تحليل سياسي – مصرنا اليوم

يسخر البعض من شخصية كونه رجلاً أبيض مستقيم، منذ متى والناس تتميز بلون الجلد الذي وُلدوا به؟.

هناك شيء محزن في الهوية السياسة، وهو التعامل مع الشخص السياسي من خلال لونه أو ديانته أو معتقداته.

فبدلاً من أن يبحث الناس في الشخصية القيادية من حيث معتقداته السياسية ومميزاته أو عيوبه في قيادة شعب، يبحثون عن «ما هو لونه، ما هي معتقداته، ماذا يحب من مأكولات أو مشروبات، هل له علاقات مع الجنس اإخر أم لا، كلها أمور ليست لها علاقة بهويته كرجل سياسة، وهو بالفعل أمر يدعو للسخرية من أولئك الذين يلعبون لعبة السياسة.

فيجب أن نكون منصفين في الحكم على الرجل السياسي، هل هو يصلح لهذا المجال أم لا؟ ما هي الطريقة السياسية التي يفكر بها.

فمهما كان لون جلده، مهما كانت داينته، مهما كانت معتقداته، فهذا ليس هو المهم، بل الأهم هو اعتداله السياسي وقيادته الحسنة والنهوض بالبلاد في كافة المجالات.

فهل يبحث هؤلاء الساخرون في هوية موريسون إن كان قادراً على دفع عجلة الإنتاج للأمام أم لا؟ هل يفكرون إن كان مويسون قادراً على تصحيح الأخطاء السالفة ويعدل كفتي الميزان؟، هل سكوت موريسون قادرٌ على إشباع البطون الجائعة؟ وتسديد احتياجات المواطنين؟

وإن كنّا نفكر في معتقداته وأخلاقه، فهل هو قادر على مساعدة الناس على الشفاء من إدمان القمار الذي تعتبره الحكومة الاسترالية دخلاً رئيسيا للاقتصاد الاسترالي؟.

تكمن المشكلة في أنه عندما يتم تحديد هوية شخص من خلال العرق أو الجنس فإن هذا يبعد بفكر الإنسان عن التفكيد الجدي في المجال السياسي، وهو ما أطلق عليه البشر ذات يوم اسم «معركة الأفكار».

فالاستقامة الدينية قد تكون مفيدة في القيادة السياسية إن كانت متفقة مع المبادئ الإنسانية العامة والأخلاق دون التعصب لفكر معين.

ولكن إن كنّا نحكم على موريسون أنه سياسي محنك بحسب ما يؤمن به فهذا هراء.

فالدين أمر قد يؤثر في شخصية الفرد وله آثاره الإيجابية أو السلبية على عمله خصوصاً في المجال السياسي، ولكن هذا إن كان متعلقاً بالمبادئ التي تتفق عليها كل الديانات وحتى المبادئ الإلحادية، المهم ان تتفق ومبادئ وقيم الإنسانية، عندئذ ستكون تلك المبادئ ذات تأثير إيجابي في السياسة، أما إن كانت تؤثر على مبادئ الآخرين معتقداتهم، أو إن كان هذا السياسي يريد أن يطبق المبادئ الداخلية لمعتقداته الدينية في السياسة التي يحيا بها فئات كثيرة مختلفة في المجتمع فعندئذ حتماً ستكون سلبية.

فجوليا غيلارد انتقدوها من حيث أنها كانت «لا دينية» ثم أشاعوا عنها آنها لها علاقة عاطفية برجل، ثم وثم وثم.

لكن هل فكر أحد في سياستها كقائدة لاستراليا؟ هل انتقد أحد النهج السياسي الذي كانت تنتهجه في قيادة البلاد؟

حقاً إن التقييم بحسب الإنجازات أمر لا يهم الناس كثيراً، وصار التقيم الآن باللون والعرق والمعتقد والإيمان بشيء ما، ولكن ليس بالقدرة على التقدم بالنواحي الهامة في المجتمع الاسترالي مثل النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والعلاقات الخارجية مع الامجتمعات الأخرى والانفتاح الاقتصادي والنهوض باستراليا لتزدهر وتنمو في كل النواحي.

فكروا جيداً قبل أن تتكلموا….

Loading

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com