مصرنا اليوم

فيما لا يزال العراق عامة، ومحافظة نينوى خاصة تحت هول كارثة الحريث الذي اشتعل في احدى صالات الأعراس بمنطقة الحمدانية، مخلفاً أكثر من 100 قتيل، أنحى سكان البلدة التي كان تنظيم داعش أخرجهم منها في السابق باللائمة على عدوين آخرين.
إذ اعتبر أهالي ضحايا زفاف الحمدانية الدامي أن الفساد السياسي المزمن، والتراخي في تطبيق اللوائح التنظيمية، ساهما في تلك الفاجعة.

ورأى بعض سكان القرية الذين بدأوا قبل سنوات في إعادة بناء حياتهم في مسقط رأسهم إن الدواعش المهزومين فشلوا في قتلهم، لكن الفساد نجح في ذلك!

بدوره، قال القس بطرس شيتو الذي فقد والديه وأختين واثنين من أبناء إخوته في الحريق الذي ابتلع قاعة الزفاف المكتظة في الحمدانية، المعروفة أيضا باسم قراقوش، “لم يقتلنا داعش، لكن هذه الكارثة قتلتنا”،

كما أضاف أنه “في هذا البلد، ننتظر دوما وقوع الكارثة ثم نتعامل مع النتائج”. وأردف متألما “منزلنا أصبح خاليا الآن بسبب الطمع والفساد”.

إلى ذلك، علق على مسألة عدم التزام أصعاب قاعة الزفاف بمواصفات السلام، قائلا “ما في شي مطابق للمواصفات في هذا البلد.”

وكانت السلطات العراقية أعلنت أمس الخميس اعتقال 14 شخصا على خلفية حريق الثلاثاء، من بينهم أصحاب صالة المناسبات، ووعدت بإجراء تحقيق سريع وإعلان النتائج خلال 72 ساعة.

يشار إلى أن هذا الحريق الذي بدأ بعد ساعة من بداية الزفاف عندما تسببت الألعاب النارية في اشتعال الزينة المعلقة بالسقف، في قاعة مكتظة لم توجد بها أي طفايات حريق واضحة، أو مخارج طوارئ ، هو الأحدث في سلسلة حوادث مأساوية أودت بحياة المئات من الأشخاص في أنحاء العراق خلال الأعوام القليلة الماضية.

ففي نيسان/أبريل 2021، قضى أكثر من 80 شخصاً جراء حريق في مستشفى لمرضى كوفيد في بغداد نجم عن انفجار أسطوانات أكسجين.

ثم بعد ذلك ببضعة أشهر، في تمّوز/يوليو من العام نفسه، لقي 64 شخصاً حتفهم جرّاء حريق في مستشفى بالناصرية جنوب البلاد اندلع في جناح لمرضى كوفيد.

وقبلها عام 2019 غرقت عبارة نهرية في الموصل مودية بحياة العشرات بينهم نساء وأطفال.

ويُنحى باللائمة في جميع الحوادث على الإهمال والفساد والتراخي في تطبيق اللوائح التنظيمية.

 

Loading

اترك تعليقاً

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com