قال الشاب البريطاني الذي ينحدر من مدينة أكسفورد، والبالغ من العمر 21 عاما، والذي كان قد سافر إلى المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا في 2014، لبي بي سي إن القوات الكردية التي تقاتل التنظيم تحتجزه حاليا. ويشتبه في أن يكون الشاب الذي يدعى جاك ليتس، ويعرف باسم «الجهادي جاك» قد توجه إلى سوريا للقتال مع تنظيم الدولة الإسلامية.
ولكنه يدعي أنه معارض للتنظيم، وأنه ترك مناطقه.
وقد تحدث ليتس إلى مراسل بي بي سي للشؤون الداخلية، دانيل ساندفورد، عبر رسائل نصية ورسائل صوتية. وقال ليتس متحدثا عن تركه مناطق التنظيم «وجدت مهربا، وسرت خلفه خلال حقول الألغام».
وأضاف أنه هو والمهرب «بلغا منطقة قريبة من نقطة كردية حيث أطلقت النار عليهما مرتين، واضطرا للنوم في أحد الحقول».
وقال إنه حاليا محتجز في سجن يديره الأكراد شمالي شرق سوريا.
وكان ليتس قد اعتنق الإسلام بينما كان في مدرسة تشيروول في مدينة أكسفورد. ثم سافر إلى الأردن، وهو في الثامنة عشرة في عام 2014، بعد تركه للدراسة الثانوية. وفي خريف ذلك العام وصل إلى المنطقة التي تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وتنفي أسرته أنه ذهب إلى هناك للمشاركة في القتال، وتقول إنه كان مدفوعا بأسباب إنسانية.
وتزوج ليتس في العراق، ولا تزال زوجته وطفله موجودين في مناطق التنظيم.
وأوضح لبي بي سي أنه أصيب في انفجار، وأنه ذهب إلى الرقة، التي يتخذها مسلحو التنظيم عاصمة لما يسمونه بالخلافة، ليستعيد عافيته.
وادعى أنه تخلص من الوهم بشأن تنظيم الدولة الإسلامية قبل عام تقريبا، بعد قتل التنظيم لأنصاره السابقين. وقال «إنني أكرههم أكثر من كراهية الأمريكيين لهم». وأضاف «أدركت أنهم ليسوا على حق، ولذلك وضعوني في السجن ثلاث مرات، وهددوني بالقتل».
وقال ليتس إنه هرب من معتقل حراسته ضعيفة، وظل مختبئا حتى تمكن من العثور على مهرب لإخراجه.
وقال والداه إنهما بريئان من تهمة تمويل الإرهاب لأنهما كانا يرسلان مبالغ مالية لابنهما.
وقال الأب جون ليتس والأم سالي لين لبي بي سي إنهما لم يتلقيا أي اتصال من ابنهما لعدة أسابيع، ثم تسلما فجأة رسالة قال فيها إنه موجود في منطقة آمنة.
الأم «كان هذا هو الخبر الذي انتظرناه ثلاث سنوات، منذ ذهابه، ونسعى الآن إلى عودته إلى البيت».
ويعتقد والداه أن ابنهما لم يعامل معاملة سيئة، لكنهما قلقان بشأن صحته النفسية. ولم يتلق أبواه، ولا بي بي سي، منه أي اتصال منذ اليوم الأول من يونيو/حزيران.
وطالب أبواه السلطات البريطانية بفعل «ما في وسعها» لمساعدته.
وقالت الحكومة لهما إنها تستطيع مساعدته فقط إذا ترك مناطق تنظيم الدولة الإسلامية، ونظرا لأنه موجود حاليا خارج تلك المناطق «فلا أحد» – كما تقول أمه – «يريد تحمل المسؤولية».
وأقر والده، الذي يعمل مزارعا، بأن على ابنه «تحمل عواقب أفعاله»، عند عودته إلى بريطانيا، ولكن الأسرة غير مقتنعة بأنه «ارتكب خطأ على الإطلاق»، بحسب ما أخبرها هو به.
وقال والده «إذا ثبت أن له صلة بتنظيم الدولة الإسلامية، فإني لا صلة لي به».
وقالت أمه «أعتقد أن هناك كثيرا من المعلومات الخاطئة، فعندما تظهر معلومة، يتلاعب بها الناس، بحسب ما أعرفه». وتنصح الحكومة البريطانية رعاياها بعدم السفر إلى سوريا، وأجزاء من العراق، وقد حوكم الأشخاص الذين عادوا من تلك المناطق.
وقالت وزارة الخارجية في بيان «جميع الأعمال القنصلية علقت تماما في سوريا، وإلى حد كبير في العراق، ومن الصعب جدا تأكيد الأماكن التي يوجد فيها المواطنون البريطانيون في تلك المناطق».
وقال جاك عندما سألته بي بي سي عن السبب الذي يجب من أجله أن تساعده الحكومة البريطانية «لا أريد من أي أحد أن يساعدني».
وأضاف: «إنني أموت من البرد هنا في الحبس، حتى يقرر شخص ما أنه من الأسهل، بالنسبة إليه، أن يقتلني».