تعديل سلوك الطفل

بقلم / رمانى منير

علاقة الطفل بأبويه من أهم العلاقات التي تشكّل حياته، لذلك يجب أن تكون صحيحة وقائمة على المبادئ التوجيهية السليمة المليئة بالحب والاحترام والاهتمام، ويجب على الآباء والأمهات مواجهة السلوكيات الخاطئة لأبنائهم ومحاولة تعديلها وردعها من البداية، متحلين بالصبر والهدوء، وعدم حصر طريقة التربية في استخدام العقاب الفوري فقط متعجلين النتائج، فلكل طفل مدخله الخاص به الذي يستجيب من خلاله لتغيير سلوكه غير المقبول، بل إن لتعديل سلوك الطفل بعض القواعد التي يجب أن نطبقها للحصول على أفضل نتيجة.
قواعد أساسية لتعديل سلوك الطفل إليكِ بعض القواعد والنصائح التي يمكنكِ الاسترشاد بها وتطبيقها لتعديل أي سلوك غير مرغوب فيه لدى الطفل.
1-تحديد السلوك غير المرغوب فيه:
أولى خطوات تعديل السلوك هي البدء بتحديد السلوك غير المقبول الذي يحتاج إلى تعديل، أو يختلف عما هو متوقع من الطفل في المرحلة العمرية التي يمر بها ويجمع على أنه غير مقبول كل من يتعامل مع الطفل، سواء في المنزل أو الحضانة أو المدرسة، حتى نستطيع التركيز عليه وعلى أسبابه ونتمكن من تغييره.
2-ترتيب الأولويات وتحديد السلوك الذي يحتاج إلى تعديل قبل غيره:
قد يمارس الطفل مجموعة من السلوكيات غير المرغوبة في الوقت ذاته، لذلك يجب أن نختار السلوك الأكثر ضررًا أولًا، وأن نبدأ بالسلوك الذي سيحقق تعديله فائدة مباشرة للطفل نفسه أو الذي ينعكس بدوره على تعديل سلوك آخر خاطئ يمارسه الطفل، مع مراعاة أن يكون تعديله في هذا الوقت يناسب عمر الطفل واستجابته.
3-التحدث مع الطفل بشأن السلوك غير المرغوب فيه:
يجب التحدث مع الطفل حول سلوكه الخاطئ وما ننتظره منه عوضًا عن ذلك، ولفت نظره في كل مرة يكرر فيها هذا السلوك، والتأكد من فهم الطفل لذلك وتلقيه للإرشادات أو التعليمات، ونحدد له ما الذي يتوقع منه من سلوك مناسب في مواقف معينة بحسب عمره و قدرته على فهم ما يقال له.
4-التفرقة بين شخصية الطفل وبين ما ارتكبه من سلوكيات:
عندما يرتكب الطفل خطأ ما، يجب ألا ننهال عليه بالزجر والشتائم وربما الضرب، لأن هذا سيؤدي إلى تحطيم شخصيته وخفض معنوياته وثقته في نفسه ونمتنع عن استخدام العبارات مثل: (أنا لا أحبك، أنت غبي أو سيئ)، ولكن التصرف الصحيح هو أن نعاتبه ونشعره بالذنب بالكلام الطيب، وأن نوضح الخطأ الذي صدر عنه وننعت الفعل بالسوء وليس الطفل نفسه مثل: (أنت طيب، ممتاز لكن هذا التصرف خطأ إلخ)، وبهذا نصحح السلوك الخاطئ ونحتفظ بمعنويات مرتفعة للطفل ومستوى جيد من الثقة في النفس لديه.
5- اتباع مبدأ الفورية لا التأجيل عند محاسبة الطفل على سلوكه:
أي محاسبة الطفل فورًا على السلوك غير المرغوب فيه حتى يربط الطفل بين السلوك والعقاب، ولكن قبل الشروع في معاقبة الطفل يجب أن نشرح له سبب العقاب، وهو تكرار السلوك غير الملائم، وأهم الطرق وأفضلها للعقاب هي العقاب بالمدح (أنت طيب، أنت مؤدب، أنت… لا تفعل كذا وكذا)، ويتدرج العقاب حسب شخصية الطفل ومدى استجابته، فمن الممكن أن يكون العقاب مجرد نظرة أو بعدم التحدث معه لمدة معينة.
6الثبات والاستمرارية عند تعديل السلوك:
يجب عدم الشعور بالضجر أو الإحباط من البداية، فتعديل السلوك يحتاج إلى الصبر وسعة الصدر، خاصة في الأيام الأولى، ففي البداية، قد يصبح سلوك الطفل أسوأ مما هو عليه من قبل وهذا أمر طبيعي، وقد يستمر ذلك لفترة قصيرة، ولكن سرعان ما يبدأ السلوك بالتحسن تدريجيًا، لذلك فإن الثبات والصبر مهمان جدًا في هذه المرحلة.
7-تعويد الطفل على تصحيح أخطائه بنفسه:
عندما يتصرف الطفل بسلوك غير مقبول نوجهه لتصحيح خطئه بنفسه، حتى يشعر بأن هذا السلوك خاطئ وسيتعب لإصلاحه. واسأليه عن رأيه بشأن كيفية إصلاح هذا الخطأ، ليزيد شعوره بالمسؤولية وتزداد قدرته على التفكير واتخاذ القرارات الصائبة.
8 التعزيز الإيجابي للسلوك الصحيح:
إذا تصرف الطفل تصرفًا صحيحًا، فعلينا أن نعززه تعزيزًا إيجابيًا بالتعبير عن الامتنان والشكر له، وعدم تأجيل هذا، لأن تأخير رد الفعل قد يؤدي إلى تلاشي هذا السلوك المرغوب فيه مرة أخرى، بل ثبت أن طريقة الاستمرار في مدح السلوك تجدي نفعًا كبيرًا مع الطفل، فكل ما علينا هو أن نحدد الصفة التي نريدها من الطفل ونشير إليه بها عدة مرات يوميًا، ونقدمه للآخرين بها لمدة من ثلاثة أسابيع إلى ثلاثة أشهر، وسينقلب الطفل تلقائيًا لهذه الصفة وتصبح عادة لديه.
تعرفي على: سلوك من السلوكيات طفلك المزعجة في سن المدرسة
تعديل سلوك الطفل العنيد العند من أصعب الصفات التي يمكن التعامل معها عند الأطفال، ولكن هناك بعض الأسرار التي تمكنكِ من التعامل مع طفلكِ العنيد بذكاء وتكسبين بها ثقته وصداقته،
العند لدى الأطفال الصغار من الصفات، التي تحمل جانبًا سلبيًا وآخر إيجابيًا، فقط إذا تعاملتِ بحكمة مع الأمر واتبعتِ الأسلوب الصحيح في تربية طفلكِ العنيد، سيصبح لديكِ طفل عظيم ذو شخصية رائعة، وستصبحين صديقة طفلكِ الأولى والمفضلة.
الاحتواء: احتوي طفلكِ دائمًا بالاحتضان والحديث والنزهات معًا، استمعي له ولوجهة نظره مهما كان صغيرًا، اجعليه يشعر دائمًا أنكِ صديقته المقرّبة وأفضل الأشخاص لديه. الثقة: ثقي في طفلكِ واجعليه يثق في نفسه وتصرفاته، مفتاح كسب الطفل العنيد هو احترامه وعدم إهانته أمام الآخرين سواءً أهل أو أقارب، حتى في أوقات الخطأ، عاقبيه وأنتما بمفردكما.
الثقة: ثقي في طفلكِ واجعليه يثق في نفسه وتصرفاته، مفتاح كسب الطفل العنيد هو احترامه وعدم إهانته أمام الآخرين سواءً أهل أو أقارب، حتى في أوقات الخطأ، عاقبيه وأنتما بمفردكما. الاهتمام: الطفل العنيد يرغب في مساحة أكبر من الاهتمام، حب الاستكشاف والإصرار على التجربة وتنفيذ ما يجول بخاطره، العصبية والاندفاع والصراخ، كل ذلك عند مقابلته بالاهتمام والاحتواء يتحول لهدوء وتقدير.

الصبر: كوني صبورة، طويلة البال ولديكِ سعة صدر كبيرة مع طفلكِ الصغير العنيد، لأنكِ بهذه الطريقة تكسبينه وتحافظين على علاقتكما بعيدًا عن التوتر والصراخ والغضب. لا تطلبي من طفلكِ أي شيء بصيغة الأمر أو التهديد بالحرمان والعقاب، هذه الطريقة تجعل طفلكِ يزيد من عناده، بل الأفضل النقاش ووضعه في اختيارات وأخذ رأيه في الاعتبار.
تعديل سلوك الطفل العصبي يشكو كثير من الأمهات من سرعة غضب أطفالهن، ويفقدن القدرة على التواصل معهم بمجرد دخولهم في نوبات الغضب والعصبية غير المبررة، تعرفي مع «سوبرماما» على كيفية التعامل مع الطفل العصبي وتعديل سلوكه دون خسائر. وأخيرًا، يجب أن نعرف احتياجات أطفالنا العاطفية ونغمرهم بالعطف والحب والحنان بحسب احتياجاتهم وأعمارهم، فربما تكون السلوكيات الخاطئة بمثابة لفت انتباه لنا لنهتم بهم ونشاركهم، ففي كثير من الأحيان، يكون المفتاح الأول لتعديل سلوك الطفل هو التواصل الفعال معه والقرب منه ومشاركته بعض الوقت.

Loading

اترك تعليقاً

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com