وجه زعيم المعارضة الأسترالية، بيتر داتون، انتقادات حادة لرئيس الوزراء أنطوني ألبانيزي، متهمًا إياه بالفشل في تأمين إعفاء من التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنسبة 25% على صادرات الصلب والألمنيوم الأسترالية.
وقال داتون في مؤتمر صحفي في بريزبن: “من الواضح أن ألبانيزي وكيفن رود أخفقا فشلًا ذريعًا. رئيس الوزراء لم يتمكن حتى من إجراء مكالمة هاتفية، ناهيك عن عقد اجتماع مع الرئيس الأمريكي”. وأضاف: “كيف يمكن التفاوض على حل إذا كان الرئيس لا يرد على مكالمات رئيس وزرائنا؟”
ألبانيزي يرفض التصعيد لكنه يصف القرار بأنه “غير مبرر”
وصف ألبانيزي قرار فرض التعريفات بأنه “غير مبرر تمامًا”، لكنه أكد أن أستراليا لن ترد بإجراءات انتقامية لتجنب تصعيد الأزمة الاقتصادية بين البلدين.
وقال ألبانيزي: “هذا القرار يتعارض مع روح الصداقة التي تربط بلدينا منذ أكثر من 70 عامًا. ليس لدينا تعريفات جمركية على السلع الأمريكية، ولدينا اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة”.
وأكد أن حكومته ستواصل الضغط للحصول على إعفاء، مشيرًا إلى أن أستراليا استغرقت أشهرًا للحصول على إعفاء مماثل خلال إدارة ترامب الأولى في 2018.
ورفض رئيس الوزراء المزاعم بأن زيارته للولايات المتحدة كان يمكن أن تؤمن الإعفاء، مؤكدًا أن “لا دولة واحدة حصلت على استثناء، لا فرنسا ولا المملكة المتحدة”.
ردود فعل القطاع الصناعي ورجال الأعمال
أعربت الأوساط الصناعية الأسترالية عن خيبة أملها من القرار، حيث قال إينيس ويلكوكس، الرئيس التنفيذي لمجموعة الصناعات الأسترالية، إن “هذا القرار يرسل إشارة سلبية حول العلاقة الاقتصادية بين البلدين”.
وأضاف أن الوضع الحالي يختلف عن عام 2018، حيث تبدو الإدارة الأمريكية أكثر تشددًا بسبب الظروف الجيوسياسية المختلفة، مما يجعل فرصة الضغط الأسترالي للحصول على إعفاء أكثر تعقيدًا.
من جانبه، دعا بران بلاك، الرئيس التنفيذي لمجلس الأعمال الأسترالي، إلى الرد بهدوء، قائلًا: “علينا أن نواصل الانخراط في محادثات مكثفة مع الإدارة الأمريكية للدفاع عن مصالحنا التجارية”.
وأشار إلى أن “قيمة صادرات الصلب والألمنيوم الأسترالية إلى الولايات المتحدة بلغت أقل من مليار دولار في 2023، مما يجعل التأثير محدودًا نسبيًا، لكننا نحتاج إلى الحذر من أي تصعيد عالمي في التعريفات الجمركية”.
“بلو سكوب” تشعر بخيبة أمل من القرار
أعربت شركة “بلو سكوب” الأسترالية، إحدى كبرى شركات إنتاج الصلب، عن خيبة أملها من عدم حصولها على إعفاء، رغم استثماراتها طويلة الأمد في الولايات المتحدة.
وذكرت الشركة في بيان أن التعريفات ستؤثر على حوالي 300 ألف طن سنويًا من صادراتها إلى الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنها ستواصل العمل مع الدبلوماسيين الأستراليين والمسؤولين الأمريكيين لضمان تحقيق مصالحها.
البيت الأبيض يؤكد عدم منح إعفاء لأستراليا
أكد البيت الأبيض أن أستراليا لن تحصل على استثناء من التعريفات الجديدة، حيث قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن ترامب نظر في الطلب الأسترالي لكنه رفضه، مشددة على أن “أولوية الإدارة الأمريكية هي دعم صناعة الصلب المحلية”.
تصعيد أوروبي مرتقب
وفي تطور موازٍ، أعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستفرض “إجراءات مضادة” اعتبارًا من الأول من أبريل ردًا على التعريفات الأمريكية، حيث وصفت رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين، القرار الأمريكي بأنه “غير مبرر” ومضر بسلاسل التوريد العالمية.
وأضافت: “التعريفات هي ضرائب تضر بالأعمال التجارية والمستهلكين على حد سواء. إنها تزيد من حالة عدم اليقين الاقتصادي وتضر بالنمو”.
مع تصاعد التوتر التجاري، يبدو أن العالم مقبل على موجة جديدة من النزاعات الاقتصادية التي قد تلقي بظلالها على أسواق المعادن والصناعات الثقيلة عالميًا.
