استقبل الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء في البيت الأبيض رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي في زيارة دولة استهلها الزعيمان بتأكيد مواقفهما المشتركة حيال الصين والنزاع بين حماس وإسرائيل وحرب أوكرانيا.
وانطلقت الزيارة بمراسم أقيمت في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض عزفت خلالها فرقة موسيقية رسمية وحضرها حوالى 4000 شخص لوّح العديد منهم بالعلمين الأميركي والأسترالي.
وأشاد بايدن بـ”التحالف الثابت” بين الولايات المتحدة وأستراليا ولفت إلى أن البلدين “يقفان إلى جانب إسرائيل ضد إرهاب حماس” كما “يقفان مع أوكرانيا ضد استبداد (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين”.
بدوره، شدد ألبانيزي على أن “جميع الأستراليين يدينون الفظاعات والإرهاب ووحشية حماس التي لا رحمة فيها” شاكرا بايدن لتحدثه بـ”وضوح أخلاقي” عن النزاع.
وقال “دافعتم عن مبدأ بسيط يقوم على أن كل حياة بريئة لها قيمتها سواء إسرائيلية أو فلسطينية، وأنه في كل نزاع ينبغي بذل جهود لحماية المدنيين”.
وبعد ذلك، عقد بايدن (80 عاما) محادثات مع ألبانيزي (60 عاما) في المكتب البيضاوي، سيعقبها مؤتمر صحافي مشترك في حديقة الورود وعشاء رسمي في حديقة البيت الأبيض.
ويعكس جدول الأعمال المزدحم الأهمية التي توليها واشنطن لحليفتها التاريخية أستراليا باعتبارها حجر الزاوية في استراتيجيتها لمواجهة بكين التي تعزز نفوذها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ومن المقرر أن تشمل الزيارة أيضا إعلانات عن تعاون في مجال التكنولوجيا بما في ذلك استثمار لشركة مايكروسوفت بقيمة 3,2 مليارات دولار يركّز على الذكاء الاصطناعي وفي ما يتعلق بالطاقة النظيفة و”المعادن الأساسية” لضمان سلاسل التوريد.
سيعلن الزعيمان أيضا عن خطط لتحسين خطوط الاتصال بالإنترنت في عمق البحر والبنى التحتية البحرية في دول الهادئ الجزرية حيث تسعى الصين لتوسيع نفوذها، وفق ما أفاد كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية.
“حزن وألم”
لكن بايدن وضيفه كرّسا الوقت الأكبر للحديث عن النزاعين اللذين يفاقمان التوتر، في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
ولمّح إلغاء البيت الأبيض لعرض فرقة الروك أند رول The B-52s خوفًا من أن يبدو غير مناسب في هذه الظروف، إلى المسائل الحساسة التي سيتطرق إليها الزعيمان.
وقالت السيدة الأميركية الأولى جيل بايدن للصحافيين “نحن حاليا في وقت يعاني فيه كثيرون من الحزن والألم، وقررنا إجراء تعديلات على الجزء الترفيهي من الأمسية”.
سيكون هذا العشاء الرسمي الرابع الذي يستضيفه بايدن، بعدما استضاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
وفي المكتب البيضاوي، اعتذر بايدن على اضطراره لإلغاء زيارة إلى أستراليا كانت مقررة في أيار/مايو في اللحظة الأخيرة والعودة إلى واشنطن للتوصل إلى اتفاق مع الكونغرس يمنع تخلّفا كارثيا للولايات المتحدة عن سداد ديونها.
ودخل الكونغرس الأميركي حاليا في دوامة جديدة تهدد بتجميد تمويل اتفاقية “أوكوس” الأمنية الثلاثية بين أستراليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وفي ما يتعلّق بالصين، تسعى واشنطن وكانبيرا على حد سواء لإعادة إطلاق علاقاتهما المتوترة مع بكين.
وسيعقد ألبانيزي محادثات مع الرئيس الصيني شي جينبينغ في بكين مطلع تشرين الثاني/نوفمبر بينما قد يلتقي الرئيس الأميركي بشي خلال منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) المقرر عقده في سان فرانسيسكو في وقت لاحق من الشهر ذاته.
وأفاد مسؤول أميركي آخر “أعرف بأن الرئيس سيكون مهتما بمشاركة الملاحظات ومقارنة التفاصيل حيال ما نراه في ما يتعلق بشي جينبينغ في الصين”.