصر من داعش منذ بدء معركة الموصل، مضيفة أن قطعات الرد السريع والشرطة الاتحادية استعادت قرية تل طيبة، ما أدى إلى تفجير ثلاث سيارات مفخخة ضمن محور القيّارة الجنوبي. كما أعلنت عن استعادة القوات العراقية قريتين قرب الموصل. وتمكنت القوات العراقية من استعادة قريتي الشورة الجديدة وتل واعي قرب مفرق الشورة.

هذا ودمر طيران التحالف الدولي سيارة مفخخة في قرية كفروك قرب بَطناية ضمن محور سد الموصل.

وحسب جهاز مكافحة الإرهاب فإن أقرب نقطة الى الموصل، وصلتها القوات العراقية، هي ناحية برطلة شرق المدينة.

أما شمال الموصل، فتحاصر قوات البيشمركة الكردية ناحية بعشيقة بالكامل، تمهيداً لانطلاق قوات جهاز مكافحة الإرهاب لاستعادة عدد من القرى الممتدة على طول الطريق من بعشيقة وحتى مداخل مدينة الموصل من جهة الشمال الشرقي.

تفجير معمل كبريت جنوباً

وجنوب الموصل أعلنت القوات المشتركة سيطرتها على كامل ناحية القيارة، وجميع الآبار النفطية المحيطة بها. كما أعلنت عن استعداداتها لاقتحام منطقة الشورة المجاورة للقيارة.

إلى ذلك، قال ضابط عراقي رفيع السبت إن انبعاثات غازات سامة ناجمة عن تفجير داعش لمعمل للكبريت في جنوب الموصل، أدت إلى وفاة مدنيين اثنين. وقال العميد قصي حميد كاظم قائد فرقة الرد السريع لوكالة فرانس برس إن “داعش فجر معمل الكبريت قبل يومين وأدى ذلك إلى وفاة اثنين من المدنيين في قرى قريبة”. كما أدى تصاعد الأبخرة والغازات إلى العديد من حالات التسمم، وفقا للمصدر.

وكان النائب عن محافظة نينوى، عبد الرحمن الوكاع، طالب يوم الجمعة الحكومة العراقية والجهات كافة بالإسراع إلى إخماد حريق في معمل وحقول المشراق جنوب الموصل، محذراً من كارثة بيئية حال استمراره. وأوضح الوكاع أن تنظيم داعش أحرق معمل كبريت المشراق والمخزون الموجود فيه، مبيناً أن “الحريق كبير ولا تستطيع القوات الأمنية إخماده بإمكاناتها الحالية”.

وأضاف “الغازات المنبعثة من الحريق سامة وخطيرة وتهدد بكارثة بيئية قد تعبر نتائجها محافظة نينوى لتصل إلى إقليم كردستان، مشيراً الى أن “الاستجابة من الحكومة العراقية لا تزال ضعيفة للدعوات لإرسال فرق إطفاء متخصصة لإخماد الحريق”.

وفجر تنظيم داعش الأربعاء مصنع كبريت المشراق، الواقع على بعد حوالي 50 كلم جنوب مدينة الموصل، حيث تنتشر آلاف من القوات الأمنية العراقية.