تناقضت ردود فعل المعنيين بعودة اللاجئين السوريين في لبنان على مرسوم العفو الذي اصدره الرئيس السوري بشار الأسد »عن كامل العقوبة لمرتكبي جرائم الفرار الداخلي والخارجي المنصوص عليها في قانون العقوبات العسكرية«، أي الفارين من الخدمة العسكرية أو الهاربين من التجنيد ومنحهم 4 أشهر لتسليم انفسهم ممن هم فارون في الداخل و6 أشهر بالنسبة للفرار الخارجي.
وسأل »ابو محمد« وهو مسؤول احد مخيمات عرسال للاجئين السوريين من القصير وريفها: »الناس تفاءلت وتنتظر معرفة تفاصيله، لكن ما فائدة هذا العفو اذا كنا نحن اللاجئين في لبنان لا نستطيع العودة الى قرانا التي هجرتنا الحرب منها؟«، في حين اعتبر مسؤول ملف عودة اللاجئين السوريين في »حزب الله« نوار الساحلي ان مرسوم العفو »سينعكس ايجاباً على عودة اللاجئين لأن من يريد العودة وهو فار من الخدمة العسكرية يخاف من محاكمته على هذا الفرار«.
وإذ ينحصر العفو الرئاسي السوري بـ »الفرار من الخدمة العسكرية« ولا يشمل »القتال ضد الحكومة أو الانضمام للمعارضين الذين تعتبرهم الحكومة السورية إرهابيين«، فإن الساحلي وفي حديث الى »الحياة« يؤكد »ان من يريد العودة الى سورية ويحمل عقلية الانتقام لا يرجع«، مشيراً إلى »أننا طوينا صفحة وفتحنا صفحة جديدة والزمن كفيل بأن يلئم الجراح«. ويؤكد »أبو محمد« وهو من مدينة القصير السورية »أن عدداً لا بأس به من المدينة وريفها سجلوا اسماءهم لدى لوائح الأمن العام اللبناني للحصول على موافقة السلطات السورية من اجل العودة الى منازلهم إلا أن الأمن العام ابلغهم »وفق ما تم ابلاغه من الجانب السوري أنهم يستطيعون العودة الى اي منطقة في سورية الا القصير وريفها الشمالي والجنوبي، فلا عودة إليها الآن«.
ولفت »ابو محمد« الى أن لاجئين من جوسيه من غرب العاصي عادوا لكنهم لم يسمح لهم بدخولها فتوزعوا على اقارب لهم في حسيا والسخنة«. وقال »ان مناطق تابعة لحمص مثل آبل دخلت اليها 40 عائلة سورية ممن نزحوا منها، لكن بلدات مثل مباركية والبيوضة الشرقية والصالحية وكمام ودميما الغربية في ريف القصير الشمالي والجنوبي فممنوع العودة إليها حتى من قبل النازحين السوريين ضمن الأراضي السورية«.
وأشار إلى أن في ريف القصير الغربي عائلات شيعية لكن لا وجود للسنة«. وقال: »سمحوا لعائلات نازحة ضمن سورية وتقيم حالياً في الحسية بزيارة البويضة أو الصالحية لمدة ساعة او ساعتين والخروج منها بحجة انهما غير مؤهلتين للسكن«. ورد الأهالي بأنهم يعيشون في خيمة حالياً فما المشكلة ان نقلوا الخيمة الى جانب بيوتهم المدمرة«.
ويتخوف »ابو محمد« من عواقب هذا المنع على اللاجئين الممنوعين من العودة حتى الآن خصوصاً في ضوء القانون رقم 10 والمتعلق بإثبات الملكية خلال مدة محددة«. وقال: »في هذا الإطار فإن مرسوم العفو لا يقدم ولا يؤخر، لي رفاق نزحوا من ريف حمص الشمالي الى داخل سورية وبقوا في ريف حمص، وعندما استتبت الأمور عملوا مصالحة مع النظام وقدموا طلباتهم للعودة الى وظائفهم لكن الدولة لم تعدهم والأمر مر عليه اكثر من سبعة اشهر ما يجعلنا نقلق ونتحفظ، فإذا انقطعت وظائفنا كيف نعيش«.
ويتحدث نائب »حزب الله« السابق نوار الساحلي عن »اتصالات تجري مع العشائر لإعادة الناس لأن القتال حصل بين العائلات ولا مشكلة لهؤلاء مع النظام باستثناء من كان يقاتل مع تنظيمي »داعش« و »النصرة« الإرهابيين«. وأوضح ان هناك مشكلات »صغيرة« يعمل »حزب الله« على حلها مثل »وجود تقرير بحق أحد او »دسة« انما من شارك في تظاهرات المعارضة فلا مشكلة حوله ولا يحاسبون وإنما يحاسب من تلطخت يداه بالدم«.
وعن تلطخ يد »حزب الله« بدم السوريين، وفق منطق اللاجئين السوريين، قال الساحلي: »اذا بقوا يفكرون بهذه الطريقة فلا يرجعون، من لديه تفكير اجرامي لا يعود، نحن طوينا الصفحة، ونحن لم ننبش قبور ولا فجرنا كنائس ومساجد«.
ويؤكد رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري لـ »الحياة« ان عدد اللاجئين السوريين في البلدة لا يزال على حاله أي 50 الف لاجئ، ويقول: »غادر عدد صغير، والمترددون يعتقدون انه لم تحصل تسوية واضحة مع الجهات المعنية تسهل العودة«.
ويشير إلى أن »حزب الله« لا مكاتب له في عرسال وعلى اللاجئين ان يقصدوه في اللبوة ، ووضعية الخروج والدخول صعبة على اللاجئ«.
مستثمرون سعوديون يستحوذون على 35 في المائة من الطرح الخاص لـ»ثروة« بالبورصة المصرية
متعاملون في القاعة الرئيسية لبورصة مصر أثناء التداول
استحوذ مستثمرون سعوديون على نحو 35 في المائة من إجمالي »الطرح الخاص« لشركة »ثروة كابيتال« القابضة للاستثمارات المالية في البورصة المصرية، البالغ قيمته 1.96 مليار جنيه (110 مليون دولار)، موزعين على 265.6 مليون سهم بسعر 7.36 جنيه للسهم الواحد.
وقال مصطفى عبد العزيز، رئيس قطاع السمسرة بشركة »بلتون« القابضة المالية، مدير الطرح، إن تغطية الطرح الخاص وصلت إلى 10.8 مرات بحجم طلب 21 مليار جنيه (1.2 مليار دولار) عن طريق شراء من أكثر من 280 مؤسسة مالية وأفراد ذوي ملاءة مالية.
وأوضح عبد العزيز في مؤتمر صحافي عقد خصيصا أمس الثلاثاء للإعلان عن نتائج »الطرح الخاص«، بينما »الطرح العام« مقرر إغلاقه اليوم الأربعاء، أن »30 في المائة من الطلبات جاءت من الأفراد في مصر، و20 في المائة من مؤسسات محلية، و35 في المائة من مؤسسات أجنبية، و15 في المائة من منطقة الخليج لأفراد ذوي ملاءة مالية«.
وردا على سؤال لـ»الشرق الأوسط« حول تفاصيل طلبات المؤسسات العربية والأفراد من منطقة الخليج في الطرح الخاص، قال عبد العزيز، إن »إجمالي حجم الطلبات من السعودية بلغ نحو 30 إلى 35 في المائة، متضمنا أفرادا ذوي ملاءة مالية ومؤسسات استثمارية في الطرح الخاص«، رافضا تحديدهم إلا بعد إغلاق الطرح العام وإعلان هيكل المساهمين للبورصة.
وتعمل شركة ثروة كابيتال في الخدمات التمويلية، ويستحوذ تمويل القطاع العقاري على النسبة الكبرى من أنشطة الشركة، يليه قطاع تمويل السيارات، وقطاع التوريق، وتنتظر الشركة الحصول على ترخيص العمل في قطاع التأمين قريبا.
ومن المقرر إغلاق باب اكتتاب الطرح العام، المكون من 29517073 سهم اليوم الأربعاء، على أن يتم تداول أسهم الشركة يوم 15 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
ويخضع الطرح العام إلى حساب دعم استقرار سعر السهم، المخصص للمشتركين في الطرح العام. وقال عبد العزيز لـ»الشرق الأوسط« حول الحد الأقصى للشراء في الطرح العام والمحدد له 29 مليون سهم، من إجمالي 29.5 مليون سهم، وهي المرة الأولى في نشرات الطرح العام التي يسمح فيها بفتح الحد الأقصى، إن »الشركة رأت أن تسمح للأفراد بطلب أي كمية دون حد أقصى لإعطاء الفرصة للجميع (من عموم الأفراد وذوي الملاءة المالية) للشراء«.
وسيتم تخصيص مبلغ 700 مليون جنيه (39 مليون دولار) من حصيلة الطرحين العام والخاص؛ لزيادة رأسمال الشركة في زيادة مغلقة مقتصرة على المساهمين البائعين، بما يعادل عدد 95108696 أسهم.
ونفى مدير قطاع السمسرة في شركة بلتون المالية، مدير الطرح أن تكون الاكتتابات ساهمت في هبوط البورصة، قائلا: »نسبة السيولة الجديدة التي جاءت من خارج سوق المال في الطرح الخاص تبلغ نحو 80 إلى 90 في المائة من إجمالي الطلبات… هناك نحو 400 مساهم تقدموا للطرح الخاص«، موضحا أن ما يحدث في البورصة حاليا لا يعكس حجم الرغبة في الاستثمار في السوق المالية المصرية، »التي ظهرت بوضوح في عمليات الترويج للطرح الخاص لشركة ثروة«.
من جانبه، قال حازم موسى العضو المنتدب لشركة ثروة كابيتال، في رده على سؤال عما يميز الشركة بعد الطرح، إن »التمثيل القطاعي في البورصة بعد الطرح هو ما سيميز أسهم الشركة في التداول، لأنها تهتم بالإنفاق الاستهلاكي في دولة يبلغ التعداد السكاني فيها نحو 100 مليون«، موضحا أن طرح »ثروة كابيتال« يساهم في عمليات التوسع التي تنوي الشركة التركيز عليها الفترة المقبلة، وزيادة القدرة الاستيعابية.
وأضاف موسى، أن حجم التخوفات الخاصة بنسب التعثر في السوق المصرية، ليس صحيحا، موضحا أن »نسب التعثر لا تتخطى 0.003 في المائة في مصر حاليا… وهو يعتبر من أقل المعدلات في التعثر«، موضحا أن من شأن هذا أن يرفع من الجودة الائتمانية لشركات التمويل في البلاد.
ومن المقرر أن يبلغ رأسمال الشركة بعد الطرح نحو 1.6 مليار جنيه، التي بدأت برأسمال 50 مليون جنيه في العام 2001، على أن تكون نسب المساهمة الجديدة 41 في المائة للسوق، و41 في المائة لصندوق المشروعات المصري الأميركي و18 في المائة لمجلس الإدارة ومؤسسي الشركة.