وراجعت وكالات الاستخبارات الأميركية تقديراتها السابقة الأكثر تفاؤلا، مع اجتياح حركة طالبان مناطق في شمالي أفغانستان الأسبوع الماضي، وسيطرتها على عشرات المناطق والمدن الرئيسية المحيطة بها.

وكان الاعتقاد السائد بين خبراء الاستخبارات الأميركية، أن حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي من المقرر أن يجتمع مع الرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن الجمعة، يمكن

أن تستمر لمدة عامين بعد اكتمال الانسحاب الأميركي، وهي الفترة نفسها تقريبا التي

فصلت انسحاب الولايات المتحدة من فيتنام عن سقوط سايغون في أبريل 1975.

لكن الرؤية الأخيرة لمحللي الاستخبارات وكبار المسؤولين العسكريين الأميركيين، هي أن حكومة كابل قد تسقطان بعد 6 إلى 12 شهرا من مغادرة القوات الأميركية.

وأصبح التقييم الجديد لمجتمع الاستخبارات الأميركية، الذي لم يتم الإبلاغ عنه من قبل، أكثر توافقا مع تحليل قدمه الجيش الأميركي، الذي سحب بالفعل أكثر من نصف جنوده البالغ

عددهم 3500 ومعداتهم، على أن يتم سحب البقية بحلول 11 سبتمبر المقبل.

ومن شأن التقييم الاستخباراتي الجديد أن يضيف مزيدا من الأهمية على إعداد المخططين العسكريين الأميركيين، لعمليات إجلاء محتملة للموظفين الأميركيين وغيرهم، في حالة تدهور سريع للأمن في العاصمة الأفغانية.

والأربعاء اندلعت معارك بين مقاتلي طالبان وقوات الحكومة الأفغانية داخل مدينة قندوز الشمالية، غداة احتلال الحركة المعبر الحدودي الرئيسي مع طاجيكستان ووصولها إلى

ضواحي مزار الشريف، المحور الرئيسي في شمالي أفغانستان.

وفي عدة حوادث متتالية خلال الأيام الأخيرة، استسلمت القوات الحكومية لطالبان تاركة وراءها عددا من عربات “الهامفي” ومخزونات من الأسلحة، بما في ذلك قطع المدفعية ومدافع الهاون والمدافع الرشاشة الثقيلة.