لبنان – مصرنا اليوم
ارتفعت أسعار المواد الغذائية في لبنان بنسبة 700 في المائة خلال العامين الماضيين، والأهم من ذلك، أن الزيادة قد تسارعت في الأسابيع الأخيرة.
أصبحت مراكز التسوق والمتاجر التي عادة ما تعج باحتفالات عيد الأضحى، فارغة وراكدة هذا الأسبوع حيث لم تعد الطبقة الوسطى في لبنان قادرة على الذهاب للتسوق بسبب الزيادة الهائلة في الأسعار.
كل هذا وسط عجز البلد عن تشكيل حكومة في الوقت الذي يتأرجح فيه لبنان على حافة الانهيار الاجتماعي والاقتصادي.
في حين كشف تقرير في الجامعة الأميركية في بيروت عن أوجه قصور مالية مذهلة، خلص التقرير إلى أن لبنان يمكن أن يتحول إلى “فنزويلا البحر الأبيض المتوسط” وتوقع أن غالبية اللبنانيين سيكافحون لتأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم دون مساعدة مؤسسات الإغاثة.
وقال التقرير إن الزيادة المتسارعة والأسبوعية في أسعار المواد الغذائية الأساسية هي مؤشر على أن البلاد “تنزلق إلى التضخم المفرط”.
وقالت إن سعر سلة المواد الغذائية الأساسية ارتفع بأكثر من 50 في المائة في أقل من شهر، بينما أصبحت الملابس ترفاً إلى حد ما.
اشتكت العائلات من عدم قدرتهم على شراء ملابس جديدة لأولادهم في عيد الأضحى.
حيث قالت إحدى الأمهات: البنطال الذي كنت أشتريه بـ 30 ألف ليرة أصبح الآن يباع بـ400 ألف جنيه.
وقالت تيريز، صاحبة حانة في بيروت : “كنا نتوقع رؤية المزيد من العملاء في عيد الأضحى، لكن القوة الشرائية للناس تراجعت”.
“المغتربون اللبنانيون الذين أتوا إلى لبنان ساعدوا في إنعاش السياحة قليلاً، لكننا نخشى ما سيحدث بمجرد مغادرتهم”.
وقال التقرير، أن أسعار المواد الغذائية الأساسية “ارتفعت بشكل كبير في النصف الأول من شهر تموز”، وفقاً لقوائم الأسعار الخاصة بوزارة الاقتصاد اللبنانية ودورات الأسعار التي ينظمها باحثو المرصد بانتظام.
وبحسب المرصد، فإن “أسعار المواد الغذائية الأساسية، بما في ذلك الخضروات والحبوب ومنتجات الألبان ولحم البقر والبيض والزيت، ارتفعت بأكثر من 700 بالمائة منذ يوليو 2019، قبل الانهيار المالي والاقتصادي”.
وذكر التقرير أن سعر الخبز المحلي، الذي من المفترض أن يتم دعمه بواردات القمح والدقيق بسعر الصرف الرسمي، ارتفع بنسبة 233 في المائة منذ مايو 2020.
واستناداً إلى أسعار المواد الغذائية في النصف الأول من شهر يوليو، كانت أسرة مكونة من خمسة أفراد تنفق أكثر من 3.5 مليون ليرة على الطعام شهريًا.
لا يأخذ هذا الرقم في الاعتبار التكاليف الإضافية للمياه أو الكهرباء أو الغاز الطبيعي.
وقال التقرير: “وفقاً لهذه الأسعار، فإن ميزانية الأسرة المخصصة للطعام تبلغ حوالي خمسة أضعاف الحد الأدنى للأجور، والذي يبلغ 675 ألف ليرة”.
وربط المرصد تضخم أسعار المواد الغذائية بانخفاض قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي، حيث فقدت العملة اللبنانية أكثر من 90 بالمئة من قيمتها في العامين الماضيين.
وبحسب التقرير، “من المتوقع أن يستمر التضخم مع الانخفاض الإضافي المتوقع في قيمة الليرة اللبنانية في الأشهر المقبلة”.
مصير لبنان لا يزال مجهولا وسط انهيار مؤسسات الدولة.
فشل السياسيون في البلاد في تشكيل حكومة، بعد عام تقريباً من استقالة حكومة حسان دياب في أعقاب تفجير بيروت الكارثي في 4 أغسطس 2020، والذي أسفر عن مقتل 211 شخصاً وإصابة أكثر من 6000.
بعد تسعة أشهر من تعيينه رئيساً للوزراء، أعلن سعد الحريري عدم قدرته على تشكيل حكومة في 15 يوليو / تموز واستقال من منصبه. حيث فشل في التوصل إلى اتفاق مع الرئيس اللبناني ميشال عون على تشكيل ثان.
ومن المقرر عقد المشاورات البرلمانية، التي تهدف إلى تعيين شخصية سنية جديدة لتشكيل الحكومة، كل هذا على الرغم من استياء السنة من أسلوب الرئيس اللبناني وحزبه في التعامل مع الصلاحيات الدستورية لرئيس الوزراء.