– سام نان:
ونحن في مستهل الخروج من أزمة فيروس كورونا القاتل، يُلاحظ أن رئيس الوزراد سكوت موريسون بدأ يعيد سقة الشعب الاسترالي فيه، بعد أن اتُهم بالتهاون في حق استراليا أثناء حرائق الغابات في نهاية العام 2019 وبداية هذا العام 2020 حيث أخذ عطلة سرية إلى هاواي مع أسرته، بينما كانت الأمة مشتعلة بنيران مستعرة.
وأما في هذه الأزمة، وقد وقف موريسون وقفة الرجل الصامد أمام الأرمات واستطاع هو وفريق العمل الحكومي والوزاري السيطرة علي أزمة انتشار فيروس كورونا.
لقد مرت سنة واحدة بالضبط منذ إعادة انتخابه.
وهذه الأيام صار شبيبة استراليا يمدحونه على الإنترنت، من خلال برنامج TikToks.
واعتذر الذين انتقدوه سابقاً أيام حرائق الغابات.
إنه التناقض الصارخ بين ما شاهدناه من موقف الاستراليين من سكوت موريسون وبين موقفهم منه في أزمة كورونا الحالية.
ففي الماضي أثارت إخفاقات موريسون أثناء حرائق الغابات غضبا شعبيا هائلا. حيث أقسم المواطنون عليه أمام الكاميرا، كما رفض رجال الإطفاء والناجين من النيران مصافحة يده.
بعد ذلك، وبعد أن بدأت الحرائق تتلاشى في أواخر شهر يناير، وجدت أستراليا نفسها منغمسة في حالة طوارئ الفيروسات التاجية.
واعتلت ظاهرة الفيروس التاجي قمة العرش العالمي سواد في الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي أو الاجتاماعات الدولية وموتمرات القمة.
أما استراليا فصارت الرائدة في كل العالم في السيطرة على الموقف الحاد، حيث سجلت أقل من 100 حالة وفاة وحوالي 7000 حالة إصابة.
بقي اثنا عشر مريضا فقط في العناية المركزة في جميع أنحاء البلاد حتى يوم الاثنين الماضي. وعلى هذا الأساس بلغت نسبة تأييد الرئيس سكوت موريسون كزعيم مغوار 66٪ وهي أعلى نسبة لأي رئيس وزراء أسترالي في العقد الماضي.
فكيف قلب سكوت موريسون الموازين رأساً على عقب؟
في مواجهة الفيروس، سعى موريسون إلى الحصول على مشورة الخبراء، واستمع إليهم، وتصرف بناءً على خبراتهم على الرغم من التكلفة العالية.
ويقول مراقبون أن هذا الزمر حقق نجاحات في تجنب انتشار الفيروس بصورة أكبر وعمل على السيطرة علي الموقف بالكامل.
ولم يقف كبير الأطباء برندان ميرفي بعيدًا عن الموقف بل حدد التباعد الاجتماعي بـ (1.5 متر على الأقل) وتم تنفيذ ذلك في كل المحال الاسترالية ووسائل الموصلات، وهذا دليل أيضاً على تفهم الشعب الاسترالي للموقف واستيعاب الأزمة.
كذلك، بناء على نصيحته أغلقت أستراليا حدودها مع الصين عندما قالت منظمة الصحة العالمية أنه لا حاجة لحظر السفر. كما وصفته كانبيرا بأنه جائحة قبل التصنيف الرسمي.
وقد صرح الدكتور توني بارتون، رئيس الجمعية الطبية الأسترالية قائلاً: «لقد كان من الضروري جداً أن تستمع القيادة الاسترالية إلى نصائح خبراء الصحة في ظل هذه الأزمة».
وأضاف: «لكن الاستماع إلى خبراء الصحة كان سيخلق اضطراباً اقتصادياً هائلاً. ويتطلب الأمر قيادة جريئة وقوية.»
فبينما كانت العدوى تنتشر انتشاراً سريعاً، أدرك موريسون الموقف بالكامل وتصرف بسرعة – مدفوعًا بزعماء أكبر ولايات أستراليا.
وبعد فترة وجيزة من ميل أرقام الحالات إلى أكثر من 1000، تم إغلاق الحانات وحظر التجمعات الاجتماعية.
وأكد بارتون إن العواقب الاقتصادية لإغلاق المتاجر كانت ستبدو شاقة، لكنه لم يحذو حذو القادة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
بل استمع إلى العلم – وهو أمر اتُهم مرارًا وتكرارًا بتجاهله أثناء حرائق الغابات.
ويقول المؤرخ البروفيسور فرانك بونجورنو، من الجامعة الوطنية الأسترالية، أن تلك كانت أزمة من نوع مختلف.
لقد قلل تحالف سكوت موريسون المحافظ – في السلطة على مدى السنوات السبع الماضية – من أهمية تغير المناخ بل ورفضه.
وقد حذر العلماء ورؤساء الإطفاء الحكومة من وجود موسم حرائق شديد.
ولكن الأمر اختلف تماما في موقف موريسون من الفيروس التاجي، حيث أثبت جدارته في السيطرة على الموقف