ظهرت وثائق جديدة حصلت عليها مصادر مقرّبة من نظام الحكم في الدوحة تثبت أن دولة قطر تورطت بتمويل أنشطة إرهابية بمبلغ 64.2 مليار دولار أميركي منذ عام 2010 وحتى 2015، في أحدث حلقة من الملف القطري الأسود.
وأشارت مصادر إلى أن الرياض تملك وثائق تثبت تورط الدوحة بدعم عمليات العنف والإرهاب بالمنطقة. وقد وصلت هذه الوثائق للسعودية خلال عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، ومنها ما حصلت عليه خلال العامين الماضيين.
وتبيّن أن قطر خصصت مبلغ 7.6 مليارات دولار أميركي لتمويل عمليات إرهابية في 2010، وارتفع المبلغ إلى 10.4 مليارات دولار في 2011، قبل أن يقفز إلى 11.4 مليار دولار في 2012.
وفي عام 2013، زادت دولة قطر المبالغ المالية الداعمة للعمليات الإرهابية لتصل إلى 12.2 مليار دولار، ليقفز المبلغ مجددا إلى 12.6 مليار دولار في 2014، قبل أن يتقلص إلى 9.9 في 2015.
ولم تتوان قطر عن تقديم الدعم للجماعات الإرهابية المنتشرة حول العالم.
وقد أشارت تقارير غربية إلى أن قطر تعد أكبر دولة في المنطقة تغض الطرف عن تقديم التمويل للجماعات الإرهابية، رغم أن قوانينها الداخلية تجرم تلك الممارسات.
ويعود تاريخ هذا الدعم إلى عام 2008، حين قدم القطري خليفة محمد تركي السبيعي دعما ماليا للباكستاني خالد شيخ محمد، القيادي في القاعدة والعقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر 2001.
وتتهم وزارة الخزانة الأميركية، القطري سليم حسن خليفة راشد الكواري بتحويل مئات الآلاف من الدولارات إلى تنظيم القاعدة عبر شبكة تمويل إرهابية.
وتشير وثائق أميركية إلى أن الكواري عمل مع قطري آخر هو عبد الله غانم الخوار على إدارة شبكة تمويل تدعم جماعات إرهابية، وتؤكد مساهمة الخوار بالإفراج عن أفراد من القاعدة في إيران.
ومن الأسماء المسجلة على اللائحة السوداء بالولايات المتحدة والأمم المتحدة، عبد الرحمن بن عمير النعيمي، المتهم بتحويل 1.5 مليون دولار شهريا للقاعدة بالعراق، و375 آلاف جنيه للقاعدة في سوريا.
وبين الأسماء أيضا، عبد العزيز بن خليفة العطية، وهو ابن عم وزير الخارجية القطري السابق، وقد سبق أن أدين في محكمة لبنانية بتمويل منظمات إرهابية دولية، وبأنه على صلة بقادة في تنظيم القاعدة.
وذكرت وسائل إعلام لبنانية وقتها أن العطية التقى في مايو 2012 مع عمر القطري وشادي المولوي، وهما قياديان في تنظيم القاعدة، وقام بمنحهما آلاف الدولارات.
وتتسع هذه الدائرة لتشمل مقيمين في قطر يعملون بأنشطة مشبوهة تغض السلطات القطرية الطرف عنها، بهدف تدبير التمويل لجماعات إرهابية مثل الإخوان، وكذلك جماعات في آسيا وأفريقيا وشبه الجزيرة العربية.
ولم يقتصر الدعم القطري للإخوان ممن هم مقيمون على أراضيها، بل شمل جماعات منبثقة عنها في كل من تركيا ومصر واليمن والبحرين وسوريا ولبنان وليبيا.
وقد امتد الدعم المالي القطري للجماعات الإرهابية ليشمل «جبهة النصرة» في كل من سوريا ولبنان، بشكل يجعل هذه الجماعة المصنفة إرهابية، تبدو وكأنها «ذراع قطري صرف».
أما في ليبيا فقد دعمت قطر شخصيات إرهابية عدة، من بينهم رجل الدين «صديق قطر» علي الصلابي، وعبد الحكيم بلحاج رجل القاعدة السابق، وعبد الباسط غويلة، وعناصر إرهابية معروفة ورجال أعمال.