اضطراب الشخصية الانعزالية هو أحد اضطرابات الشخصية والذي يتميز بإنعدام الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية، والتوجه نحو نمط حياة يتسم بالانفرادية، والسرية، والبرود العاطفي واللامبالاة. وقد يكون الأفراد المصابون بهذا الاضطراب غير قادرين على تكوين علاقات حميمة مع الآخرين، كما يظهر عليهم أنهم يعيشون في ذواتهم وفي عالمهم الخيالي الداخلي بشكل حصري.
اضطراب الشخصية الإنعزالية ليس هو نفسه انفصام الشخصية أو اضطراب الشخصية الانفصامية. ولكن هناك بعض الأدلة على بعض الروابط والمخاطر الجينية المشتركة فيما بين اضطراب الشخصية الانعزالية وغيرها من اضطرابات الشخصية (مجموعة أ) والفصام. وهكذا يُعتقد أن اضطراب الشخصية الانعزالية هو ضمن طيف اضطراب الفصام «.
يرى النقاد أن تعريف اضطراب الشخصية الانعزالية يعتبر معيبا وذلك بسبب التحيز الثقافي، وأنه لا يشكل اضطراب عقلي ولكنه ببساطة أسلوب تعلق تجنبي يتطلب تواصل عاطفي أكثر بعدا. وإذا كان هذا صحيحا، فإن العديد من ردود الأفعال ذات الإشكالية التي يظهرها الأفراد المصابون في المواقف الاجتماعية قد تكون (جزئيا) بسبب الأحكام التي تصدر عادة على الأشخاص المصابون بهذا النمط. ومع ذلك، فمن المهم أن نلاحظ أن الضعف (فشل الوظيفة) هو أمر لازم لأي سلوك من أجل تشخيصه باعتباره اضطراب الشخصية . وفما يبدو أن اضطراب الشخصية الانعزالية تفي بهذا المعيار لأن الاضطراب مرتبط بنتائج سلبية. ووالتي تشمل وجودة حياة ضعيفة إلى حد كبير، ودرجات أقل في التقييم العالمي للأداء، وواحدة من أدنى مستويات «نجاح الحياة» بين كل اضطرابات الشخصية.
اضطراب الشخصية الإنعزالية هو اضطراب ضعيف الدراسة وهناك القليل من البيانات السريرية عليه لأنه نادرا ما يوجد في البيئات السريرية. ولم يتم بعد التحقق من فعالية العلاج النفسي والعلاج الدوائي للاضطراب بشكل تجريبي ومنهجي.

العلامات والأعراض

الشخص الذين يعاني من اضطراب الشخصية الإنعزالية هو غالبا ما يكون شخص معزول، بارد، وغير مبال، مما يسبب صعوبة تفاعلية بينه وبين غيره. ومعظم الأفراد الذين تم تشخيصهم باضطراب الشخصية الإنعزالية لديهم صعوبة في إقامة علاقات شخصية أو حتي التعبير عن مشاعرهم بشكل ذو معني. وقد يظل المصاب سلبيا في مواجهة الأوضاع الغير مقبولة. وقد يكون اتصاله مع الآخرين غير مبال لكنه مهذب في ذات الوقت. وبسبب عدم وجود تواصل هادف مع الآخرين، فإن الشخص المصاب ليس لديه القدرة على تطوير انطباعات دقيقة عن مدى اقترابه من الآخرين.
تُواجه أنواع الشخصية الإنعزالية لتحقيق الوعي الذاتي والقدرة على تقييم تأثير سلوكياتهم وردود أفعالهم في المواقف الاجتماعية. ويشير رونالد لينغ (Ronald Laing) إلى أنه عندما لا يتم إثراء الشخص عن طريق الحقن بالواقعية من الأفراد المحيطين، تصبح الصورة الذاتية لديه فارغة ومتطايرة على نحو متزايد، الأمر الذي يقود الشخص للشعور بأنه غير حقيقي.
عندما تنتهك المساحة الشخصية لأحد الأفراد، فإنه يشعر بالإختناق ويشعر بالحاجة إلى تحرير نفسه والحاجة للاستقلال. أما الشخص المصاب باضطراب الشخصية الإنعزالية فيميل إلى أن يكون أكثر سعادة عندما يكون في علاقة مع شريك يطلب منه مطالب عاطفية أو حميمة أقل. ليس لأن المصابين يريدون تجنب الناس على هذا النحو، ولكن لأنهم يتجنبون العواطف السلبية والإيجابية علي حد سواء، كما يتجنبون العلاقة الحميمة العاطفية، والكشف أو المصارحة الذاتية.
وهذا يعني أنه من الممكن للأفراد المصابين باضطراب الشخصية الإنعزالية تكوين علاقات مع الآخرين على أساس أنشطة فكرية أو بدنية أو عائلية أو مهنية أو ترفيهية طالما أن هذه الارتباطات لا تتطلب أو تتطلب احتياجيات في حميمة أو عاطفية وهذا ما يرفضه المصابين. ويشرح دونالد وينيكوت ( Donald Winnicott ) هذه الحاجة لتعديل التفاعل العاطفي بالقول أن الأفراد المصابين باضطراب الشخصية الإنعزالية «يفضلون إقامة العلاقات استنادا إلي شروطهم الخاصة وليس استنادا إلي حوافز واحتياجات الآخرين». وإذا لم يتمكنوا من تحقيق ذلك، فهم يفضلون العزلة.
على الرغم من أن هناك اعتقادا بأن المصابين باضطراب الشخصية الإنعزالية راضين وغير مدركين لمشاعرهم، وإلي أن كثير منهم يدرك اختلافه عن الآخرين. يقول بعض المصابون الذين يعانون من اضطراب الشخصية الإنعزالية وهو في العلاج أن: «الحياة تمر بهم» أو أنهم يشعرون وكأنهم يعيشون في محارة (مكان معزول)؛ ويرون أنفسهم كما لو أنهم «فوتوا الحافلة» ويشكون من مراقبتهم للحياة من مسافة بعيدة. ووفقا لهارون بيك وفريمان، فإن «المرضى الذين يعانون من اضطرابات الشخصية الإنعزالية يعتبرون أنفسهم مراقِبين، بدلا من كونهم مشاركين في العالم من حولهم».
وهناك تكهنات بأن اضطراب الشخصية الإنعزالية قد يكون له علاقات بالإبداع.

الإنعزالي السري

يُظهر العديد من الأفراد المصابين بالانعزالية شخصية تفاعلية جذابة تتناقض مع السمات الملحوظة التي أكدها الدليل التشخيصي والإحصائي (DSM-5) والتصنيف الدولي للأمراض في تعريف الشخصية الإنعزالية. وقد صنف كلاين هؤلاء الأفراد بأنهم «انعزاليون بشكل سري»، فهم يقدمون أنفسهم علي أنهم متاحون اجتماعيا، ومهتمون، ومشاركون في التفاعل ولكنهم لا يزالون منسحبون عاطفيا ومعزلون في داخلهم ضمن العالم الداخلي الخاص بهم.
يعتبر الانسحاب أو الانفصال عن العالم الخارجي سمة مميزة من سمات الأمراض الإنعزالية، ولكن هذه السمة قد تظهر إما في شكل «كلاسيكي» أو في شكل «سري». فالكلاسيكي يطابق الوصف النموذجي للشخصية الإنعزالة الموجود في الدليل التشخيصي، ومع ذلك، فكما في كثير من الأحيان فهي حالة داخلية خفية، ولذلك حذر كلاين من أنه لا ينبغي أن يفوت الطبيب تحديد المريض الإنعزالي لأنه لم يرى انسحاب المريض من خلال تفاعل المريض الدفاعي والتعويضي مع الواقع الخارجي. ويقترح كلاين بأن الطبيب يحتاج فقط إلى أن يسأل المريض ما هي تجربته الذاتية من أجل الكشف عن وجود رفض إنعزالي للعلاقات الحميمة والعاطفية.
تم تمييز أوصاف الشخصية الإنعزالية «المخفية» وراء مظهر خارجي من الانخراط العاطفي وذلك منذ عام 1940 مع وصف فيربايرن (Fairbairn) «للإنعزالية الاستعراضية»، حيث يستطيع المصاب التعبير عن قدر كبير من الشعور والتظاهر بما يمكن أن يعتبر تواصل اجتماعي مثير للإعجاب ولكنه في الواقع لا يعطي شيئا ولا يفقد شيئا. لأنه فقط «لعب الدور»، لكن شخصيته الحقيقية لم تشارك. ووفقا لفيربايرن، فإن الشخص يتبرأ من الجزء الذي يلعب به، وبالتالي فإنه يسعى للحفاظ على شخصيته سليمة وبعيدة عن الحل التوفيقي. وهناك إشارات أخرى إلى الإنعزال السري من قبل مسعود خان، جيفري سينفيلد وفيليب مانفيلد، الذين قدموا وصفا للمصاب باضطراب الشخصية الإنعزالية والذي يتمتع «فعلا» بأمور الخطابة والتحدث للحشود ولكنه يواجه صعوبة كبيرة في فترات الراحة عندما يحاول أعضاء الحشد الانخراط به عاطفيا. وهذه الإشارات توضح المشاكل التي ينطوي عليها الاعتماد بشكل فردي على السلوك الخارجي الملحوظ أثناء تقييم وجود اضطرابات شخصية في بعض الأفراد.

خيال الإنعزالي

الاعتماد المرضي على التخيل والانشغال بالخبرة الداخلية غالبا ما يكون جزءا من الانسحاب الإنعزالي عن العالم. وهكذا يصبح الخيال عنصرا أساسيا من عناصر الذات أثناء الإغتراب، على الرغم من أن التخيل في الأفراد الإنعزاليين هو أمر أكثر تعقيدا بكثير من مجرد كونه وسيلة لتسهيل الانسحاب.
يمثل الخيال أيضا علاقة (بالوكالة) مع العالم الخارجي ومع الآخرين. فهو علاقة بديلة، ولكنها مع ذلك تتميز بآليات دفاعية وتعويضية مثالية. وهذا بدوره يمثل احتواء ذاتي وخلو من المخاطر والقلق المصاحب للارتباطات العاطفية مع الأشخاص والحالات الحقيقية. ويوضح كلاين ذلك بأنه «تعبير عن الذات التي تكافح من أجل الاتصال بالأشياء، وإن كانت أشياء داخلية، فالخيال يسمح للمرضى الإنعزاليين بأن يشعروا بالارتباط، وفي الوقت ذاته فإنهم لا يزالون خاليين من السجن في العلاقات، فباختصار، يمكّن الخيال المصاب من التعلق (بالأشياء الداخلية) والحرية من التعلق في الوقت ذاته». وهذا الجانب من اضطراب الإنعزالية تم تفصيله باستفاضة في أعمال لينغ، وينيكوت، و كلاين.
جنسية الإنعزالي[عدل] أحيانا ما يكون المصابون باضطراب الشخصية الإنعزالية غير مبالين جنسيا، وعلى الرغم من ذلك فهم لا يعانون عادة من انعدام الشهوة. وقد يسبب تفضيلهم للبقاء وحدهم وانفصالهم في أن تكون حاجتهم للجنس أقل من أولئك الذين ليس لديهم اضطراب الشخصية الإنعزالية. فالجنس غالبا ما يجعل الأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية الإنعزالية يشعرون بأن مساحتهم الشخصية الخاصة قد تم انتهاكها، ويشعرون عادة أن الاستمناء أو الامتناع الجنسي هو الحل الأمثل لتجنب التقارب العاطفي المجبرون عليه أثناء ممارسة الجنس. والتوسع الكبير في هذه الصورة يمثل استثناءات ملحوظة لأفراد مصابون بالاضطراب وينخرطون في أنشطة جنسية أحيانا أو حتى بشكل متكرر مع الآخرين.
يصف هاري غونتريب «العلاقة الجنسية السرية» والتي تظهر في بعض الأفراد الإنعزاليين المتزوجين كمحاولة لتقليل قدر الحميمة العاطفية التي ترتكز في علاقة واحدة، وعلى العكس من ذلك، فقد يقصر المريض العلاقة (أكثر أو أقل) علي مجرد الاتصالات الجنسية دون تبادل الخبرات الأخرى مع الشريك». وقد نشر جيفري سينفيلد، أستاذ العمل الاجتماعي في جامعة نيويورك، مجلدا عن اضطراب الشخصية الإنعزالية، يوضح تفاصيل عن «الجوع الإنعزالي» الذي قد يظهر كنشاط جنسي. وقدم سينفيلد مثالا على امرأة مصابة بالاضطراب تحضر سرا للعديد من الحانات للقاء رجال بغرض الحصول على إشباع جنسي، وهو عمل يخفف من مشاعر الجوع والفراغ.
يصف سلمان أختر هذا التفاعل الديناميكي بين الجنسية السرية مقابل الدوافع السرية لبعض المصابين بمزيد من الدقة. وبدلا من اتباع الاقتراح الضيق بأن الأفراد المصابين بالإنعزالية هم إما جنسيين أو لاجنسيين، فإن أختر يوحي بأن كلا من هذه القوى قد توجد في الفرد على الرغم من أهدافهما المتناقضة نوعا ما. لذا يجب أن تتضمن الصورة السريرية الدقيقة عن الحياة الجنسية الفصامية علامات علنية: «لاجنسي، في بعض الأحيان أعزب، خالي من الرغبات والاهتمامات الرومانسية؛ ينفر من القيل والقال الجنسي»، فضلا عن مظاهر سرية محتملة مثل «اهتمامات سرية بالإباحية. التعرضية لهوس العشق، والميل نحو الانحرافات» وعلى الرغم من ذلك، فليس بالضرورة أن تنطبق هذه الصورة على جميع المصابين.

الأسباب

تشير بعض الدلائل إلى أن اضطرابات الشخصية في (المجموعة أ) تتقاسم العوامل والمخاطر الجينية والبيئية، وهناك انتشار متزايد للاضطراب الشخصية الإنعزالية لدى أقارب الأشخاص المصابين بالفصام واضطراب الشخصية الإنفصامية. وتوحي دراسات التوأم مع الصفات الشخصية للاضطراب الإنعزالي (مثل الاجتماعية المنخفضة والحميمية المنخفضة) بأنها صفات موروثة. وإلى جانب هذه الأدلة غير المباشرة، فإن التقديرات للوراثة المباشرة تتراوح من 50-59؟. بجانب رأي سولا وولف، اللذان عملا بحثا سريريا وأعمال سريرية مع أطفال ومراهقين يعانون من أعراض الإنعزالية، بأن «الشخصية الفصامية لها أساس تكويني أسري، وربما جيني،». كما أن العلاقة بين اضطراب الشخصية الإنعزالية ونقص الوزن قد تشير أيضا إلى تدخل العوامل البيولوجية.
بشكل عام، فإن سوء التغذية قبل الولادة، والولادة المبكرة وانخفاض وزن المولود هي عوامل خطر لكون الطفل سيعاني من الاضطرابات النفسية، ويمكن أن تسهم في تطوير اضطراب الشخصية الإنعزالية. وكذلك فإن أولئك الذين عانوا من إصابات الدماغ قد يكونوت أيضا في خطر تطوير صفات تعكس اضطراب الشخصية الإنعزالية.
وقد افترض باحثون آخرون أن الكمالية المفرطة، وإهمال الأباء الغير محبين يمكن أن يلعب دورا.

معايير الدليل التشخصي

الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية هو دليل يستخدم على نطاق واسع لتشخيص الاضطرابات النفسية. ووفقا له فإن المصابين باضطراب الشخصية الإنعزالية يكونوا في كثير من الأحيان غير قادرين على التعبير عن العدوانية أو العداء، حتى عند الاستفزاز المباشر. فهؤلاء الأفراد يمكن أن يظهرون كما لو كان بهم غموض أو منجرفين تجاه أهدافهم، وحياتهم قد تبدو كما لو كانت بلا اتجاه. ويرى آخرون أنهم غير حاسمين في أفعالهم، وهم متمركزون حول ذواتهم، ومنفصلون عن أنفسهم وعن محيطهم («كما لو كانوا ليسو موجودين» أو «في حالة من الضباب»). وغالبا ما يكون عندهم أحلام يقظة مفرطة. وفي الحالات التي يزداد فيها العجر في القدرة على تكوين علاقات اجتماعية، فقد لا يكون التعارف والزواج أمرا ممكنا.
معايير التصنيف الدولي للأمراض

أدرج تصنيف الاضطرابات النفسية والسلوكية التابع للتصنيف الدولي للأمراض اضطراب الشخصية الفصامية تحت رقم ( F60.1 ).
ويتصف الاضطراب بما لا يقل عن أربعة من المعايير التالية:
البرود العاطفي، الانفصال، وتبلد المشاعر.
محدودية القدرة في التعبير عن المشاعر الإيجابية أو السلبية تجاه الآخرين.
التفضيل المستمر للأنشطة الانفرادية.
عدد قليل جدا، إن وجد، من الأصدقاء المقربين أو العلاقات الشخصية، وعدم الرغبة في ذلك.
اللامبالاة للثناء أو النقد.
القليل من الاهتمام بممارسة الجنس مع شخص آخر (مع الأخذ في الاعتبار العمر).
الحصول علي السرور من عدد قليل، إن وجد، من الأنشطة.
اللامبالاة بالمعايير والاتفاقيات الاجتماعية.
الانشغال بالخيال والتأمل.
ومن متطلبات التصنيف الدولي لتشخيص أي اضطراب شخصي معين هو أن يقابل أيضا مجموعة من المعايير العامة لاضطراب الشخصية.

معايير غونتريب

حدد رالف كلاين، المدير السريري لمعهد ماسترسون، الخصائص التسعة التالية للشخصية الإنعزالية كما وصفها هاري غونتريب:
معايير الشخصية الفصامية
الانطواء، الانسحاب، النرجسية
الاكتفاء الذاتي، الشعور بالتفوق،
فقدان التأثر والعاطفة، الشعور بالوحدة، تبدد الشخصية،
النكوص.
تُبرز الخصائص التسعة الأولى التي عبر عنها غونتريب بشكل أكثر وضوحا بعض الاختلافات الرئيسية التي توجد بين الصورة الوصفية للدليل التشخصي للاضطراب وبين العلاقة التقليدية للتحليل النفسي ونظرية العلاقة بالموضوع. جميع الخصائص التسعة متسقة داخليا. ومعظم، إن لم يكن كل، الصفات ينبغي أن تكون موجودة من أجل تشخيص اضطراب الإنعزالية.

الإنتقاد

تم اقتراح أن يمثل اضطراب الشخصية الإنعزالية اثنين من الاضطرابات الأخري. أحدهم هو اضطراب محدودية التأثر أو الشعور (ينتمي إلى اضطراب الشخصية الإنعزالية) والآخر هو اضطراب العزلة (ينتمي إلى اضطراب الشخصية التجنبية). ولذلك، دعا البعض إلى إزالة فئة اضطراب الشخصية الإنعزالية من الطبعات المستقبلية للدليل التشخيصي واستبدالها بنموذج الأبعاد.

المشاكل المرضية المشاركة

بعض الناس الذين يعانون من صفات الشخصية الإنعزالية قد تواجهم أحيانا حالات من الذهان التفاعلي القصير أثناء الضغط. وتشمل اضطرابات الشخصية التي تحدث في معظم الأحيان مع اضطراب الشخصية الإنعزالية كل من اضطراب الشخصية الإنفصامية والمرتابة والنرجسية والوسواسية والتجنبية. ويبدو أن العلاقة بين لامفرداتية (عدم القدرة على تحديد ووصف العواطف) واضطراب الشخصية الإنعزالية علاقة قوية لكنها ليست نفس الحالة.
غالبا ما ينفس الأفراد الإنعزاليون من خلال تعاطي المواد المخدرة والكحوليات وغيرها من الإدمان التي تستخدم كبديل للعلاقات الإنسانية. ويمثل بديل الأشياء الغير إنسانية عن الإنسانية قلب الدفاع الإنعزالي. ويقدم سينفيلد أمثلة عن كيفية قيام الشخص الإنعزالي بخلق علاقة شخصية مع المخدر، فينقل قول مدمن كان يسمِي الهيروين «حيوانه الأبيض المهدئ»، وأشخاص آخرين أشاروا إلى الكراك على أنه «ماما السيئة» أو «الصديق». ويوضح أنه «ليس كل المدمنين يسمون مخدرهم، ولكن هناك في كثير من الأحيان أثر شعوري شخصي بوجود علاقة مع المخدر». وتؤكد رؤية العلاقة بالموضوع أن تعاطي المخدرات وإدمان الكحول يعززان من خيال الاتحاد مع العالم الداخلي، ويمكن المدمن من أن يكون غير مبال بالعالم الخارجي. فالإدمان بالتالي هو دفاع إنعزالي وتكافلي.
يشير شارون إكليبيري إلى أن الماريجوانا قد تكون الدواء الأكثر اتساقا مع الذات بالنسبة للأفراد المصابون باضطراب الشخصية الإنعزالية لأنه يسمح لهم بحالة انفصال خيالية وبحالة من البعد عن الآخرين، ويوفر تجربة داخلية أكثر ثراء عن تلك التي تحدث في الفرد العادي، ويقلل من الشعور الداخلي بالفراغ والفشل في المشاركة في الحياة، كما أن الكحول، المتاح بسهولة والآمن للحصول عليه، هو مخدر مميز آخر لهؤلاء الأفراد، وبعضهم يستخدم الماريجوانا والكحول، ولا يرى أملا في التخلي عنهما.

Loading

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com