بقلم / مينا شاكر
إنهم تلك الفصيلة من البشر تلك التى لا تحترم رقى الإنسان ولا سموه عن باقى الكائنات الحية كالثور
أو الحمار فنلاحظ دائما أن صوتهم عالى دون داعى فهم لا يحترمون أبدا قواعد الأدب وحقوق الغير فى عدم الأزعاج أو دائمى الشغب والرغبة فى الشجار دون داعى أو الألفاظ البذيئة فى أى مكان ويتجلى هذا للاسف فى فئة كبيرة من المراهقين واعتدنا على أن نراهم يسبون بعضهم ويشتمون بعضهم بألفاظ خارجة أو يتنمرون على بعضهم من باب المرح بصوت عالى أمام الناس وفى الشوارع وقد يكون هذا للفت الأنظار لبعض الفتيات أحيانا فهم يعتقدون أن هذا قد يجلب لهم الإعجاب فينشرون الإزعاج أين ذهبوا فالأزعاج سمة اتصفوا بها دائما إلا من بنى جنسهم الذين يشبهونهم بل وأن لديهم لغة خاصة أيضا وألقاب خاصة فأنهم يطلقون على بعضهم أو على أنفسهم أسماء مثل (الشبح) أو ( البرنس) أو (النجم) أو (العالمى) انهم تلك الفصيلة التى لا أفهمها أبداً وهم غريبوا الاطوار حقاً وإنى لا أتعالى عليهم أو أحتقرهم بل إنى مشفق عليهم من هذا التدنى وهذه السلوكيات إنها تفقدهم قيمتهم وهويتهم التى ينبغى أن يكونوا عليها هم جعلوا أنفسهم مسوخاً وهم لا يعلمون وأيضا هناك جزء آخر منهم يتصف بالعنف فنراهم يحملون الأسلحة البيضاء دون داعى وجزء آخر يتعاطون المخدرات أيضاً ياليتهم يدركون أننا لسنا فى غابة ولسنا كالحيوانات بل إن الحيوان لا يفعل شيئا دون داعى وحتى العنف عند الحيوانات له أسبابه المنطقية من أجل البقاء ولكن نحن البشر يجب أن نتصف بالسمو والرقى و من المؤسف جدا أن هذه الفصيلة لا تكتفى بكونهم يتصفون بالحماقة وحدهم بل إنهم ينشرونها وينتجون منها أجيالاً وإنى ألوم كثيراً على وسائل الإعلام والسينما التى روجت لهذا الأمر وجعلت من هؤلاء أبطالاً مما جعل فئة كبيرة من المراهقين وهم فى مراحل تكوين ذاتهم يحذون حذوهم أملاً منهم أنهم سيشبهونهم ولكن لماذا لا نُبرز فقط النُبل والشهامة فى تلك الشخصيات التى تقدمها السينما فى افلامها دون اظهار طريقتهم واسلوبهم الشاذ والعشوائى فى الكلام فهُم شوهوا اللغة وملأوها بمصطلحات غامضة وغير مفهومة وغير راقية حتى ولو كانت تعكس الحقيقة فأنا أرى انه ليس من الصحيح دائما أن نروج للصورة السيئة من كثرة اعتيادنا على سماعها فوجدنا أنفسنا أحيانا دون وعى أدرجناها فى لغتنا دون قصد فانحدرنا مثلهم مع الوقت ليس لأننا أحببنا هذا بل لأنها لغة فرضت نفسها على الساحة فاصبحت هى التعبير المعروف والسائد لأن المجتمع لم يحاربها بل روج لها وساعد فى انتشارها واستخدامها وروج للعنف أيضا فى تلك الشخصيات وهذا نشر بدوره البلطجة وتفضيل الانتقام عن العفو و التحرش وقلة الحياء عن العفة والأحترام لقد جعل فئة كبيرة من المراهقين تفقد رونقاً من الجمال كان من الممكن ان يكونوا عليه لو كانوا وجدوا نموذجا بديلاً لشخصيات إيجابية وراقية وحسنة أو نشأوا فى بيئات تتسم بالرقى فالبيئة المحيطة هى المؤثر الأعظم فى هذه الشخصيات ولكن على الإعلام أن يعالج هذا بدلاً من أن يزيد الأمر سوءا فلا شك أن الميديا تؤثر فى المجتمعات وهذه مسؤلية كبيرة على عاتق الإعلام ولكن من المؤسف أنه لا رقابة ولا ضوابط فمن يقدر أن يضبط ويراقب كل شيئ على الميديا فهناك كمثال كارثة لا أعلم من أنشأها وليغفر الله له هذا وأقصد ذلك الشيئ اللذى يدعى ( تيك توك) وما أدراكم من بعض النماذج التى تقدمها من اسفاف وانحطاط وعته يالها من إهانة للبشر حيث جعلوا من أنفسهم سُخرية وأهانوا أنفسهم أو تعروا و فقدوا وقارهم وحيائهم من أجل عدد مشاهدات أو مال لقد فقدوا الثمين لأجل البخيث فالقيمة تختلف عن الثمن فمن المنطقى أن نجد الأشياء المادية لها ثمن مادى أما كرامة الإنسان أو شرفه أو حياؤه لا تُعوض ولا تُقدر بثمن مادى بل بالقيمة المعنوية والمعايير هنا تختلف فليس كل من هو غنى ماديا أو مشهور يُحترم ولكن كل من هو مثقف وراقى وذو خلق يجب أن يُحترم لأن الكيان هنا يختلف والقيمة ثم أنه ما الضرر إذا قدمنا أشياء ذات محتوى يُحترم ويكون ذات نفع للبشر وللمجتمع ككثير من الشخصيات التى تقدم محتويات ذات نفع ويمكن لتطبيقها أن يجعلنا نخطوا بضع خطوات للأمام فأنا يثير اعجبابى جدا من يقدمون كورسات أو معلومات للحياه اليومية أو فيديوهات عن صيانة بعض الأشياء أو صناعة بعض المنتجات أو أفكارا لبعض الأختراعات الصغيرة أو بعض المشاريع أو وصفات طبية لبعض الأمراض وفى نهاية مقالتى وملخصها أود أن أقول أننا نحن البشر قيمتنا لا يجب أن تكون فى شهرتنا أو مالنا بل فى مقدار ثقافتنا أو نجاحنا وعلمنا وفننا او مواهبنا النافعة أو خدماتنا النافعة أو أهدافنا العظيمة ويجب أن نحقق قدرا من التحضر والرقى فالإنسان أرقى الكائنات ويجب أن يظل الأرقى