قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فجر الأحد إنه حصل على موافقة المجلس الوزاري الأمني المصغر “لتدمير القدرات العسكرية والإدارية لحماس والجهاد الإسلامي”.
وتوعّد نتانياهو ليل السبت بعد اجتماع للحكومة، بأن الجيش “على وشك استخدام كل قوته للقضاء على حماس”، مضيفاً في خطاب متلفز “سنضربهم حتى النهاية وننتقم بقوة لهذا اليوم الأسود الذي ألحقوه بإسرائيل وشعبها”.
كما دعا الفلسطينيين إلى ترك القطاع المحاصر منذ أعوام طويلة، مؤكداً أن قواته ستدمر مخابئ حماس.
من جانبه، قال مصعب البريم المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي في تصريح : “حان الوقت لتدفع إسرائيل ثمن كل الجرائم التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني”.
وأضاف: “تهديدات العدو لن تؤثر على عزم وإرادة المقاومين في الميدان، نتحدث عن مقاومة قادرة على احتلال قواعد عسكرية والسيطرة على المستوطنات”.
جاء تصريح نتنياهو في وقت تلقى سكان قرية بيت حانون، في شمال قطاع غزة، رسائل تحمل توقيع الجيش الإسرائيلي، تطلب منهم مغادرة بيوتهم فوراً.
وقال مراسل بي بي سي نيوز في غزة رشدي أبو العوف إن الجيش الإسرائيلي بعث رسائل مماثلة لسكان مناطق مختلفة من القطاع.
وأفاد شهود أن عشرات العائلات الفلسطينية بدأت بمغادرة منازلها للجوء إلى مدارس تابعة للأمم المتحدة.
يأتي ذلك مع تصاعد التكهنات حول استعداد إسرائيل لبدء عملية عسكرية برية، خصوصاً مع الضغوط التي سيواجهها نتنياهو من حكومته اليمينية للردّ بشكل حازم.
وتكتب كبيرة مراسلي بي بي سي نيوز ليز دوسيت إن هجوم حماس الأخير، غير مسبوق، ويختلف عن كل أشكال التصعيد السابقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية عن ارتفاع عدد القتلى في هجوم حماس إلى 300 والجرحى إلى أكثر من 1590.
لذلك، ترى دوسيت أن نتنياهو ربما يتخذ فعلاً الخيار الذي تفاداه كل أسلافه، ألا وهو البدء بعملية عسكرية برية داخل القطاع الذي انسحبت منه إسرائيل عام 2005.
وتكتب دوسيت في تعليق لموقع بي بي سي نيوز إن هذه الحرب ستكون مختلفة بالكامل، نظراً إلى عدد الأسرى الكبير، إلى جانب عدم استعداد حماس للتراجع.
وقال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام إن عدد الإسرائيليين الذين احتجزوا خلال العملية، “أضعاف مضاعفة مما يعتقد نتنياهو”.
ومع توجيه محمد الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، دعوة للفلسطينيين والعرب لتوحيد الجهود، تقول مراسلة بي بي سي نيوز في القدس يولاند نيل، إن الجانب الإسرائيلي يدرس كيف يمكن للحرب أن تشعل جبهات عدة، ومنها الجبهة الشمالية مع حزب الله.
وحتى مساء السبت، أكد الجيش الإسرائيلي أن قواته ما زالت تخوض في “22 موقعاً”، مواجهات مع “مئات” المسلحين الفلسطينيين الذي تسللوا إلى الجانب الإسرائيلي.
وقال المتحدث باسم الجيش ريتشارد هيخت للصحافيين إن “المئات غزوا” البلاد وأن “المئات” ما زالوا داخل إسرائيل ويقاتلون جنودها.
وقبيل الأولى من فجر الأحد، ضرب الجيش الإسرائيلي مباني في غزة مع استمرار إطلاق الصواريخ من القطاع، بحسب صحافيين في وكالة فرانس برس. وقال الجيش إن الأمر يتعلق بـ”مراكز قيادة” لحماس.
وكان الجيش أكد في وقت سابق أن قواته تخوض معارك “على الأرض” ضد مقاتلين في المناطق المحيطة بقطاع غزة بعد تسلل هؤلاء “بالمظلات” بحراً وبراً.
وأشار إلى الاستعداد لنشر الآلاف من جنود الاحتياط على الحدود مع قطاع غزة وكذلك شمال إسرائيل وعلى الحدود مع لبنان وسوريا وفي الضفة الغربية.
ولم تتوقف صافرات الإنذار في المدن والقرى الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة. كذلك، دوّت الصفارات في تل أبيب والقدس حيث اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية الكثير من الصواريخ.
وتفرض إسرائيل منذ العام 2007 حصاراً مشدّداً على القطاع، تاريخ تفرّد حركة حماس بالسيطرة عليه. وخاضت الفصائل الفلسطينية وإسرائيل عدّة حروب مدمّرة منذ ذلك الحين.
وفي عام 2008 شنت إسرائيل أول هجوم موسع على القطاع تحت قيادة حماس، بعدما أطلقت الحركة عشرات الصواريخ على مستوطنات إسرائيلية قريبة، وأسفر ذلك عن مقتل 13 إسرائيلياً، و1400 فلسطيني.
وفي عام 2014، شنت إسرائيل عملية أخرى ضد القطاع وردت حماس بالصواريخ، واستمرت المواجهات سبعة أيام، وتسببت في مقتل 73 إسرائيلياً بينهم 67 عسكرياً، وأكثر من ألفي فلسطيني.