علم النفس الجنائي (دراسة الأفكار والنوايا)

علم النفس الجنائي/ الدكتور سام نان – مصرنا اليوم

علم النفس الجنائي

نشأ علم النفس الجنائي لسبب غاية في الأهمية:

وهو دراسة الأفكار و النوايا وردود أفعال المجرمين والدوافع التي تؤدي إلى ارتكاب الجريمة والتي تلعب دوراً في تكرار الأفعال العنيفة.

على أي حال، من هذا المنطلق نشأ علم النفس ليعني أولاً بالدوافع التي تؤدي بالشخص إلى أن يفكر في ارتكاي جريمة ما،

وما هي العوامل التي تساعده وتحفزه وتدفعه إلى تنفيذ الفكرة “فكرة ارتكاب الجريمة”.

كما يهتم علم نفس الجريمة أيضاً باستخدام المجرم للحيل الدفاعية المختلفة لتبرير جريمته أو لاً أمام نفسه،

مما يدفعه ويشجعه على ارتكاب الجريمة.

ثم دراسة الأنا العليا التي قد يحاربها المجرم بعد ارتكاب كل جريمة.

إلى أن يتم إخماد ما أطلق عليه الناس “الضمير”، حتى لا يشعر مرتكب الجريمة بالتأنيب.

وأيضاً من خلال التدريب على إخماد الضمير يبدأ المجرم في تكرا ر الجريمة إلى أن يخمد ضميره تماماً.

من هنا بدأ علم النفس يعني بدراسة “الأنا الأعلى” وكيفية استعادة يقظتها لمعالجة المريض من تكرار ارتكاب الجريمة.

فدراسة بالجوانب النفسية للمجرم أدت إلى نشأة علم النفس الجنائي.

فعندما عجزت المؤسسات الاجتماعية والقانونية في إيجاد حلول للحد من سلوك المجرم وتوجيهه توجيها قويماً،

بدأ علماء النفس في دراسة شخصية المجرم ودوافع الجريمة والأصل والنشأة والعوامل البيئية المحيطة به.

فإن المجتمع عانى من تكاثر الجرائة، واختلاق طرق جديدة وحديثة تتوائم مع التطور الذي نعيش فيه والعلوم التكنولوجية،

مما دفع إلى دراسة الأمر ووضعه في معامل علم النفس وتحليله لإيجاد الحلول المناسبة لها للحد من الجريمة.

كما ان مؤسسات التربية والتعليم فشلت في بعض الدول عن احتواء المراهقين وتعديل سلوكهم، خاصة في دول الشرق الأوسط.

من هنا بذل علماء النفس جهوداً مضنية في البحث والتقصي في مثل هذه القضايا التي أرهقت الأمن في دول العالم.

تاريخ علم النفس الجنائي

تحدث فلاسفة الإغريق القدامى مثل أبقراط وسقراط وافلاطون و أرسطو عن المجرمين بوصفهم ذوي نفوس فاسدة أساسها عيوب خلقية وجسمية.

أما في القرون الوسطى ظهر اتجاه فلسفي يرمي إلى توضيح طبيعة النفوس من خلال الشواهد الجسدية،

ثم في مرحلة تالية سادت نظرية خرافية تربط بين تكوين النفس ذات الميول الإجرامية وبين الكواكب.

من بداية النصف الأخير للقرن السادس عشر وجد الفلاسفة الطبيعيون “النظرية الجزائية”.

على رأسهم الإيطالي “ديلابورتا” (بالإيطالية: Giambattista della Porta)

والفرنسي “دولاشمبر” (بالفرنسية: Marin Cureau de la Chambre)‏

والإنكليزي “داروين”،

مُنتجين المنظور الفكري والمادي الذي يبحث في الاستدلال على طبيعة النفس ونوازعها من خلال العيوب الخلقية الظاهرة.

وفي عام 1909م قام أحد علماء النفس الأمريكيين وهو “فرنالد” (بالإنجليزية: Grace M. Fernald)‏ بالتعاون مع أحد الأطباء النفسيين في أمريكا هو “هيلي” (بالإنجليزية: William Healy)‏

بتأسيس أول عيادة نفسية متخصصة في علاج الأحداث، وتوالت بعد ذلك فتح عيادات أخرى في ولايات مختلفة.

من ثم دخل علم النفس الجنائي مرحلة جديدة عندما أفسحت بعض كليات القانون المجال لدراسته،

ويٌسجل لعلماء النفس الإيطاليين إرساء المفهوم المعاصر لعلم النفس الجنائي حول أساس جنوح البشر إلى الجريمة بمنزلة أن الإجرام هو وليد الكيان الخسيس للنفس البشرية حينما يطغى على الكيان السامي فيها.

وفي عام 1945م وضع دي توليدو نظرية أصبحت أساس الدراسات النفسية الجنائية وهي نظرية التكوين الإجرامي أو الاستعداد السابق للنفس البشرية.

والتي انتهى فيها إلى وجود تفاعل نفسي داخلي لدى الإنسان، هذا التفاعل يفسر النزعة الإجرامية لدى بني البشر، وأن الجريمة هي وليدة شذوذ غريزي.

وفي الستينيات من القرن الماضي، استوى علم النفس الجنائي على سوقه كأحد الفروع الرئيسية في علم النفس،

وأصدر الأمريكي من أصل نمساوي “هانس توخ” (بالألمانية: Hans Toch) أول كتاب بعنوان “علم النفس الجنائي والقانوني” (بالإنجليزية: Legal and Criminal Psychology)‏.

وفي عام 1964م قدم الطبيب الإنكليزي من أصل ألماني “هانز آيزنك” (بالألمانية: Hans Eysenck) كتابه الشهير “الجريمة والشخصية” ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن والمؤلفات تتوالى في موضوع علم النفس الجنائي.[5]

العوامل النفسية المرتبطة بالجريمة

  1. ضعف الذات العليا (الضمير).
  2. تدليل الطفل المفرط أو القسوة المفرطة.
  3. الجنح الكامن الذي في النفس وتعمل البيئة على اظهاره.

مجالات الوقاية من الجريمة والانحراف

هناك مجالات للوقاية من الجريمة والانحراف وهي :

  1. تنمية الوعى العام.
  2. الجانب الديني.
  3. الجانب النفسي.

يجب الاهتمام بالفترة النفسية المقلقة لدى الشباب وهي فترة المراهقة، والنظر في أسباب الصراع النفسي والاضطرابات العاطفية لدى الشباب ومعالجتها، وعدم الفصل بين الجانب النفسي والاجتماعي ووجوب الربط بينهم.

اهتمامات علم النفس الجنائي

من اهتمامات علم النفس الجنائي:

  • اكتشاف الجريمة وتحديد المجرم على أساس علمي إنساني يحقق العدالة والرحمة.
  • دراسة السلوك الإجرامي من حيث أسبابه ودوافعه الشعورية واللا شعورية مما يساعد على فهم شخصية المجرم ووضع العقاب والعلاج المناسبين له.
  • دراسة الظروف والعوامل الموضوعية التي تُهيئ للجريمة وتساعد عليها.
  • تصنيف المجرمين طبقا لأعمارهم وجرائمهم وحالاتهم النفسية والعقلية بقصد تحديد أنواع الرعاية والإصلاح بالنسبة لكل منهم.
  • دراسة شخصية الشهود ورجال القضاء ومنفذي القانون.
  • تتبع المجرم بالدراسة والرعاية بعد انتهاء مدة العقوبة حتى لا يعود للجريمة مرة أخرى.

المراجع:

علم النفس الجنائي

الطب النفسي الشرعي

Loading

اترك تعليقاً

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com