أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي الأسترالي العربي
dshublaq5@gmail.com
تستغرب كثيرا من حاله الأحزاب السياسية هنا في أستراليا ، فبعد كل انتخابات فدراليه يقوم رئيس الحزب الخاسر باتهام رئيس الحزب الفائز بأخطاء وسقطات يريد بها التشهير والتهويش وتأليب الرأي العام ضد الحزب ورئيسه وأعضائه بل وربما كل مؤيديه وشاهدنا على الصحف والمجلات والتلفاز أيضا بل ونتذكر ما كان يحصل بين ( بول كيتنج – عمال ) و ( جون هاورد – أحرار ) قديما وحديثا بين ( سكوت موريسون – أحرار ) و ( بيل شورتن – عمال ) واليوم يطلع علينا ( بيتر داتون – احرار ) مع رئيس الوزراء الجديد المنتخب ألبو ( أنتوني ألبانيزي – عمال ) والحقيقة لم يكن في بالي أن أعلق على هذا الموضوع لأنني أعرف سياسه الأحزاب والسياسيين أنفسهم والذين عاده ما يتنصلون من وعودهم الانتخابية وينشغلوا في أمور قديمة ومتكررة على الساحة الاسترالية كالضرائب والضمان الصحي والسنتر لنك والهجرة والعلاقة مع دول الجوار وغيره إلا أن تصريح السيد بيتر داتون الأخير ( التلغراف العربية – العدد 7631 ( قد أثار حفيظتي اليوم بشكل مثير وجذبني للمشاركة!
جاء في الخبر ما يلي: ” بيتر داتون يحمل حزب العمال مسؤوليه المشاريع العسكرية المتأخرة ” وتفاصيل الخبر في طياته أن حزب الاحرار لا يقبل تحمل المسؤولية عن تأخر 28 مشروعا عسكريا كبيرا عن الجدول الزمني المرصود لها وبتكلفه قد تزيد عن 6 ونصف مليار دولار! وختم قوله في التراشق والردح الإعلامي ب … “هل أتحمل مسؤوليه تنظيف فوضى حزب العمال “! ولا أدري إذا ما سيرد عليه أحد من الحزب الاخر مذكرا أياه بفضيحه الغواصات الفرنسية والغرامة المالية التي سيتحملها الشعب من دافعي الضرائب (ربما أكثر من 4 مليار دولار)!
لا يهمنا كثيرا الردح السياسي بين زعماء الأحزاب فقد تعودنا عليه والاغلب أنه مشهد استهلاكي سخيف لأغراض انتخابيه محسوبة مسبقا يتم الضحك بها على الشعب الملهي بتسديد فواتير السكن والرعاية الصحية.
الحقيقة إن الهدر المالي وتعثر أو تأخر المشاريع في استراليا وسواء كانت المشاريع عسكريه أو مدنيه مردها لقرارات خاطئة من بعض الوزراء غير المؤهلين علميا ولا يملكون الخبرة الكافية في الإدارة واتخاذ القرار السليم في مواجه الكوارث والأزمات (وربما كانت تأتيهم التعليمات من مكان أخر ولأغراض لا يعلمها باقي الشعب) ولنا تجارب وحوادث عديده معلنه في الحكومات السابقة كا الفيضانات وحرائق الغابات ولقاحات الكورونا وغيرها.
في الولايات المتحدة يتم توفير بليون / مليار دولار سنويا في صيانة الطرق والجسور باستخدام ” تقنيه الهندسة القيمية) – Value engineering approach or technique وللمعلومية تلك التقنية ليست تطبيق هندسي كالهندسة المدنية أو المعمارية أو الميكانيكية – رسومات وحسابات رياضيه وتصاميم – بل على العكس تماما فهي ” منهجيه إدارية فاعله لحل المشكلات واتخاذ القرار لاي منتج أو مشروع أو عمليه ” وهناك أكثر من 45 دوله على مستوى العالم تستخدم تلك الطريقة للحد من الهدر المالي وتأخر المشروعات أو تعثرها ( منها كوريا الجنوبية – اليابان – الصين – الهند – المجر – تايوان – أمريكا – كندا – السعودية ودول الخليج الأخرى وغيرها ! ).
أسلوب أو طريقه الهندسة القيمية تقنيه عالميه معترف بها دوليا وتستخدم لمراقبه التكاليف والتحكم في المصروفات ” الميزانيات – Budgets ” ومن بداية المشروع وحتى نهايته ومن خلال الموارد المثلى المخصصة لذلك.
هم الوزراء الوحيد ومن كلا الطرفين ( الحاكم والمعارض ) هو الإبقاء في الحكومة أو السلطة ليتقاضوا رواتبهم ومخصصاتهم شاغلين الشعب في أمور التخفيضات الضريبية ونقص الرعاية الصحية ( ذات السمعة السيئة ) مبعدين عن الصورة الكبيرة والتي يمكن ان توفر البلايين / المليارات من الدولارات وتقضي على الديون وتحرك المشاريع المتأخرة وللأسف لن يجرأ أحد “لتعليق ذلك الجرس ” فالتخلف العلمي والفساد المستشري في الوقت الحاضر قد أوصد أبوابه عند بعض المسؤولين واستحبوا الطريق الاسهل في الردح الإعلامي فقد يضمنوا تلميع صورهم في الانتخابات الشكلية القادمة ولمزيد من الأثارة وتضيع الوقت لبعض أفراد من الشعب. والله المستعان.