أعلن الرئيسان الصيني شي جين بينج والسوري بشار الأسد، اليوم الجمعة، بشكل مشترك عن إقامة شراكة استراتيجية بين البلدين، حسبما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة(شينخوا).
والتقى الرئيسان في مدينة هانجتشو شرقي الصين بمقاطعة تشجيانج، قبل حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الـ19 المقرر له غدا السبت.
والصين ثالث دولة غير عربية يزورها الأسد خلال سنوات النزاع المستمر في بلاده منذ العام 2011، بعد روسيا وإيران، أبرز حلفاء دمشق.
وذكر شي أن سوريا كانت من أوائل الدول العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، وكانت واحدة من الدول التي شاركت في تأييد القرار الخاص باستعادة المقعد الشرعي لجمهورية الصين الشعبية في الأمم المتحدة.
وقال إنه على مدى 67 عاما منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، “صمدت العلاقات بين البلدين أمام اختبار التغيرات في الوضع الدولي، وأصبحت صداقتهما أقوى بمرور الوقت”.
وأشار إلى أن “إقامة الشراكة الاستراتيجية ستكون علامة فارقة مهمة في تاريخ العلاقات الثنائية”.
وأعرب شي عن “استعداد الصين للعمل مع سوريا لإثراء علاقتهما ودفع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين بشكل مستمر”.
وشدد على أن “الصين تدعم سوريا في معارضة التدخل الأجنبي، ورفض الأحادية والتنمر، وحماية الاستقلال الوطني وسيادة البلاد ووحدة وسلامة أراضيها”.
وأضاف شي أن الصين “تدعم سوريا في تنفيذ إعادة الإعمار، وتعزيز بناء القدرات في مجال مكافحة الإرهاب، وتعزيز التسوية السياسية للقضية السورية بموجب مبدأ قيادة وملكية سورية”.
وأوضح أن “الصين تدعم سوريا أيضا في تحسين علاقاتها مع الدول العربية الأخرى ولعب دور أكبر في الشؤون الدولية والإقليمية”.
ووصل الأسد أمس الخميس إلى الصين، برفقة قرينته أسماء الأسد، في أول زيارة رسمية منذ بداية الحرب في سوريا.
ومن جانبه، قال الأسد إن الصين، في الشؤون الدولية، “تنحاز دائما إلى النزاهة والعدالة الدوليين، وتتمسك بالقانون الدولي وتدعم الإنسانية، ما يجعلها تلعب دورا مهما وبنّاء”.
وتندرج هذه الزيارة في إطار عودة الأسد تدريجا منذ أكثر من سنة إلى الساحة الدولية بعد عزلة، بسبب قمعه الحركة الاحتجاجية في بلاده التي تطورت إلى نزاع مدمر.
وأعرب الأسد عن تقدير سوريا الكبير ودعمها القوي لمبادرة الحزام والطريق ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، مشيرا إلى أن بلاده ستشارك بفعالية في هذه المبادرات.
وأضاف الأسد أن الجانب السوري يشكر الحكومة الصينية على دعمها القيّم للشعب السوري، ويعارض بشدة أي عمل من أعمال التدخل في الشؤون الداخلية للصين، ويرغب في أن يكون صديقا وشريكا للصين على نحو قوي وطويل الأمد.
وأوضح أن سوريا “ستنتهز فرصة إقامة الشراكة الاستراتيجية مع الصين، لتعزيز التعاون الودي الثنائي وتعزيز الاتصال والتنسيق بينهما في الشؤون الدولية والإقليمية”.
وعقب المحادثات، شهد رئيسا الدولتين التوقيع على وثائق للتعاون الثنائي في مجالات تشمل تعاون الحزام والطريق، والتعاون الاقتصادي والتكنولوجي .وأصدر الجانبان بيانا مشتركا بشأن إقامة الشراكة الاستراتيجية.