في هذا الأسبوع سلطت جريدة «مصرنا اليوم» الأضواء حول تحليل لما حدث من حادث أليم مشؤورم حلَّ بجمهورية مصر العربية.
فلقد أشارت تقارير محلية تم جمعها من شهود عيان ومسؤولين أمنيين أن المجزرة التي ارتكبها إرهابيون في مسجد الروضة في مدينة بئر العبد شمالي سيناء، تم الإعداد لها بحيث تحصد أكبر عدد من الأرواح.
فبينما كان المسجد مكتظا بالمصلين، ومع بداية خطبة الجمعة، دخل مسلحون من جميع الأبواب وألقوا بعبوات ناسفة قبل أن يمطروا المصلين بوابل من النيران، بحسب شهود عيان ووسائل إعلام محلية.
وذكر الشهود أن مسلحين يترواح عددهم ما بين 15 و20 عنصرا قدموا إلى المنطقة على متن 4 سيارات رباعية الدفع، وقد حرصوا بعد قتل المصلين على انتظار سيارات الإسعاف ليفتحوا عليها النار أيضا.
وأطلق المسلحون الرصاص على الفارين من المجزرة خارج المسجد، وأشعلوا النيران في بعض السيارات التي كانت موجودة في المكان.
وقالت النيابة العامة المصرية إن عدد القتلى ارتفع إلى 235، فيما أصيب عشرات آخرون، في آخر حصيلة رسمية.
وأفادت مصادر أمنية أن الضحايا بينهم جنود لكن معظمهم من المدنيين.
وفي وقت لاحق، نشرت الصحف المصرية خبراً يفيد بأن سلاح الجو المصري قام بتنفيذ غارة جوية باستخدام طائرتين من دون طيار على سيارتين رباعيتا الدفع تقل 15 مسلحا شاركوا في الهجوم، وتسفر عن مقتلهم جميعا.
كما نشرت الصحف المصرية أيضاً قامت قوات الجيش بتمشيط موقع الحادث والمنطقة الصحراوية لقرية الروضة، لتضييق الخناق على العناصر المتوقع تواجدها لتقديم الدعم لمرتكبي الحادث.
غير أن مصدر أمني أكد وصول تعزيزات عسكرية لمنطقة الروضة غرب مدينة العريش، وإغلاق الطريق الدولي العريش- بئر العبد، لضبط منفذي التفجير.
كما قامت قوات الأمن بوقف حركة السير على طريق العريش القنطرة، وإعلان حالة الطوارئ ورفع درجة الاستعداد بمحافظتي شمال سيناء وجنوب سيناء.
تحليل
إن ما حدث من هجوم إرهابي يندى له الجبين، فهو هجوم خسيس من جبناء غير عارفين الحق.
ولكن ما الذي يجعلهم ينفذون هجومهم في المساجد ومع مسلمين هذه المرة؟ هل هم متخلفون عقلياً أم هم تنظيم منظم يعرف ماذا يفعل ويقوم بالتنفيذ بعد تخطيط وتمحيص وتدبير جيد؟.
بالتأكيد هم يعلمون ماذا يفعلون، وبالتالي فهم أناس مدبرون لقتل مسلمون مثلهم من نفس ديانتهم.. ولكن لماذا فعلوا ذلك؟ فهل المسلم يقتل المسلم؟
بحسب معرفتي بالإسلام لا يحلّ لمسلم أن يسفك دم مسلم إلا بالحق.
فهل هو حق أن يدخل مسلحون إلى الجامع على مسلمين مدنيين وينهالون عليهم بالأسلحة النارية وهالمسلمون المصلون لا حول لهم ولا قوة؟
هل هذا عدلا؟ بالتأكيد لا.
ويبقى السؤال ما الذي يجعل مسلمون يقتلون مسلمين؟
إن الفكرة التي وصلت إلى ذهني هي أنهم «الدواعش» أحيانا يكون تفكيرهم أن يقتلوا بعض المسلمين وسيكنون شهداء لأنهم كباش فدى ولكنهم سيذهبون إلى الجنة، وبهذه الطريقة يكونون قد نفذوا مأربهم أن يستفذوا الحكومة وربما ليسيطروا على مصر بالكامل.
فهم أصحاب مبدأ «الضرورات تبيح المحظورات» فليس عندهم أي مانع أن يضحوا بأي إنسان من أي نوع أو جنس أو دين لكي يصلوا إلى ما يصبون إليه من سلطة، أي أن أهدافهم سياسية من الدرجة الأولى ولكنها تحت ستار ديني.
أما عن ما تنشره الصحف المصرية فور وقوع الحادث ففي رأيي أنه مجرد نشر لخبر قد يكون بعيد عن الحقيقة ولكنهم ينشرونه لحفظ ماء الوجه أمام الدول العربية، ولا أعلم مدى مصداقية الخبر من عدمه وهل فعلا تم القضاء على أولئك الإرهابيين في سيناء أم لا.