الحياة خارج الارض مصطلح يشير إلى وجود حياة خارج كوكب الأرض أو خارج النظام الشمسي وكانت الفكرة تاتي من أفلام الخيال العلمي التي كانت تصور الحياة في الفضاء وتكون غريبة الشكل او تكون في ظل ظروف بيئية صعبة جدا. لكن الأمر ما لبث أن أصبح جدياً خاصة مع التطور العلمي وفهم البشر للحياة بشكل أفضل, وهذا ما أيده عدد من العلماء أبرزهم ألبرت أينشتاين الذي قال : أنه لابد من وجود حياة أخرى في عدة أماكن في المجرة التي فيها ملايين النجوم والتي تحوي بدورها كواكب ولابد أن بعض الكواكب هنا وهناك صالح للحياة وإلا فإنها معجزة أن تكون الأرض لوحدها من تحوي حياة! ولقد دفع تقدم التكنولوجيا والعلم الحديث الوكالات الدولية مثل وكالة ناسا إلى وضع نظريات جديدة واطلاق رحلات عديدة للعثور على جواب للسؤال الذي حير البشرية منذ أن خلقت وهو (هل البشر على كوكب الأرض هم الوحيدون في هذا الكون؟).
ووصلت الأمور في عصرنا الحالي إلى إعلان سيف شولتز أمام الكونغرس الأمريكي: أننا قادرون على العثور على حياة خارج الأرض في مدة قد لا تتجاوز العقدين من الآن وهذا حسب مقدار العمل والبحث والتمويل أو عن طريق المصادفة بعثور غيرنا علينا. بل وقام ستيفن هوكينغ في عام 2010 بالتحذير من خطورة المحاولات البشرية للتواصل مع حضارات فضائية أخرى مما قد يسبب خطراً على كوكب الأرض المحتمل أن يتحول إلى مطمع لهم مثلاً أو غير ذلك من المغامرات غير المحسوبة.
كانت فكرة المخلوقات الفضائية تأتي من افلام الخيال العلمي التي كانت تصورها بأن لها تكنولوجيا تفوق تكنولوجية البشر كما يعتقد أن كوكب المريخ قد توجد فيه حضارات متقدمة كما كانت سينما الخيال العلمي تصور الفضائين يسكنون جوارنا في القمر لكن مع أول هبوط حققه الإنسان على القمر تغيرت الآراء تماماً فوجدوا أن القمر مجرد كتلة صخرية تدور حول كوكب الأرض ولا توجد فيه حياة.
من هنا أطلقت ناسا أول مشروع للبحث عن الحياة خارج الأرض في عام 1964 ومن وقتها حتى الآن قامت بالعديد من المشاريع أهمها أطلاق مسبار كيبلر للبحث عن كواكب صالحة للحياة.
ثم تطور البحث عن المخلوقات الفضائية بعد تبني وكالة ناسا مشروع البحث عن الحياة خارج الأرض 1964 فبدأت تطلق المشروع يلي الآخر أملاً إما في استقبال اتصال ما من حضارة أخرى أو إرساله.
وكانت أول الرحلات التي تم إطلاقها في 1972 (باسم بيونير 10) حيث أرسلت صور تحتوي على أشخاص وذكر وأنثى وأشكال هندسية وصور تم انتقائها شخصيا من قبل (كارل ساغان).
وفي عام 1974 أطلقت الوكالة إِشارات مشفرة تحوي (لمحة عن علوم الرياضيات والحساب على الأرض) وهي العلم التي يعتقد أن كل الحضارات الذكية من الممكن أن تفهمها وتفهم أنها من صنع حضارة أخرى.
وفي عام 1977 أطلقت ناسا مشروع أصوات الأرض (ضمن مشروع فوياجر) وهو عبارة عن مسبارين فضائيين جهزا بإسطوانة صوت ذهبية سجل عليها العديد من أصوات البشر الذين أرسلوا تحياتهم
بـ 55 لغة، كما سجل بعض الأصوات التي تسمع على الأرض كأصوات البراكين والبحار والحيوانات وغيرها وحتى بعض الموسيقى لموسيقيين مشهورين على الأرض كموتزارت أو بيتهوفن وبثت هذه الرسالة في أرجاء الفضاء التي استطاع المسبار الوصول إليها وأطلقا باتجاه كوكبي فوياجر1 وفوياجر2 واللذان يعتقد بوجود حياة فيهما.
بدأ تطور البحث في عام 1990م، حيث اكتشف فريق من علماء الفلك أول كواكب يقع خارج المجموعة الشمسية، أطلقوا عليه اسم كوروت-7ب، ولكن لم يغير هذا الاكتشاف شيئاً بالنسبة للبحث عن الحياة خارج كوكب الأرض، فهذه الكواكب لا تدعم الحياة لأن معظمها كواكب غازية مثل كوكبي المشتري وزحل.في عام 1993 توقف السيناتور الأمريكي براين عن دعم وتمويل مشاريع ناسا وخصص هذه الميزانية فقط للبحث عن الحياة خارج الأرض.
أما في عام 2007 بدأ معهد سيتي المختص بأبحاث الحياة خارج الأرض بنشر 350 هوائي لاستقبال أية إشارات من الفضاء وسرعة تحليلها ثم تطور المشروع إلى مشروع «سيتي أت هوم» والذي مكّن المواطنين من جميع أنحاء العالم من المشاركة في البحث عبر الإنترنت وتقديم المعلومات إلى الهوائيات.
وفي عام2009م، أطلقت وكالة ناسا لأبحاث الفضاء تلسكوب شديد الحساسية يحتوي على مرايا عالية الدقة، في مهمة اسمها مهمة كبلر، على اسم العالم يوهانس كيبلر، للبحث عن النجوم التي يبهت ضوؤها.
وفي عام 2012 أرسلت وكالة ناسا للفضاء مركبة كيوريوسيتي روفر إلى المريخ للبحث عن الحياة على سطح الكوكب، فكانت خيبة أمل حيث لم تجد المركبة حياة على المريخ، فهو كوكب ميت لا يوجد فيه ماء.
كما بدأ العلماء باستخدام أكبر المراصد على الأرض، وهو مرصد كيك، والذي يمكنه تحديد كتلة الكوكب وبعده عن النجم، فيجب أن يكون الكوكب في منطقة متوسطة البعد كي يستطيع دعم الحياة.
فالبحث عن الحياة خارج الأرض أمر ف منتهى الصعوبة، فعلى بعد آلاف السنين الضوئية تضيع الكواكب في ضوء النجوم المجاورة.
وفي يوم 15 آب من عام 1977 تلقى مرصد لاسيتي إشارة من خارج الأرض على شكل موجة كانت أقوى بـ30 مرة عن الإشارة العادية التي ترد من الكون واستمرت 72 ثانية قبل أن تختفي سُميت فيما بعد هذه الإشارة بإشارة الواو. وعند القيام بترجمة الإشارة رقمياً نتجت أحرف وأرقام غير مفهومة المعنى, ولم يستطع العلماء معرفة مصدر الإشارة إلا أنه يعتقد أنها من كوكب يبعد حوالي 20 سنة ضوئية عن الأرض.
سبب هبوط مسبار كيوريوسيتي روفر كانت خيبة أمل كبرى بسبب عدم وجود حياة على كوكب المريخ لكن مع هذا حفر مسبار كيريوسيتي, بضعة امتار في المريخ حيث وجد طبقة بيضاء ظن العلماء أنها عبارة عن املاح لكن بعد مرور بعض الوقت بدأت هذة الطبقة البيضاء بالذوبان في التربة, وهو ما أثار جدلاً عن وجود ماء في المريخ, لكن في عام 2015 أكتشفت وكالة ناسا مياه على المريخ وبدأت التساؤلات عن احتمالية وجود حياة عليه.
هذا وقد حددت المعادلة الرياضية حديثاً كمعادلة لا تزال غير قابلة للحل, وهي تحدد عدد الأماكن في المجرة التي من الممكن أن تحوي حضارة ذكية (N) وكانت على الشكل التالي :N=R* x fp x ne x fL x fi x fc x L حيث تدل R* على معدل ولادة النجوم الجديدة في المجرة سنوياً، وتدل كل أحرف f على كسور (وهي أقل من الواحد) حيث تدل fp على نسبة النجوم التي تحوي كواكب، وتدل fL على نسبة الكواكب التي تحوي حياة وتدل fi على نسبة جميع أنماط الحياة وتدل fc على نسبة الكائنات التي تستخدم التكنولوجيا وتطلق إشارات في الفضاء كالبشر وتدل ne على متوسط عدد الكواكب القابلة للحياة وأخيراً تدل L على طول مدة بقاء هذه الكائنات (وهو الأهم فوجود البشر هو مدة قصيرة جداً جداً في عمر الكون).
فيما بعد قام العلماء باعتبار أن كل هذه النسب f هي نسبة صغيرة جداً كما هو R* و ne ولذلك أعتبر تقريبياً أن : N ≈ {\displaystyle \thickapprox } {\displaystyle \thickapprox }
وقد توصل العلماء إلى أن الشمس نجم عادي يوجد مثله ملايين. ومعظم هذه النجوم تحوي كواكب مثلها تماماً ومن الممكن أن يشبه العديد من هذه الكواكب الأرض ومهما كان عدد الحضارات التي تعيش هنا أو هناك فإن احتمال وصول إحداها لتحقيق (ما نعتبره مستحيلاً) وهو السفر عبر النجوم موجود, وبالتالي لابد وأن تكون إحداها قد وصلت إلينا أو تركت أثراً ما أو كانت هنا من قبل وهذا الكلام منطقياً ورياضياً لكن فعليا لم يحدث هذا على الإطلاق! ولهذا رجّح العلماء أن الكائنات الفضائية موجودة لكنهم لا يتواصلون معنا ولكنهم موجودون ويتواصلون معنا ولكن لا يمكننا سماعهم، فهم كانوا موجودين في وقت لم نكن نحن فيه. فهم موجودون لكن معظم الناس لا تدرك ذلك حتى الآن! (أي أنهم دمروا أنفسهم أو دمرهم شيء ما, كما قد يحصل مع البشر في حال نشوب حرب نووية!).
قد نكون غير مهمين بالنسبة لهم (فقد يكونوا متطورين لمراحل قد تجعلنا بنظرهم كالنحل مثلاً بالنسبة للبشر, فهل فكر البشر يوما ما بالتواصل مع النحل؟ رغم أنهم أمامنا يعملون طوال الوقت وينظمون أنفسهم!) في علم الأحياء بالنسبة للحياة خارج الأرض يجب ان توجد عناصر مهمة هي أكسجين وهيدروجين ونيتروجين وكربون والأحماض الامينية فانها مهمة جدا لبناء مركبات حيوية وتكوين حامض نووي كانت الأفلام الخيالية العلمية تعتبر اقصر وسيلة لتصور الحياة في الفضاء الخارجي وايضا تصورها من ناحية تطور المخلوقات الفضائية في التفكير وتصور حضارتهم المتقدمة.
نظرية بانسبرميا:
اساس نظرية بانسبيرميا التي تنسب إلى العالم بانسبيرميا تنص على ان النيازك أو الكويكبات تحتوي على المواد اللازمة للحياة وتسمى ببذور الحياة، وسميت هذه النظرية أيضا بالتبذر الشامل وتنص على ان بذور الحياة تنتقل في الفضاء حيث ما اصطدمت بكوكب ما بدأت المواد بالأنتشار، وتعتبر هذه النظرية من النظريات المهمة في الدراسات الخاصة بالحياة خارج كوكب الأرض. وتعتبر فرضية الأرض النادرة هذه النظرية من النظريات المعارضة لوجود المخلوقات في كوكب غير الأرض أي تنص على أن كوكب الأرض هو الكوكب الوحيد الصالح للحياة، وتعتبر هذه النظرية أكثر قبولا عند الأشخاص المعارضين لوجود فكرة المخلوقات الفضائية.
وعن قابلية السكن للكواكب فهي من أهم الدراسات في البحث عن الحياة خارج كوكب الأرض، ودراسة الشروط الملائمة للحياة ومن هذه الشروط :
البعد عن النجم: حيث يجب أن يكون الكوكب في مجال متوسط في البعد لكي يسمح بظهور الحياة عليه أو يسمح بظهور مركب الماء عليه، لأن الكوكب إذا كان قريب من النجم سيصبح حار جدا والماء سوف يتبخر، واذا كان بعيد عنه سوف يكون كوكب جليدي أي متجمد لا حياة طبيعية فيه كمثل الحياة على كوكبنا.
أما إذا كان متوسط البعد فسيمكن ذلك من ظهور الماء السائل على سطحه.