بعدما غزت التكنولوجيا جميع نواحي الحياة بدأ العلماء في استغلالها في المجال الطبي بهدف تسخيرها لطوير العقاقير الطبية وعلاج المرضى بطرق أفضل في ظل هذا التطور الهائل.
من هذا المنطلق قام الباحثون في تطوير جوانب مختلفة من الطب مثل جمع المعلومات وتطبيق الأبحاث والعلاجات وحتى تعزيز التواصل ما بين الباحثين والأطباء وغيرها.
ومن أهم الجوانب التي ساعدت من خلالها التكنولوجيا في تحسين المجال الطبي والصحي. هو استغلالها في تشخيص وعلاج الأورام السرطانية.
فينما أصبح الإنترنت المصدر الرئيسي للمعلومات الطبية، صار بالإمكان انتشار المواقع الطبية باللغات المختلفة والتي تساهم في رفع الوعي ونشره حول الطب والصحة، إذ أصبح بالإمكان الحصول على المعلومات الطبية الموثوقة من خلال الإنترنت بسهولة دون التحرك من مكان إلى آخر وبدون الرجوع إلى الأرشيف الورقي، بل كل هذا صار متاحاً عبر أنظمة الحواسيب.
وصار بإمكان مقدمي خدمات الرعاية الصحية الوصول إلى المرضى بسهولة: ويتم ذلك عن طريق استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت كبرى المستشفيات العالمية تستخدم هذه المواقع للتواصل مع مرضاها وحتى الإجابة عن استفساراتهم وأسئلتهم بالإضافة إلى محاولتها لنشر الوعي حول القضايا الصحية الهامة.
غير أن التكنولوجيا ساعدت في تقديم علاجات أفضل والتقليل من المعاناة في الوقت نفسه: إذ تمكنت التكنولوجيا من توفير الات جديدة وعقاقير طبية ساعدت في حماية العديد من الأشخاص وحسنت من فرص علاجهم، ليس هذا وحسب، بل استطاعت التكنولوجيا تحسين الأبحاث والدراسات العلمية لجعل الرعاية الصحية أكثر كفاءة. وحسنت من رعاية المرضى وكفاءة العاملين في القطاع الصحي: فوفّرت طرق لحفظ التاريخ الطبي لجميع المرضى، الأمر الذي سهل انتقاله ما بين الأطباء وعدم ضياعه، بهدف تحسين الرعاية الطبية لهم وزيادة كفاءة عمل العاملين في هذا القطاع. كما بالإمكان استخدام هذه المعلومات لاستغلالها في أبحاث ودراسات علمية تصب في هدف إيجاد علاجات واكتشافات في المجال الطبي.
غير أنها سهّلت التواصل بين الأطباء حيث إن تواجد الجميع على شبكات الإنترنت سهل التواصل فيما بينهم، إذ لم يعد من الضروري أن يتوجه المريض إلى العيادة والإنتظار مطولاً لاستشارة الطبيب، بل بإمكانهم استشارته الان عن طريق الولوج إلى الإنترنت.
يتمكن الأطباء والعاملين في القطاع الصحي من تحديث معلوماتهم باستمرار والتواصل مع جميع الباحثين والأطباء لتبادل المعلومات بسهولة.
التنبوء بانتشار بعض الأمراض: حيث وفر الإنترنت والتكنولوجيا طرق تساعد الباحثين والعلماء في توقع الفترات التي من شأنها أن تشهد انتشارا كبيراً لبعض أنواع الأمراض والتحضير لمواجهتها بوقت أبكر من أجل تقليل الخسائر قدر المستطاع.
ولا تتوقف أهمية التكنولوجيا هذا الحدّ، بل قد يكون تسخيرها بهدف تطوير أعضاء لجسم الإنسان من أهم الجوانب التي تدخل فيها التكنولوجيا في الطب.
فالتكنولوجيا ساعدت الأطباء في زراعة أطراف صناعية لبعض المرضى، كما يقوم الباحثون في الوقت الحالي ببحث فرص استخدام التكنولوجيا بديلاً عن التبرع بالأعضاء بهدف حماية العديد من الأرواح، فهل سيتمكن الباحثون من القيام بذلك؟.