التوحد

الأطفال الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد عادة مايكون لديهم صعوبة في تكوين صداقات. يمكن لبعض أعراض التوحد أن تتدخل في تكوين العلاقات الشخصية، مثل تفضيل الأعمال الروتينية على التغيير، واستحواذ هاجس المصلحة أو طقوس معينة، والافتقار إلى المهارات الاجتماعية النموذجية. وقد وجد أن الأطفال الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد من الممكن أن يكون لديهم صديق واحد مقرب بدلا من مجموعات أصدقاء. بالإضافة لذلك، من المحتمل أن يصبحوا أصدقاء مقربين لأطفال أخرين مع نوع من الإعاقة. تعوض الطرق التي يستخدمها والدان من اجل مساعدة أطفالهم لتكوين صداقات جيدة بين الأطفال الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد نقض المهارات الاجتماعية التي من شأنها تمنع تكوين صداقات.

مع مرور الوقت، يصبح الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد قادرين على تكوين صداقات بعد ادراكهم لنقاط قوتهم وضعفهم وذلك بالوسطية وبالتعليم المناسب لهم. وقد أجرى فرانكل وآخرون دراسة أثبتت أن تدخل الوالدين والتوجيه السليم لهم يلعب دورا مهما في تطوير صداقات هؤلاء الأطفال.يلعب التفاعل المستمر للوالدين والمختصيين في المدرسة دورا مهما في تعليمهم المهارات الاجتماعية والتفاعل بين أقرانهم. و يكون المختصيين المبتدئين ومساعدين الفصول الدراسية على وجه الخصوص مع الأطفال الذين يعانون من اضطرابات التوحد وذلك من أجل تيسير عملية تكوين صداقات وتوجيه الطفل لتكوين صداقات والحفاظ عليها جوهرياً.

وبالرغم من ذلك، فإن الدروس والتدريبات قد تساعد الأطفال المصابين بطيف التوحد في التفاعل فيما بينهم، ولا تزال المضايقة تشكل قلق كبير لهم في المواقف الاجتماعية. وفقا ل أناهاد أوكونور من صحيفة نيويورك تايمز، يقول بأن المضايقة هي الأكثر احتمالا أن تحدث ضد الأطفال المصابين بالتوحد والذين يكون لديهم إمكانية للعيش مستقلين، كالأشخاص المصابين بمتلازمة أسبرجر. وهؤلاء الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر لأن لديهم العديد من الطقوس ويفتقرون إلى المهارات الاجتماعية ومثال على ذلك الأطفال الذين يعانون من التوحد الكامل، ولكن لديهم القابلية للدمج في المدرسة أكثر من غيرهم، ولأن في النهاية لديهم أعلى مستوى من مرض التوحد. الأطفال المصابون بالتوحد تكون لديهم صعوبة كبيرة في فهم الايماءات الاجتماعية عندما تبذل إيماءة تحمل معنى سخرية ويفهمونها على انه أمر مرح، ولذلك هم دائماً لايعلمون عندما تحدث لهم مضايقات.

وتعرف منظمة الصحة العالمية اضطرابات طيف التوحد باعتبارها مجموعة من الاضطرابات المعقدة في نمو الدماغ. ويتناول هذا المصطلح الشامل حالات من قبيل مرض التوحد واضطرابات التفكك في مرحلة الطفولة ومتلازمة آسبرغر. وتتميز هذه الاضطرابات بمواجهة الفرد لصعوبات في التفاعل مع المجتمع والتواصل معه، ومحدودية وتكرار خزين الاهتمامات والأنشطة التي لديه.

ولأن اضطراب التوحد له أطياف مختلفة وخصائص تختلف من طفل الى أخر فإن درجة التفاعل والاستفادة من برامج التعليم عن بعد تختلف من طفل الى أخر، فزيد الطالب في الصف السادس تم تشخيصه بعمر السنتين بفرط الحركة وطيف التوحد بدا أكثر استفادة من اقرانه.

تقول والدته نانسي “ابني ملتحق بصف دمج كلي لا يعتمد على غرف المصادر، رغم أنه يتابع دروس التعلم عن بعد لكن أستطيع القول أن المستوى أضعف مما كان عليه سابقا”.

وحول تقييم برامج التعلم عن بعد تقول مستشارة برنامج الدمج في منظمة انقاذ الطفل كارول جدعون لـ”الغد” إنه “من الصعب الأن تحديد ان كان التعلم عن بعد فاعل أم لا فهناك عدة عوامل تحكم ذلك، يعتمد الامر على نوع التحدي لدى الطفل، ووجهتي نظر الأطفال انفسهم وأسرهم”.

وتوضح “قد يكون في بعض حالات التوحد التعليم عن بعد فعال لكنه من ناحية أخرى فإن التعلم عن بعد يحرم الطفل من الاندماج وتطوير مهاراته الاجتماعية والتواصلية ليكون فردا مندمجا وفاعلا في مجتمعه”.

وتتابع “يعد كسر الروتين المفاجئ كذلك تحدي كبير لاطفال التوحد وقد يشكل ذلك نكسة في قدرتهم على التعلم”.

مع ذلك تبين جدعون “نحن الأن أمام حالة استثنائية تستوجب اجراءات محددة لحماية الصحة العامة، وخلال هذه الفترة تم اتخاذ خطوات في فترة زمنية قصيرة مهمة لتفعيل برامج التعليم عن بعد والتعليم الالكتروني، ويمكن تكييف هذه البرامج بما يتناسب مع الاحتياجات الخاصة للاطفال، مثلا تعزيز التعليم عن طريق اللعب، وتعزيز برامج التعليم عن بعد التفاعلية والتي بالمحصلة ستعمل على تنمية المهارات لدى الاطفال سواء أطفال التوحد، فرط الحركة أو غيرهم.

 

 

Loading

اترك تعليقاً

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com