لا يتحدث ترامب عن دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل. وقد قال للعالم كله بصورة واضحة: القدس عاصمة إسرائيل. الدولة لإسرائيل فقط، وكذلك القدس. لاشيء للفلسطينيين، ولا دولتين هنا. ما البديل إذن؟ تريد واشنطن كما إسرائيل حلا مع الإقليم وليس مع الفلسطينيين. يمكن للحل مع الإقليم أن يكون حلا للقضية الفلسطينية. في كل الأحوال ينبغي أن يكون هناك حلا للقضية الفلسطينية.
في كل الأحوال يجب ان تكون هناك دولة فلسطينية. الفلسطينيون أكثر الناس معرفة بحاجتهم الضرورية إلى حل لقضيتهم، وإلى دولة، حتى لو كان مثل هذا الحل نصف حل، ولو كانت مثل هذه الدولة نصف دولة. على أي نحو كان سيكون وضعهم أفضل من اللاشيء الذي يعيشونه الآن.
استمرار إهمال حل القضية الفلسطينية، يعني مواصلة النهج الأميركي-الإسرائيلي في تحميل عبء القضية الفلسطينية على الجانب العربي، وجعلها كرة نار داخل المجتمعات العربية، وداخل عموم المنطقة.
ينبغي النظر بإمعان إلى نتيجة سياسة إهمال حل القضية الفلسطينية المتبعة منذ عقود وسنوات. مجموعات الخراب والدمار و الإرهاب، صارت سارحة في عموم دول ومجتمعات الشرق الأوسط والعالم بلا ضابط أو رابط.
تحويل القضية الفلسطينية إلى مشكلة فلسطينية – عربية أحدث ولايزال كارثة بشمال سيناء، كما جرى سابقا بالأردن ولبنان، كما لم ولن يوفر نجاة ولا أمنا لإسرائيل، وقد صارت تبحث عن حل لأمنها عند الآخرين. بينما هو في ذاتها.
السؤال، الذي يحتاج إلى إجابة الآن هو: كيف يمكن للاتفاق على المستوي الإقليمي مع إسرائيل أن يضمن حلا للقضية الفلسطينية؟
يمكن ضمان ذلك، لو صار الاتفاق العربي-الإسرائيلي قاعدة تفتح الطريق أمام قيام دولة فلسطينية بإشراف عربي. تجارب المنطقة السابقة والمثال المصري تحديدا يؤكد بوضوح أن مثل الاتفاقات ليست فقط تظل أكثر قوة وصلابة من نظيرتها الفلسطينية- الإسرائيلية، بل أنها أيضا تحظى بالقدرة على التطور وهضم التعديلات المطلوبة بمنتهى الثقة.