نشرت صحيفة «نويه تسوريشر تسايتونغ» السويسرية تقريرا تحدثت فيه عن التطور الذي يشهده نظام الأسلحة في العالم، لافتة إلى أن «قطاع تصنيع الروبوتات وأنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل يشهد تطورا سريعا».
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته «عربي21»، إنه في الوقت الراهن، ظهرت أنظمة أسلحة جديدة تعمل عن طريق الخوارزميات، وبفضل تقنية الذكاء الاصطناعي، تملك هذه الأنظمة القدرة على شن عمليات عسكرية بصفة ذاتية، ومن شأن هذه الأنظمة أن تغير صورة الحرب بشكل جذري، وهو ما أكده الباحث الأمريكي المختص في الحروب، فرانك هوفمان، الذي أصدر دراسة حول قيادة الحروب الهجينة.
وأكدت الصحيفة أن «قطاع تصنيع الروبوتات العسكرية يتطور بشكل مطرد جنبا إلى جنب مع قطاع تصنيع السيارات المدنية، وفي الوقت الحالي، تملك حوالي 90 دولة طائرات دون طيار ضمن ترسانة أسلحتها.
ولفتت إلى أنه «على سبيل الذكر لا الحصر، تملك البحرية الأمريكية والصينية ترسانة من الطائرات دون طيار، التي تغوص تحت الماء، والسفن المعدة للتنقيب عن الألغام، والسفن الحربية ذاتية القيادة، وبالإضافة إلى ذلك، تفكر الولايات المتحدة الأمريكية في تركيز المزيد من الطائرات دون طيار على متن حاملات الطائرات».
وأضافت الصحيفة أنه في ربيع سنة 1999، استخدمت القوات الجوية الأمريكية، في إطار العملية العسكرية لحلف الناتو ضد جمهورية يوغسلافيا، الطائرات دون طيار من طراز «بريداتور»، بالإضافة إلى الطائرات المقاتلة من طراز «إيه 10» وطراز «إف 16»، وقد تم ذلك بهدف تسهيل عمليات الاستطلاع وإنارة الأهداف بأشعة الليزر.
وأوضحت الصحيفة أن «الإنسان يحدد في نهاية المطاف شروط استخدام كل هذه الوسائل الحربية، وعلى الرغم من أن العديد من الدول، على غرار الصين والمملكة المتحدة وروسيا وإسرائيل، تعمل جاهدة على تطوير أنظمة أسلحة ذاتية التشغيل، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية تُعتبر رائدة في هذا المجال خاصة، وأنها تملك الوثائق المتعلقة باستراتيجية «الأوفست الثالثة»، التي ترتكز على اعتماد تقنيتيْ الروبوتية والذكاء الاصطناعي للتصدي للخصوم.
وأضافت الصحيفة أن «القوات البرية الأمريكية تمر بظروف صعبة على مختلف الأصعدة، في الوقت الذي يتم فيه تطوير الأسطول الجوي والبحري، وعلى الرغم من أن الجيش الأمريكي محدود الإمكانيات، إلا أنه مطالب باستخدام أنظمة متطورة، فعلى سبيل المثال، يجب على القوات البرية أن تعمل بالتعاون مع القوات البحرية والجوية في جميع غرف العمليات». وذكرت الصحيفة أن البحرية الأمريكية ترغب على المدى القريب والمتوسط في استخدام المزيد من الأنظمة ذاتية التشغيل، التي تمكن قواتها من الحصول على نتائج استطلاع أكثر دقة، وذلك من خلال استخدام روبوتات معدة للتنقيب عن المواد المتفجرة، وبهذه الطريقة، يمكن للقوات أن تركز جهودها على العمليات العسكرية، وفي هذا الصدد، صرح رئيس أركان الجيش الأمريكي، مارك ألكسندر ميلي، أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ أن «نماذج كل العربات القتالية جاهزة للاختبار».
وأوردت الصحيفة أنه خلال الفترة الممتدة بين سنة 2031 و2040، من المنتظر أن يتم اعتماد أنظمة الأسلحة والاستطلاع ذاتية التشغيل في كل تشكيلات الجيش الأمريكي، وفقا لاستراتيجية الأنظمة الروبوتية والآلية، وبفضل أجهزة الحواسيب القوية القادرة على معالجة عدد كبير من البيانات المرسلة عن طريق أجهزة استشعار عن بعد، سيتمكن الروبوت من تقييم وضعه بشكل ذاتي واتخاذ القرارات وضبط مجالات تدخلاته حسب تطورات الوضع.
وبينت الصحيفة أنه على الرغم من أن نائب وزير الدفاع الأمريكي السابق، بوب وورك، شدد على أن الإنسان سيؤدي دورا فعالا في مجال الحروب على الرغم من تطور الأتمتة، إلا أن تسارع نسق العمليات العسكرية سيجعل التحكم فيها من قبل القادة العسكريين أمرا صعبا.
وأبرزت الصحيفة أن أساليب تدريب الروبوتات للتعاون مع البشر تطورت بشكل ملحوظ، لكن نجاح هذا التعاون أصبح محل شكوك بسبب ضغوط العمليات العسكرية، في المقابل، من المؤكد أن استراتيجية المهام العسكرية في ظل ارتفاع ضغط الوقت والمعلومات ستحقق نجاحا.
وذكرت الصحيفة أنه في سنة 2015، أكد هربرت رايموند ماكماستر، الفريق بالجيش الأمريكي ومستشار الأمن القومي الحالي، أن الهيمنة الأمريكية على التكنولوجيا ستؤدي إلى تحقيق النجاح، وقد كشفت حرب العراق في سنة 2013 أن الجيش الأمريكي اعتاد على رفع سقف التوقعات، كما قدمت هذه الحرب الدليل على أن الدفاع عن الأهداف ليس استراتيجية ناجحة، وفي الواقع، تبين أن استراتيجية الحرب الاتصالية نجحت في المراحل الهجومية، لكنها فشلت في مرحلة عمليات نشر الاستقرار.