دعت دولة الإمارات، مجلس الأمن الدولي، إلى اتباع نهج استراتيجي للتعامل مع الأوضاع في أفغانستان، يتخذ الحوار سبيلا، للتصدي للتحديات هناك.
وفي كلمة لها خلال جلسة لمجلس الأمن خصصت للحالة في أفغانستان، عبرت أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات في المجلس، لما آلت إليه الأوضاع في أفغانستان خلال الأشهر الماضية، والنظرة السلبية للعام الجديد، الذي “لا يحمل في طياتِه آمالاً واعدة للشعب الأفغاني”.
وتحدثت المسئولة الإماراتية في هذا السياق عن تسجيل أفغانستان لأعلى مُعدلات انعدام الأمن الغذائي، حيث يحتاج ثُلثيّ سُكانِ البلاد لتلقي مساعدات إنسانية، فيما تزداد أوضاع النساء والفتيات سوءاً، خصوصا مع فرض مَوجة جديدة من القيود على ارتياد الأماكن العامة وهو ما يتطلب -بحسب أميرة الحفيتي- استجابة المجلس لهذه المُعطيات بشكلٍ حازم.
وأشارت الحفيتي إلى تدهور الأوضاع الأمنية، وما تكشفه حول ما تواجهه طالبان من تحدياتٍ في مكافحة الإرهاب، وما حدث من هجمات مؤخرا بما في ذلك الهجوم على سفارة باكستان بكابول، والذي أدانته دولة الإمارات، مثلما ستواصل إدانة جميع أشكال العنف والإرهاب، المزعزعة لأمن واستقرار البلاد.
وعرضت الإمارات عبر بيان بعثتها في مجلس الأمن خطة على مجلس الهيئة الدولية عبر اتباع نهجٍ استراتيجي، يرتكز على نقاط عدة.
قالت الحفيتي، إنه “في ظِل المستجدات الأخيرة وعدم استجابة سُلطات الأمر الواقع لدعوات المجلس، قد يَميل المجتمع الدولي إلى وقف تعامُلِه مع السلطات ومضاعفة محاولات عزلِهم”، لكن الإمارات لا تزال “تؤمن بأنه لا يوجد بديل عن الحوار، ويتماشى ذلك مع دعواتِها المستمرة إلى الانخراط المدروس مع سلطات الأمر الواقع، فالعُزلة لن تؤدي إلاّ لِتعنُت المواقف ودفع طالبان نحو اتخاذ مواقفٍ أكثر تطرفاً”.
ودعت نائبة مندوبة الإمارات في مجلس الأمن إلى التركيز على المجالات التي تثمر نتائج ملموسة؛ وساقت مثالا على ذلك بالمؤتمر الدولي الذي عُقد في بالي مؤخراً، وخصص لتعليم المرأة الأفغانية، وعدته نموذجا على سعي الجهات الدولية لإيجاد سُبل يمكن من خلالها إحداث تغيير حقيقيّ، وفي هذا الصدد رحبت الحفيتي بتشغيل الصندوق الأفغاني المُعلن عنه في سبتمبرالماضي، معبرة عن تطلع بلادها إلى المساهمة في تحقيق الاستقرار للاقتصاد؛ بما يعود بالنفع على الشعب الأفغاني.
ودعت الإمارات في النقطة الثالثة من هذا النهج الاستراتيجي المجتمع الدولي للتحدث بصوتٍ واحد، وتوجيه رسالة واضحة وحازمة إلى الجهات الفاعلة بأفغانستان، مشيرة إلى ضرورة تجديد ولاية بعثة “يوناما” الأممية، التي تمكنت من تحقيق نتائجٍ على الأرض شملَت مُختلف المجالات في ولايتها سواء الإنسانية أو السياسية أو الاقتصادية.
ومن هذا المنطلق أبانت نائبة مندوبة الإمارات بمجلس الأمن، عن أمل بلادها في أن “يتمكن المجلس من النظر إلى تجديد ولاية البعثة كفرصةٍ لاستعراض مواطِن القوة والضعف التي تَعتريّ الولاية، وتقييم احتياجات البعثة، مع ضرورة أن يتجنب المجلس خلق انقساماتٍ لا مبرر لها حول أولويات عمل البعثة”.