«دولة ضد الأكراد»، عنوان مقال تيمور أخميتوف، في «إزفستيا» يتساءل فيه عن الفارق بين المنطقة التي تسيطر عليها تركيا في سوريا و»لبنان الحر» الذي أقامته إسرائيل في جنوب لبنان.
وجاء في المقال: في حين أن القوات الموالية لبشار الأسد، من جهة، وقوات التحالف الدولي، من جهة أخرى، يحاربان فلول داعش، فإن أنقرة تنفذ أجندة خاصة بها في سوريا.
فمن وجهة نظر السلطات التركية، التهديد الأكبر يأتي من الجماعات المسلحة الكردية. وتراها أخطر من الراديكاليين الإسلاميين. ومن أجل التصدي للأكراد، تخلق تركيا شبه دولة عازلة على الأراضي السورية. مثلما فعلت إسرائيل في العام 1979 في جنوب لبنان بتأسيسها «دولة لبنان الحر» التي كانت مهمتها الرئيسية التصدي للفلسطينيين (المتطرفين من وجهة نظر إسرائيل).
ويضيف المقال أن القيادة التركية ترى أن العملية العسكرية في الأراضي السورية مشروعة وتبررها حقيقة أن هدف الحملة هو القضاء على المتطرفين. وترفض دمشق بشكل قاطع هذا التفسير، وقد ذكرت مرارا أن العملية التركية تنتهك سيادة سوريا.
وما يزيد الوضع تعقيدا أن وضع الأراضي التي تحتلها القوات التركية، منذ أغسطس2016 ، لم تحدده اتفاقات مع الحكومة السورية أو مع روسيا أو مع إيران أو حتى مع حلفاء تركيا الغربيين. وأما مسألة لماذا لا تزال تركيا ترفض إعادة الأراضي الخاضعة لسيطرتها إلى الحكومة السورية فعلى جدول أعمال علاقات أنقرة مع موسكو. ففي هذه الحالة، تصرفات تركيا تشبه مشروع إسرائيل التي حاولت الحفاظ على ما سمي بدولة لبنان الحر في جنوب لبنان.
ويصل المقال إلى أن إجراءات تركيا في شمال سوريا تكرر إلى حد كبير سياسة إسرائيل بشأن تشكيل منطقة عازلة في جنوب لبنان. تشكيل قوات مسلحة موالية لأنقرة من السوريين أهم مهام تركيا اليوم. فكما كان الحال مع جيش لبنان الجنوبي، فإن وجود قوات مسلحة موالية لها يسمح لأنقرة بالحد من تدخل جيشها المباشر في الشؤون الداخلية الخاصة في سوريا.