موسوعة مصرية – مصرنا اليوم
إمبابة منطقة في شمال محافظة الجيزة على الجانب الغربي من نهر النيل. وهو اسم منطقة عمرانية تشكل جزءا من حي شمال الجيزة وهو جزء من مدينة القاهرة الكبرى؛ وكذلك اسم مركز ريفي يتبع ذات المحافظة.
نبذة تاريخية
- قبل دخول أجزاء منها في الزمام الحضري لمدينة القاهرة الكبرى، ظلت المنطقة لقرون المحطة الأخيرة للجمال التي كانت تجلب من السودان والقرن الأفريقي عبر درب الأربعين لتباع في السوق الذي يعقد كل جمعة، والذي لا يزال باقيا حتى اليوم، وإن لم يعد بذات الأهمية التي كان عليها في الماضي.
- ورد في كتاب (جني الأزهار) الذي ذكر أيضا أنها كانت تقع بين شطي النيل ولذلك يسمى جزء منها حتى اليوم جزيرة إمبابة وفي سنة 715 هـ تم تقسيم إمبابة إلى ثلاث نواح هي: تاج الدولة ومنية كردك ومنية أبو علي التي تعرف اليوم باسم كفر
- الشوام، وفي عام 1274 هـ فصلت ناحية رابعة هي كفر الشيخ إسماعيل بن يوسف الإمبابي الذي يرجع نسبه إلى سعد بن عبادة سيد قبيلة الخزرج بالمدينة المنورة أيام هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليها والذي يقام له سنويا مولد من أكبر وأشهر
- موالد الجمهورية ويعرف باسم مولد الإمبابي. وفي عام 1300 هـ فصل منها جزء خامس هي جزيرة إمبابة. وظلت إمبابة على حالها من ناحية التقسيم حتى عام 1940م حيث كان يحكمها عمدة يساعده في أعماله مشايخ في مناطقها المختلفة حتى صدر قرار
- وزير الداخلية في ذلك العام بإنشاء بندر شرطة إمبابة الذي نص على أن يقوم المركز باختصاصات إمبابة وشياختها التي هي تاج الدولة وكفر الشوام وميت كردك وكفر الشيخ إسماعيل والمنيرة ومدينة العمال و مدينة التحرير والمساكن الشعبية وعزبة الصعايدة ومطار إمبابة وجزء من مدينة الأوقاف وميت عقبة.[3]
- قامت بها معركة إمبابة (الأهرام) الشهيرة بين المماليك والحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت في 21 يوليو سنة 1798م.[4]
- كما أن الملك إدريس السنوسي بعد أن استقر في القاهرة عام 1939م بدأ في إعداد
- الجيوش لمساندة الحلفاء في الحرب، وأقيم معسكر للتدريب في إمبابة وذلك لاسترداد وطنه ليبيا من الإيطاليين.
التسمية
أصل الاسم نبابة، إلا أن كلمة “إمبابة” بالأمهرية تعني “نخلة الدوم المصرية” (Hyphaene Thebaïca)، ومن المرجّح أن يكون الاسم قد أطلقه تجار ورعاة جمال متحدثين بالأمهرية كوصف للمنطقة التي كانوا يلتقون فيها للتجارة.
أهم المعالم
حي امبابة واحد من أهم أحياء محافظة الجيزة بمصر وأكثرها كثافة سكانية ليست على مستوى الجيزة فحسب ولكن على مستوى الجمهورية بأكملها حيث يعد هذا الحي مركزا للنازحين من الريف الى القاهرة خاصة أبناء الوجه القبلي لقربه من العاصمة ورخص القيمة الايجارية به وانخفاض مستوى المعيشة وتناسبها مع امكانيات ودخول المهاجرين..
وتقع امبابة على الضفة الغربية من النيل في مواجهة جزيرة الزمالك في الجزء الواقع بين كوبري الزمالك وكوبري امبابة وصوامع الغلال. ويقول اسماعيل أبوعميرة المحامي بالنقض وعضو مجلس محلي امبابة أن امبابة منطقة سكنية فريدة من نوعها فهي تجمع بين كونها
أحد أحياء اقليم القاهرة الكبرى وفي ذات الوقت هي مركز من مراكز محافظة الجيزة وتابع له العديد من القرى ومن ثم فهي مدينة دائمة النمو سواء من حيث الكثافة السكانية أو من حيث المساحة بسبب الهجرة المستمرة اليها من الريف من كل أنحاء مصر بحثا عن الرزق
في العاصمة التي تتركز فيها معظم المصالح والخدمات لذلك فهي تمتد عاما بعد آخر الى القرى المجاورة لها الأمر الذي ترتب عليه ظهور العشوائيات بها.
امبابة من القرى القديمة واسمها الأصلي نبابة كما ورد في كتاب «جني الأزهار» الذي ذكر أيضا أنها كانت تقع بين شطي النيل ولذلك يسمى جزء منها حتى اليوم جزيرة امبابة وفي
سنة 715 هجرية تم تقسيم امبابة الى ثلاث نواح هي: تاج الدولة ومنية كردك ومنية أبوعلي التي تعرف اليوم باسم كفر الشوام، وفي عام 1274 هجرية فصلت ناحية رابعة هي كفر الشيخ اسماعيل بن يوسف الامبابي الذي يرجع نسبه الى سعد بن عبادة سيد قبيلة الخزرج
بالمدينة المنورة أيام هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم اليها والذي يقام له سنويا مولد من أكبر وأشهر موالد الجمهورية ويعرف باسم مولد الامبابي. وفي عام 1300هـ فصل منها جزء خامس هي جزيرة امبابة. وظلت امبابة على حالها من ناحية التقسيم حتى عام 1940 حيث
كان يحكمها عمدة يساعده في أعماله مشايخ في مناطقها المختلفة حتى صدر قرار وزير الداخلية في ذلك العام بإنشاء بندر شرطة امبابة الذي نص على أن يقوم المركز باختصاصات امبابة وشياختها التي هي تاج الدولة وكفر الشوام وميت كردك وكفر الشيخ اسماعيل والمنيرة ومدينة العمال والمساكن الشعبية وعزبة الصعايدة ومطار امبابة وجزء من مدينة الأوقاف وميت عقبة.
شعبية وعشوائية
وتتميز جميع شياخات وشوارع امبابة بالشعبية والعشوائية بسبب الهجرة غير المنظمة اليها مثل شياخة المساكن الشعبية التي أنشأتها الدولة بعد الثورة وملكتها لأصحابها وشياخة المنيرة التي انشئت في بادئ الأمر على أرض فضاء مساحتها عشرون فدانا وكانت عبارة عن أرض زراعية قسمت وبيعت للأهالي وحتى عام 1949 كانت المنيرة لا تزيد على شارع
المنيرة الرئيسي وبعض الشوارع الصغيرة الضيقة وابتداء من عام 1950 بدأ العمران يعرف طريقه لهذه الشياخة وزادت المباني به بشكل ملحوظ وأخذ العمران يزحف على الأراضي الزراعية المحيطة بها وأقيمت عليها منازل صغيرة ذات طابع شعبي وبالرغم من ازدياد العمران
بهذه الشياخة بشكل كبير الآن فإن شارع المنيرة الرئيسي ظل هو الشارع الوحيد الذي اهتمت به الدولة، أما باقي الشوارع فعيبها عدم الاهتمام بالطرق وبالمرافق العامة. والعمران في شياخة تاج الدولة لا يختلف عن مثيله في المنيرة فيتميز بالطابع الشعبي إذ أن مبانيه
قديمة وصغيرة وشوارعه ضيقة كالحواري بالاضافة الى أن معظم المرافق العامة لم تدخل الى تلك المنطقة إذ أنه حتى وقت قريب كانت هذه الشياخة عبارة عن عزبة صغيرة خلف حي امبابة معظم مبانيها من الطين والطوب اللبن وبعد الثورة أزيلت هذه العزبة وأقيمت مكانها مساكن شعبية وأقيمت بعض المساكن الحديثة بالاراضي الزراعية الواقعة على النيل في الجزء المحصور بين شارعي تاج الدولة والنيل.
والى حد كبير تشبه شياخة جزيرة امبابة شياخة تاج الدولة إذ أن معظم شوارعها وحواريها ضيقة والمساكن قريبة جدا من بعضها وعلى مساحات صغيرة جدا وفي الناحية الغربية من هذه الشياخة كانت توجد قطعة أرض زراعية أقامت عليها الدولة مساكن شعبية لمتوسطي
الدخل. ونفس الشئ ينطبق على عزبة عبدالمنعم وكفر الشوام وكفر الشيخ اسماعيل إذ أن مباني تلك الشياخات قديمة جدا وذات حواري وشوارع ضيقة وغير منظمة والتي لا يزيد عرض معظمها على مترين.
وتمثل شياخة ميت كردك أكثر أجزاء امبابة تطورا عمرانيا ففي عام 1945 أقيمت مبان جديدة بالأراضي الزراعية المتاخمة لتلك الشياخة من الضفة القبلية وخرج من هذا التقسيم شوارع كثيرة واسعة منها شارع بونابرت وشارع عباس حنفي وشارع أحمد شوقي وفي السنوات
الأخيرة ضمت لهذه الشياخة أراضي الأوقاف والتي خرج منها شارع السودان الذي يعد من أهم وأكبر الشوارع بالمنطقة، كما أقيمت على أراضي الأوقاف عمارات الأوقاف الحديثة واستمر العمران يزحف على منطقة الأوقاف ثم أقيمت على جزء كبير منها مساكن شعبية
تبلغ حوالي 47 بلوكا مع ازدياد العمران في هذه الشياخة تم تقسيم أراضٍ كبيرة بشارع السودان لاقامة عمارات سكنية عليها وأخرى شعبية لمحدودي الدخل هذا بالاضافة الى الأراضي المقسمة لاقامة فيلات وعمارات سكنية عليها وتكاد تكون هذه الشياخة من أكبر
الشياخات من الناحية العمرانية، فشوارعها متسعة ومنظمة ومبانيها مقامة على أسس سليمة ويطل جزء كبير منها على النيل وهي قريبة من حي الزمالك والعجوزة ومواصلاتها سهلة وكثيرة وكل هذه الامتيازات جعلتها أكثر الشياخات تقبلا للخدمات حتى أصبح معظم
الخدمات مركزة فيها فهي تضم النوادي والمدارس والملاهي والمستشفيات والصيدليات والأطباء وختمت مؤخرا بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية ووزارة العدل.
عزبة الصعايدة
عزبة الصعايدة تعد أحد أبرز النماذج الصارخة للعشوائية الموجودة في حي امبابة حيث يقول حسني صابر الموظف بوزارة الثقافة وأحد سكان تلك العزبة أن هذه المنطقة نشأت على يد أحد المهاجرين من محافظة قنا الى القاهرة والذي استوطن في بادئ الأمر بجزيرة الزمالك
وتبعه بعد ذلك بعض أقاربه وأقاموا في مجموعة من العشش مما أدى الى تشويه المنطقة فقررت الجهات الرسمية نقله الى امبابة مع أقاربه وتعويضه بقطعة أرض كبيرة عام 1942 لكي تحافظ على جمال ونظافة منطقة الزمالك وانتقل ذلك المهاجر الى امبابة ليستولي على
بعض الأراضي المحيطة وقام بتقسيمها وأقام فوقها العديد من المباني بشكل عشوائي واستدعى الكثير من أقاربه ومعارفه بالصعيد وقام بتأجير تلك المباني لهم ليضمن ملكية تلك الأراضي والعزوة والسند في ظل تواجدهم معه وتكونت عائلات كبيرة في العزبة مثل الصغير
والفراشطة نسبة الى مدينة فرشوط بالصعيد والنصار من قنا والذين عملوا جميعا بتجارة الجمال والجزارة ومنهم الآن ملاك المطاحن والمخابز والعمارات في المنطقة وبعد أن كان سكان عزبة الصعايدة لا يزيد على ألفي نسمة في نهاية الأربعينيات وصل عددهم الآن حوالي 70 ألف نسمة معظمهم يعيش في العشش وفي مساكن مشتركة.
مدينة العمال
مدينة العمال أنشئت في بداية الخمسنيات على الضفة البحرية من خط سكك حديد الوجه القبلي على مساحة من الأراضي الفضاء لاقامة عائلات عمال المطابع الأميرية التي تعد احدى العلامات المميزة لحي امبابة حيث انتقلت اليها بعد قيام الثورة عندما أصدر الرئيس
الراحل جمال عبدالناصر عام 1956 قرارا بإنشاء الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية والحاقها بوزارة الصناعة واقامة مبنى جديد للهيئة في منطقة امبابة على مساحة 35 ألف متر مربع وهو المبنى الحالي للمطبعة وتم تزويده بأحدث ماكينات الطباعة المتطورة وافتتحها رسميا الرئيس الراحل أنور السادات عام 1973.
مطار امبابة
أما شياخة مطار امبابة فقد جرى تكوينها ولم تكتمل من الناحية العمرانية فهي عبارة عن مطار امبابة ومعهد الطيران الشراعي ومعهد التدريب على الطيران ومطار امبابة تم انشاؤه في نهاية الأربعينيات حيث كانت الكثافة السكانية متواضعة والشوارع واسعة وفسيحة وكانت تلك المنطقة واحدة من مناطق اسكان الصفوة بامبابة ولكن مع الادارة السيئة لنظام
المحليات غرقت المنطقة في طوفان العشوائيات الأمر الذي أدى الى عدم امكانية تطبيق قواعد الطيران المدني ووقعت حوادث كثيرة منها مصرع خمسة أشخاص بسبب سقوطهم من فوق أسطح المنازل لرعبهم من اقتراب الطائرات منهم أثناء الهبوط.
وفي عام 1982 سقطت طائرة تدريب في زمام قرية الراجيل وفي عام 1991 قام ثلاثة عاطلين بسرقة محطة المساعدات الملاحية الخاصة بارشادات الطائرات وقاموا ببيعها لتاجر خردة مقابل 300 جنيه بالرغم من سعرها يقدر بحوالي 50 ألف دولار، كما تسلل طفل من
احدى فتحات سور المطار ووصل الى ممر الطائرات فصدمته مروحية أثناء هبوطها، كما أن الارتفاعات المخالفة والمباني العشوائية تقف حائلا أمام اتباع القواعد السليمة للطيران.
لذلك تم نقل مطار امبابة الى مدينة 6 أكتوبر وتم اعداد تخطيط جديد لاستغلال أرض المطار بعدما تم وقف الطيران به عام 2001 وتم تشكيل لجنة وزارية لاعادة تخطيط المنطقة برئاسة د. عاطف عبيد رئيس الوزراء وسيتم البناء على مساحة 10% من المساحة الاجمالية لتضم
86 مدرسة بكل منها 25 مدرسة وإنشاء مجمع رياضي وحديقة عامة وطرق داخلية يأتي هذا تقليدا لتجربة في المكسيك بتحويل مطار قديم استغني عنه الى منطقة مفتوحة لاقامة عشرات المدارس كاملة الشروط من ملاعب ومكتبات وشوارع واسعة الحديقة التي ستقام
على جزء من أرض المطار ستكون بمثابة رئة جديدة لأهالي محافظة الجيزة كما يقول عبدالحميد ندا رئيس حي شمال الجيزة إذ أنها تعد أكبر حديقة دولية في مصر حيث ستقام على مساحة تبلغ 150 فدانا إذ أن الحديقة الدولية بمدينة نصر وحديقة الاسكندرية لا تزيد
مساحة الواحدة منهما عن 35 فدانا، وموقع الحديقة يشكل أحد أهم عناصر المشروع باعتبارها تخص منطقة شديدة التواضع امبابة ومنطقة شديدة الثراء المهندسين والمكان المقترح لتلك الحديقة يشمل محاور المرور فهي تقع بين الكوبري الدائري وكوبري عرابي وقد
اهتمت دراسة المشروع بالبعد الاجتماعي ومستويات الدخل للمواطنين في المنطقة حيث ستخصص مساحات لخدمات أهالي المنطقة بغرض الارتقاء بالمناخ الصحي والعمراني للمنطقة ككل وتم وضع تخطيط لطرق ومنافذ للدخول والخروج من والى الحديقة من بينها رصف طريق دائري حولها بعرض 30 مترا.
كما أنه سيراعي التنوع النسبي في اشكال مساحات الحديقة وإنشاء ممر تجاري تطل عليه بازارات ذات طابع فرعوني لتشكل نواة لحركة تجارية بالمنطقة. كما سيتم توظيف المثلث الجنوبي الشرقي من أرض المطار لاقامة مجموعة خدمات مكملة لأهالي المنطقة مثل اقامة
عيادات طبية ومكتبات. وبسبب كثرة العشوائيات بمناطق امبابة المختلفة ظهرت الجماعات الارهابية بها وارتبط اسم امبابة بالارهاب خاصة منطقة المنيرة الغربية وعزبة الصعايدة حيث أنهما من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مع الحرمان من الكثير من الخدمات حيث
تشير نتائج دراسة للمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بالقاهرة على منطقة المنيرة الغربية أن هذه المنطقة تحولت من منطقة زراعية الى منطقة سكنية رخيصة جاذبة للسكان تمتلئ بالمتزوجين حديثا وتتميز بارتفاع معدلات النمو السكاني بسبب الهجرة الى المنطقة خاصة من محافظات الوجه القبلي ثم القاهرة والجيزة ومحافظات الوجه البحري.
وأشارت الدراسة الى أن نسبة الموظفين من أرباب الأسر تبلغ 27% والحرفيين 20% والعمال 21% ومن يعملون لحسابهم 16% وأن غالبية أرباب الأسر من متوسطي الدخل وارتفاع نسبة الزوجات صغيرات السن ويبلغ متوسط معدلات الانجاب ما بين أربعة وخمسة أطفال وزيادة نسبة عمالة الأطفال تحت سن 15 سنة، كما أن أكثر من ثلث الأطفال بالمنطقة ليسوا تلاميذ بالمدارس.
كما أكدت الدراسة على أن المنيرة تعاني العديد من المشاكل من أهمها عدم توافر الخدمات الضرورية للحياة كالمرافق الصحية والمياه النقية والاضاءة حيث أن 17% من سكان المنطقة يعيشون في مساكن مشتركة حيث تتعدد وظائف الغرفة الواحدة حيث تستخدم للنوم وطهي
الطعام والاستحمام وبسبب ضيق حيز الفراغ داخلها مما يدفع أفرادها لقضاء الجانب الأكبر من وقت فراغهم خارج المسكن خاصة وأن هذه المساكن قد تم تشييدها عشوائيا وفقا للاجتهادات والرغبات العائلية وبما يتنافى مع هندسة المباني الأمر الذي أدى الى عدم
الاستثمار الصحيح لوقت الفراغ حيث يحتل الناس الشوارع بنسبة 43% و12% يشغلون المقاهي و20% يلعبون الكرة في الشوارع.
وهكذا تحولت امبابة في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات الى احدى أهم البؤر الارهابية القريبة من العاصمة السياسية لمصر وكانت البداية احتضان منطقة امبابة للعناصر الارهابية التي فرت من الوجه القبلي وساعدهم على ممارسة نشاطهم طبيعة مناطق امبابة
العشوائية المعدومة المرافق والخدمات مثل المنيرة الغربية والشرقية والوحدة ومصنع الكراسي والمطار وغيرها من العشوائيات بالمنطقة والتي يصعب اختراقها إلا سيرا على الأقدام مما ساعد على سرعة نمو الجماعات الارهابية بداخلها متحصنين بطبيعة المنطقة
وبأهلها محدودي الثقافة وأصبحت امبابة كلها منطقة ساخنة يخشى الاقتراب منها فانخرط الأمن الجنائي بالسياسي وأصبحت عناصرها تندمج في وحدة الهدف وهو مواجهة الشرطة وفقدها هيبتها وبذلك تحولت امبابة الى ملجأ الاجرام الأول في مصر لدرجة أن الشيخ جابر
أعلن في أواخر عام 1992 امبابة دولة مستقلة يحكمها الأخوة وارسل الخبر الى وكالات الأنباء والصحافة العالمية وهنا قررت وزارة الداخلية التعامل مع هذا الحي الذي سجل أعلى معدل للجريمة في مصر بجدية وتم اعداد خطة تبدأ بفرض حصار على مداخل ومخارج امبابة ثم
المداهمة من الداخل وذلك في أكبر حملة أمنية لوزارة الداخلية شاركت فيها كافة الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية وأكثر من 10 آلاف جندي وانتهت تلك الحملة بعد حصار استمر اسبوعين بالقبض على الشيخ جابر وتم فحص أكثر من 5 آلاف مشتبه فيه سياسي وجنائي.
وكانت تلك الحادثة بمثابة جرس الانذار للدولة بضرورة الاهتمام بتلك المنطقة وامدادها بالخدمات والمرافق الحيوية وتحسين الظروف المعيشية للسكان الأمر الذي أدى الى اختفاء الارهاب تماما من امبابة وتراجع في نسب الجرائم المختلفة.