يتجه العلماء لأول مرة نحو ابتكار وتطوير تكنولوجيا ثورية سوف تغير من قدرات البشر الذاتية وتقضي على «الغباء» الذي لم تجد له البشرية علاجاً منذ رأت النور، حيث أن التكنولوجيا الجديدة من شأنها تطوير عمل الدماغ وزيادة قدراته بما يجعل الإنسان أكثر ذكاء ويتمتع بقدرات عقلية أكبر.
واخترع العلماء في جامعة «ماكجيل» ومختبر (HRL) في كندا جهازا لتطوير القدرات المعرفية للدماغ، وهو الأول من نوعه في العالم وفي تاريخ البشر.
وقامت إدارة المشاريع والبحوث العلمية الواعدة في وزارة الدفاع الأمريكية بتمويل مشروع تصميم محفز كهربائي للدماغ.
ويستخدم الجهاز التيار الكهربائي المؤثر على الفص الجبهي لـقشرة الدماغ الذي يتولى المسؤولية عن وظائف معرفية مثل حفظ المعلومات والانتباه واتخاذ القرارات. وقد زاد استخدام هذا الجهاز من الترابط بين مختلف مناطق الدماغ، ما ساعد بدوره في التعلم السريع.
ويتم تركيب أقطاب الجهاز على الرأس دون أي تدخل جراحي.
وتمت تجربته على القرود، حيث طُلب منها تحديد مكان يحتوي على الغذاء بواسطة علامات ضوئية. وقامت الحيوانات بـ22 محاولة قبل أن تنشئ علاقة تربط بين العلامات والغذاء. وبعد تعريضها لتأثير المحفز الكهربائي، استطاعت تعلم ذلك بعد 12 محاولة فقط.
ويأمل الباحثون في استخدام أسلوبهم على نطاق أوسع، بما في ذلك في القوات المسلحة.
ومن شأن نجاح هذا الجهاز وهذه التكنولوجيا الجديدة أن تؤدي إلى تحفيز العلم والمعرفة والإدراك والذكاء لدى الكثير من البشر، كما من شأنها أن تؤدي إلى تطوير محصولهم المعرفي وقدرتهم على التعامل مع الأحداث، بما يعني في النهاية أنها تكنولوجيا ثورية ستؤدي إلى تغيير العالم بأكمله.
ويأتي التوصل إلى هذا الجهاز بعد سنوات طويلة من الجهود التي يقوم بها العلماء والتي ترمي إلى قراءة دماغ الإنسان واستنتاج ما يدور فيه.
ومؤخراً خلصت دراستان إلى دمج تقنيات متطورة لإنماء وتحليل أنسجة مستزرَعة ثلاثية الأبعاد تشبه البنى الدماغية البشرية ما يتيح دراسة كيفية تفاعل المناطق الدماغية ونضوج الخلايا العصبية.
وأتاح إنتاج أنسجة شبيهة بالدماغ البشري خلال الأعوام القليلة الماضية إجراء تحليلات متقدمة لكيفية نمو الدماغ، وتغيُّر نموه خلال عملية التطور، وهو ما مكَّن العلماء في النهاية من التعامل بصورة أفضل مع دماغ الإنسان.
ويعد علم الأعصاب من المجالات الطبية التي تشهد نموا سريعا وتحظى بشعبية لدى الناس، لكن على الرغم مما يشهده هذا المجال من تقدم فإنه عندما «يتحقق فتح علمي» بخصوص منطقة معينة في الدماغ لا يكشف لنا الكثير مما نريد معرفته حول الآلية الداخلية التي يعمل وفقها العقل.
ويستخدم العلماء حالياً تكنولوجيا «تصوير الرنين المغناطيسي الوظيفي» وهي واحدة من أشهر طرق المسح التحليلي بالأشعة، وذلك من أجل قياس التغيرات الموضعية لتدفق الدم إلى مناطق في الدماغ، ويستخدم الباحثون تلك التكنولوجيا إذا ما أرادوا معرفة جزء من الدماغ يقوم بمهمة معينة، ويمكنهم من خلالها وضع شخص تحت جهاز مسح الدماغ، ومشاهدة المنطقة التي تكون نشطة.
وقام فريق بحثي في جامعة كاليفورنيا بتقديم مقاطع فيديو لمجموعة من الأشخاص تم وضعهم تحت جهاز مسح بالأشعة ثم قام الجهاز بتحويل الإشارات الكهربية في الدماغ إلى مقاطع فيديو، واتضح بعد ذلك أنها تشبه إلى حد كبير ما كانوا يشاهدونه.

Loading

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com