أكّد وزير الخارجية والمغتربين رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل حفل إطلاق «بلدية الظلّ» لمدينة جبيل خلال احتفال أقيم في مجمع «أوريزون» السياحي في حبوب – جبيل.
«أنّ لبنان اليوم ومن خلال قانون الانتخابات الجديد حرّر صوت اللبنانيين وعلى اللبنانيين اليوم الانكباب من أجل تحرير اللبناني من حاجته وعوزه وتنمية الاقتصاد وخلق حالة ازدهار حقيقية في البلد تسمح للمواطن الانسان أن يأخذ بعده الحقيقي لا ان يصبح اداة انتخابية كما تحول وللأسف عن قصد في نظامنا السياسي لان يكون مادة ابتزاز لأنّه دائماً بحاجة لإعطائه حقّه».
وصرّح باسيل في كلمته: «إنّنا اليوم في لحظة مهمة جداً لجبيل وللقائمين بهذا المشروع لأنّ ما تقومون به ليس شيئاً عادياً. صحيح أنّ بلديات الظلّ موجودة في دول كبرى تتمتع بثقافة الديمقراطية، ومن الطبيعي ان تهاجموا على ما تقومون به لأنكم لستم اناس عاديين ولا جبيل كذلك، فما تقومون به هو عمل استثنائي تستحقون التهنئة عليه».
أضاف: «وجودي اليوم بينكم وبالتأكيد كـ»تيار وطني حر»، ونحن نقدم أنفسنا للناس بأنّنا تيار وليس حزب، لذلك لا نخجل بدعم مجموعة من الشباب ينتمون اليه او لا ينتمون ولكن لديهم افكار ايجابية. فالتيار يتسع للكل وعابر للمناطق والطوائف وفكرنا اوسع من لبنان. نحن مشرقيون ومع المغتربين اللبنانيين المنتشرين في انحاء العالم نحن عالميون. لذلك من الطبيعي عندما يكون التيار منتشر في كل ارجاء العالم ان يكون في جبيل داعما فكرة ايجابية لهذه المدينة، خصوصا ان من ركائز عمله العمل البلدي ونظامنا الجديد قائم على امور اربعة والعمل البلدي احدها وسبق لنا ان نظمنا مؤتمرا للبلديات سيتكرر سنويا وتكلمنا فيه عن البلدية الشعبية وما تقومون به اليوم هو جزء منه ومن الطبيعي ايضا ان نكون من الداعمين له».
وتابع: «يوم قرّر «التيار الوطني الحر» في مدينة جبيل عدم الدخول الى المجلس البلدي او القيام بمعركة انتخابية بلدية قلتم انكم ستكونون جاهزين للمرحلة المقبلة وكان جوابي لكم ان كثيرين يقولون الكلام ذاته فغدا تنتهي حماوة المعركة وتستفيقون في الاشهر الستة الاخيرة من ولاية المجالس البلدية فكان جوابكم عكس ذلك واليوم تثبتون انكم كنتم على الوعد وتريدون المساهمة في مدينتكم بشيء لم تستطيعوا المساهمة به من داخل المجلس البلدي، فأردتم المساهمة بطريقة راقية من خارجه. لذلك، انا اليوم معكم بغض النظر عن كيفية فهم توقيت ذلك، فشاءت الظروف ان تكونوا اليوم وبعد سنة من الانتخابات البلدية في جهوزية للاعلان عن هذا المشروع، لذلك نحن الى جانبكم لتشجيعكم ودعمكم ضمن رؤيتنا للعمل البلدي والوقوف الى جانب اول تجربة «بلدية ظل». ونطلب من الجميع أن يكونوا على مثالكم في هذا المشروع الذي لا يمكن ان يكون الا ايجابيا لانه في الحد الادنى يحفز من هو في السلطة على المزيد من العمل عندما يشعر ان هناك من يراقبه وينافسه ويحاسبه. ونجاحكم يتوقف عليكم فيجب اولا ان تكونوا جديين في ظل عدم وجود ادوات بين ايديكم لا مال ولا مركز ولا تفرغ، لذلك لا تستطيعون التعويض عن كل هذه النواقص في المنافسة الا من خلال الجدية والمتابعة والمثابرة. وثانيا المطلوب منكم هو التحسين وان تساهموا مساهمة الى الامام وثالثا الايجابية في كل فكرة وفي كل عمل فالتيار الوطني الحر لا يمكن ان يرتبط اسمه الا بالخير في كل ما يقوم به ويقدمه للمجتمع، نحن نهاجم على ما نقوم به ولكن لا نهاجم اي شيء ايجابي يحصل في البلد».
وقال: «بلدية جبيل اليوم تعمل بغض النظر عن أي تقييم لعملها وعليكم انتم عمل اضافي في التحفيز والافكار وبأيّ شيء آخر لأن الموضوعية ومحبتكم لمدينتكم تقتضي منكم ان تكونوا ايجابيين في عملكم لكي تجعلوا ابناء هذه المدينة يحبونها ويؤمنون بها اكثر وحتى انتقادكم يجب ان يكون ايجابيا لما فيه مصلحة تقدم المدينة وهذه هي تجربتنا في لبنان في كل عمل وكل سلطة البعض يكون راضيا والبعض الآخر غير راض عن عملها».
وتابع: «التحدي الأكبر الذي نعيشه اليوم في لبنان هو الشعبوية وما يرافقها من تشويه للحقيقة وهذا الشيء ممنوع عليكم الوقوع فيه كي لا تقعوا الوقعة الكبرى. فالحقيقة عندما تكون الى جانبكم هي التي تنتصر في النهاية وتظهر للجميع. والشيء الطبيعي، الذي ليست جبيل وبلديتها مسؤولة وحدها عنه هو المشكلة التي يعاني منها كل المجتمع اللبناني وكل البلديات والبلد وهي اولويات الاهتمام في كيفية النظر الى النجاح وتقييمه، واكبر البرهان امامنا موضوع الكهرباء: فتخيلوا السواد الذي نعيشه حيث البعض لا يريد ان نؤمن الكهرباء للمواطنين والحجة دائما موجودة. لذلك عليكم انتم بما تريدون القيام به ان تعطوا المثل المعاكس، فإذا كان هناك من فكرة مطروحة عليكم التفكير في كيفية تطويرها وتحسينها وليس هدمها، لأن المنافسة دائما تكون بين فكرتين. في جبيل تعيشون مشكلة موجودة في كل بلديات لبنان هناك فوق الارض وتحتها».
وتحدث باسيل عن التجربة التي عاشها في مدينته البترون لناحية «تأمين البنى التحتية للمدينة»، لافتا الى «الانجازات التي تحققت في البترون والى ما تحتاجه مدينة جبيل من مشاريع انمائية»، داعيا الى «اهمية النظر الى الاولوية في العمل لما فيه مصلحة ابناء المدينة».
وأكّد أنّه «بالمثابرة نستطيع اثبات الجدية في العمل»، لافتا الى ان «مدينة جبيل قيمتها بإنسانها وبالحضارة التي تحملها ليس فقط للبنان بل للعالم».
واعتبر أن «القوة هي في الحفاظ على هذه القيم»، مشدّداً على «ضرورة إعطاء الاهمية لكل الامور الحياتية والانمائية والسياحية للمدينة».
ودعا أعضاء بلدية الظلّ «للتطلع الى نهار جبيل التي اعطت الضوء للتاريخ وللحضارة»، آملا «ان يكون النجاح في العمل عبرة لكل البلديات في لبنان لكي تحذو حذوكم في هذا النوع من العمل الذي يجعل التكامل فعليا والذي يضعنا امام حقيقة التحدي لما لجبيل من حضارة وتاريخ ونجاح بعملها البلدي او بالاخفاقات التي تعرفونها اكثر من غيركم ولأن هذا التحدي على هذا المستوى الكبير فشلكم لا يطالكم وحدكم بل يطال الفكرة في لبنان».
وقال: «نحن في هذا التحدي الذي اعلنتموه اليوم سنحاسبكم اذا ما فشلتم في هذه التجربة، لأن هذه الفكرة ليست ملككم بل ملك الفكرة الاكبر التي من المفترض ان تحسن العمل البلدي ليس فقط في جبيل».
أضاف: «نحن نعلم كم ان السلطة المركزية اخذت دور الادارات المحلية ونطالب هذه الادارات بتعزيز صلاحياتها اكثر وان تكون نواة التنمية المحلية ولكن في الوقت ذاته كثر من اصحاب القرار السياسي وعن حق اعتبروا ان البلديات تحولت الى امبراطوريات عندما يفضل الانسان ان يكون رئيسا للبلدية على اي مركز آخر لان قدرته على العمل التنفيذي منبثق من سلطة منتخبة ولديها الشرعية الشعبية تكسبه هاتان الصفتان الصفة الموجودة لدى النائب وصفة التنفيذ الموجودة لدى الوزير وهذه هي عظمة البلديات. اما انتم اليوم لا تملكون ايا منها. لذلك عملكم اصعب بكثر من اجل الوصول الى مرتبة التنافس الايجابي وهذا هو التحدي الاكبر امامكم حيث تقع المسؤولية عليكم في الاضاءة على ما هو جيد وتصحيح السيء، عندها تنجحون في دوركم، وتدفعون كل البلديات لأن يكون في وجهها محاسبة ومساءلة. ولذلك انا اقول انني مع المجتمع المدني بغض النظر عن تصرفاته لانه اداة تحفيز لمن هم في موقع المسوؤلية من اجل الافضل».
وقال: «نحن اليوم في الحكومة المركزية امام هذا التحدي، لأننا اعطينا لبنان الحرية والسيادة والاستقلال وحررنا ارضه وقراره على مستوى السلطة المركزية. واليوم من خلال قانون الانتخابات الجديد حررنا صوت اللبنانيين وعلينا اليوم الانكباب من اجل تحرير اللبناني من حاجته وعوزه وتنمية الاقتصاد وخلق حالة ازدهار حقيقية في البلد تسمح للمواطن الانسان ان يأخذ بعده الحقيقي لا ان يصبح اداة انتخابية كما تحول وللاسف عن قصد في نظامنا السياسي لان يكون مادة ابتزاز لانه دائما بحاجة لاعطائه حقه، وهذا هو العمل الحقيقي الذي علينا ان ننجح فيه وان نقول للمواطن اللبناني بعدما تحقق كل ذلك انه لا يمكن ان يكون لدينا اقتصاد حر ان لم يكن لدينا حرية قرار».
وإذ اعلن باسيل ان «مشاريع كثيرة ستكون سمة المرحلة المقبلة»، قال: «هذا شيء جيد ان نبدأ بتأمين الحياة الكريمة للبنانيين التي هي حق لهم علينا».
وختم متوجها للاعضاء بالقول: «ما قمتم به عمل جريء ونحن نفتخر بكم. وهذه الجرأة يلزمها فعل على قدرها والا تسقطون في عملكم ونحن لا نعرفكم الا ناجحون».

Loading

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com