بقلم / هادي جلو مرعي
الحديث الشائع ليس الذي في العنوان فهو (يوضع سره بأضعف خلقه) وربما على قاعدة ( إن اللهَ لَا يَسْتَحى أن يَضَربَ مَثلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوقَهَا فأما الَّذيَنَ امَنُوا فَيَعْلمُونَ اَنَّهُ اْلَحُق مِنْ رَبّهِم وأما الَّذيَن كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أراد اللهُ بِهذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثيراً وَيَهدِى بِه كَثيراً وَمَا يُضِلُّ ِبِه إلا الفَاسِقيَن) سورة البقرة26 فالبعوضة ضعيفة يمكن صعقها باليد، أو بآلة اخرى، ولكن الأسرار التي جعلها الله فيها تفوق الوصف، وهي من دلائل قدرته سبحانه.
تتسبب البعوضة بالملاريا والحمى الصفراء، ويكفي أنها دفعت الرئيس الأمريكي جورج واشنطن الى الهرب رعبا من المرض الذي سببته في بلاده، وقتلت مايصل الى المئتي ألف إنسان، بل هي من تسببت بقتل آلاف الجنود الأمريكيين بعد أن هزموا الجيش الإسباني، وتشير المعلومات إلى إن أنثى البعوض تمتص دماء الضحية دون الذكر الذي يقتات على النباتات، بينما تتغذى الأنثى على الدماء لتنتج البيوض.
وإنما إخترنا كلمة الأتفه لأنها بمعنى الحقير الذي لاقيمة له، ولاتأثير.
بلدان مثل العراق، ولأنها حضارية فيمكن إبتداع الأشياء فيها وتسويقها، فيتحول التافه الى شخص ذو قيمة يشار له بالبنان خاصة في أزمنة الفوضى، فتجد إن التافه يترقى في المناصب، ويدخل التافهون ميادين شتى، ويتصدرون المشهد، ويتحولون الى الواجهة دون غيرهم، وينزوي الخيرون، ويفضلون الإعتزال على أن يكونوا جزءا من منظومة تتحكم في كل شيء، فتصنع شخصيات لها أتباع، وتملك الأموال والعقارات والسيارات والشركات، وبعض هولاء لايعرفه العوام، بل ينشغلون بالسياسيين ورجال الدين، ويشتمونهم ويتوعدونهم، ويغفلون عن الذين يشتغلون في التزوير، وتلقي الرشى والإختلاس وإستغلال المنصب والوظيفة مهما كانت بسيطة والتحكم بالموانيء والمنافذ وسواها من مواقع توفر موارد طائلة، ومنهم من ينتقد الفساد وهو من الفاسدين ومن الذين يعطلون إجراءات محاربة الفساد، وإذا كانت البعوضة التافهة بنظر الناس قتلت ملايين البشر في أمريكا وفي قارتي آسيا وافريقيا، فإن التافهين في العراق نهبوا كل شيء، ويكادون يخربون كل شيء، بل وهم الآن يحولون العراق الى ركام..

Loading

اترك تعليقاً

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com