على مدار الأشهر السبعة الماضية، عالج أبو حسان، وهو طبيبٌ بالجيش، الأشخاص المحطَّمين واليائسين القادمين من أتون الحرب في مدينة الموصل العراقية.
غالباً ما ترتجف أجسام الجنود، والنساء، والأطفال لا إرادياً من الخوف أمامه، بعد ساعاتٍ من الفرار من الاشتباكات الدامية، بينما تقاتل القوات العراقية لاستعادة السيطرة على المدينة من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). لكن، لم يكن الأمر مماثلًا بالنسبة لمحمد، البالغ من العمر 9 أعوام، وفقاً لصحفية الغارديان البريطانية.
إذ قال أبو حسان بعد وقتٍ قصير من معالجته لمحمد، وهو أحد آخِر الفارين من غرب الموصل أوائل شهر يوليو/تموز الجاري، إنَّه «لم يكن صبياً طبيعياً، لم يبدُ خائفاً. تحدثتُ معه، وطرحتُ عليه أسئلةً اعتيادية مثل: ماذا تريد أن تصير عندما تكبر؟ وأجابني: أريد أن أكون قناصاً».
وأضاف أبو حسان: «لقد صُعقت، ليس هذا أمراً طبيعياً يقوله طفل. سألتُه: ماذا يعمل والدك؟ فقال: كان أمير القناصين».
وتابع وفق الغارديان: «لاحقاً، تلقيتُ معلوماتٍ كثيرة من أشخاصٍ من الموصل يقولون إنَّ والده كان شخصاً مهماً. فقد عثرت القوات الخاصة على الصبي في قبوٍ مع العديد من مقاتلي داعش المتوفين. وأحضر الجنود الصبي إليّ».
وتقول الأمم المتحدة إن الأطفال «البدون» مهدَّدون بأن تفوتهم فرصة التمتع بحقوقهم الأساسية مثل: التعليم والرعاية الصحية، ومن المرجح أن يواجهوا صعوبات عندما يكبرون في الحصول على وظيفة، كما أنهم معرَّضون للاستغلال وأن يصبحوا سلعة في تجارة الرقيق.
وطلب طفل يزيدي، جرى إنقاذه من ميدان القتال في الموصل بعد 3 سنوات من الأَسر تحت حكم تنظيم «الدولة الإسلامية»، لمَّ شمله بوالدته التي حصلت على حق اللجوء في كندا بعد إنقاذها من المتشددين.
وأَسر التنظيم المتشدد عماد تامو، البالغ من العمر 12 عاماً، إلى جانب أسرته في صيف 2014، عندما اجتاح المتشددون منطقة سنجار شمال العراق، مطهِّرةً إياها من السكان اليزيديين.
تركت الحرب مئات، وعلى الأرجح آلاف، الأطفال أيتاماً. ويتحمَّل البعض عبئاً ثانياً، أيديولوجية جردتهم من البراءة. فبالنسبة للكثيرين في مجتمعهم، هم ذرية الشيطان (أبناء مقاتلي داعش)؛ مشردون بلا جنسية، ولا يستحقون الرعاية الأساسية. ولا ترغب وكالات المعونة ونظم الرعاية الحكومية في الاعتراف بهم.