قال فيليب لوي رئيس البنك المركزي الاسترالي أن الوتيرة السريعة للنمو السكاني خلال العقد الماضي أعاد لأستراليا حيويتها وشبابها. وساعدت في تمهيد الطريق للازدهار المستقبلي للبلاد.
ووفقاً لمكتب الإحصاءات الاسترالي، بلغ عدد سكان استراليا 25 مليون، مما أثار المزيد من الجدل حول إيجابيات وسلبيات السكان الذين يرتفعون بسرعة.
ولقد عزا رئيس البنك المركزي النمو السكاني القوي لأستراليا، مقارنة بأقرانه في العالم المتقدم، كأحد أسباب تفوّق اقتصاد استراليا في الأداء خلال العقد الماضي. وبينما ارتفعت الزيادة السكانية خلال العقد الماضي إلى متوسط 1.7 في المائة، سجلت معظم الاقتصادات المتقدمة الأخرى معدلات تقل عن 1 في المائة.
حيث شهدت بلدان مثل ألمانيا واليابان واليونان ركودًا أو هبوطًا في عدد السكان.
وقال الدكتور لوي في تصريحات معدلة لمؤتمر مؤسسة أنيكا السنوي في سيدني: «إن هذا فارق مهم، حيث كان النمو السكاني السريع في أستراليا أحد الأسباب التي جعلت اقتصادنا يتمتع بمعدلات نمو أعلى من العديد من الاقتصادات المتقدمة الأخرى». دورًا كبيرًا في دفع عدد السكان في الآونة الأخيرة ، مما يضيف حوالي 1٪ سنويًا، مع وجود نسبة 0.7٪ من الزيادات الطبيعية. ويذكر الدكتور لوي أن العمال القادمين إلى أستراليا في سن صغيرة نسبياً، لديهم الدوافع القوية للإنتاج والعمل بكد وحماس وهم في منتصف أعمارهم.
وقد صرّح الدكتور لوي: «أدى تدفق هؤلاء الشباب المهاجرين إلى خفض معدل شيخوخة السكان بشكل كبير في أستراليا».
وقال الدكتور لوي: «إن العديد من الدول تشعر بالقلق إزاء ديناميكياتها السكانية وقوتها العاملة ومعدلات الإعالة العمرية التي ترتفع بشكل سريع». «نحن أيضًا بحاجة إلى مراقبة هذه القضايا، لكننا في وضع أفضل من غيرنا.»
إن كيفية تمويل الدعم لنسبة متزايدة من المواطنين الأكبر سنا الذين يعتمدون على قاعدة ضرائب الدخل المتضائلة هو تحد رئيسي لصانعي السياسة في جميع أنحاء العالم المتقدم.
وأضلف لوي إن نسبة كبار السن (65 سنة وأكثر) إلى الأستراليين في سن العمل آخذة في الارتفاع، ولكن بسرعة أقل من معظم البلدان الأخرى.
إن النسبة بين الاقتصادات المتقدمة ومعدل الخصوبة المرتفع «يعني أن نسبة الإعالة من المتوقع أن تقل من أي مكان آخر على الجيل القادم».
لقد غيرت الحركة إلى أستراليا لأعداد كبيرة من الشباب على مدى العقد الماضي شكلنا الديموغرافي في وهذا له آثاره على النمو الاقتصادي في المستقبل والضغوط على الميزانيات الحكومية».
وقال «نحن في وضع أفضل من العديد من الدول الأخرى».
ولقد أدى النمو السكاني إلى الازدهار العام في البلاد، كما يقول الاقتصاديون، لكنها وضعت أيضا ضغوطا متزايدة على البنية التحتية ومستويات المعيشة، خاصة في المدن الكبرى مثل سيدني وملبورن.
واعترف الدكتور لوي ببعض «الضغوط» المرتبطة بالوتيرة السريعة الأخيرة للنمو السكاني، وأن التأثيرات على الاقتصاد والمجتمع الأستراليين كانت «معقدة».
وأشار إلى أن صناع السياسة الأستراليين «كانوا بطيئين» في الاستجابة للضغوط الإضافية للنمو السكاني، لكن الزيادة الأخيرة في الاستثمار في الإسكان والبنى التحتية «ستخفف من الضغوط نسبياً».
وقال الدكتور لوي: «هذا التعديل البطيء هو أحد العوامل التي ساهمت في الزيادات الكبيرة في أسعار المساكن في بعض مدننا في الآونة الأخيرة». «على الرغم من ذلك، فقد تم الآن إجراء التعديل، مع نمو في عدد المساكن التي تفوق نمو السكان على مدى السنوات الأربع الماضية».
كما أوضح الدكتور لوي كيفية عمل الأستراليين لفترة أطول، وتعزيز نسبة كبار السن من العمال وجعلنا «في وضع أفضل للتعامل مع شيخوخة السكان أكثر من معظم الاقتصادات المتقدمة الأخرى». واختتم الدكتور لوي بالقول: «إن ما يقرب من واحد من كل خمسة موظفين يبلغ من العمر أكثر من 55 عاما، مقابل أقل من واحد من كل 10 في الثمانينات والتسعينات».