كي تحكم حكماً عادلاً
فاسمع من شكوى طرفان النزاع وليس من طرف واحد لأن الجميع سوف يقنعك انه علي حق ولا أحد سيعترف بأخطاؤه فقد تأتي أفعى حزينة لتشتكي أن طائراً ما قد فقع عينيها بمخالبه
ومنقاره ولكنها لن تخبرك بأنها هي من حاول التهام فراخ الطائر أولا مما دفع الطائر أن يأخذ رد الفعل هذا
سماع الدوافع كى ترى الحقيقة كاملة
ولكن فرز المعطيات بالعقل ومن وجهة الطرفان سيعرفك من الصادق ومن الكاذب
ومن بدأ بالفعل ومن كان رد الفعل
ومن كانت دوافعه شريفة من أجل الدفاع والمحافظة علي كيان يستحق الدفاع عنه
ومن كانت دوافعه انانية لأجل مصلحته فقط
فالأفعي ستبدو مظلومة وتشكوا والطائر سيبدو أنه مفترياً وقاسياً ولكن ذلك إذا استمعنا لشكوى الأفعى وحدها فقط دون سماع دوافع الطائر لفعل هذا ولكنك ستتعاطف مع الطائر حين ترى الحقيقة كاملة
فإذا أردت أن تعرف الحقيقة إذا كانت تهمك الحقيقة
فلا تأخذ انطباعاتك عن شخص عن طريق كلام شخص آخر عنه
قد يكون كاذباً وظالماً ومضللاً للحقيقة وأنانياً .
اليبحث عن الثغرات التي من شأنها تحويل المسار
وهناك ايضا أمور أخرى وهي أنه أحياناً يوجد طرف ليس لديه الإبداع الكافي للتعببر عن قضيته بأسلوب مقنع ومفهوم بينما الآخر يكون فيلسوفاً ماكراً ولديه من حيل الاقناع والدهاء
ما يجعلك تقتنع ان الشمس تشرق من الجهة الغربية وانت تعتقد انها من الشرق وهذا ما
يجعل الطرف الأقل قدرة علي الإقناع والتعبير هو الخاسر فقط لأنه لم يستطيع الدفاع أو التعبير بالشكل الكافي أو المقنع وليس لأنه المخطئ وهذا نراه في بعض من يمتهنون مهنة
المحاماه علي سبيل المثال فبعض منهم يبحث عن الثغرات التي من شأنها تحويل مسار القضية لصالح موكله حتي لو كان موكله مخطئاً فعلاً ولعلي شرحت مثلاً لكي أوضح ما أريد
أن أقوله ولكني سأطبق كلامي علي الأحداث اليومية والخلافات الصغيرة التي تحدث في
البيوت بين الأزواج أو بين أفراد العائلة أو بين موظفين في العمل هناك أشخاص لديها القدرة في جذب التعاطف وتشويه صورة الآخر وأريد أن أقول كل ما يتم الحكم فيه من جهة طرف
واحد هو حكماً باطلاً فمن حق كل شخص أن يدافع عن نفسه ولذلك كل محاكم العالم تعطي
حق الدفاع ويكون هناك النيابة التي تدين وطرف الدفاع الذي يوضح ملابسات القضية وتدرس الدوافع ففي بعض الأحيان قد يأخذ شخص براءة رغم أنه قتل شخص ما وللحظة الأولي تظن
أن العقاب لابد أن يكون الاعدام ولكن إذا علمت أنه قتل شخص كان يحاول السرقة أو السطو
علي منزله أو محل عمله وكان تحت تهديد سلاح ناري ودافع عن نفسه مما أدي إلي قتل الطرف المتعدي دفاعاً عن النفس فهنا سيتغير منظورك وحكمك وهذا يعلمك أن تنظر إلي
دوافع الأفعال ويجعلك لا تتسرع في الحكم علي الناس دون أن تعلم جميع التفاصيل فلا تظلم
أحداً في أفكارك علي الأقل ولا تدين أحداً إلا إذا كنت قاضياً وإذا كان أمراً يخصك فانظر للدوافع واسمع جميع الأطراف قبل أن تأخذ أي قرار أو تأخذ أي انطباع
بقلم /مينا شاكر