تم إطلاق أول قوارير لقاح COVID-19 الأسترالي الصنع من أسترازينكا يوم الأربعاء، وهو ما يمثل علامة فارقة في برنامج التطعيم في البلاد.
لكن الخبراء اتهموا هذا الأسبوع شركة الأدوية البريطانية السويدية بانتقاء البيانات الواردة في أحدث إصدار للأرقام حول فعالية اللقاح.
كما يستمر حظر استخدام اللقاح في بعض الدول الأوروبية بسبب مخاوف بشأن تجلط الدم.
فهل ينبغي أن يشعر الأستراليون بالثقة حيال تلقي التطعيم؟
أسئلة هامة حول اللقاح:
هل يسبب جلطات دموية؟
قامت وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) بالتحقيق في لقاح أسترازينكا بعد ظهور ارتباط محتمل بجلطات الدم. أصدرت الأسبوع الماضي مراجعتها الأولية.
في رسالة مربكة، قالت إن اللقاح لم يكن مرتبطاً بزيادة احتمالات جلطات الدم، ولكن قد يكون مرتبطًاً بجلطات مرتبطة بحالة نادرة تتضمن مستويات منخفضة من الصفائح الدموية (قلة الكريات البيض).
وأشارت الوكالة إلى مدى ندرة الحالات، مع وجود 25 حالة فقط من بين حوالي 20 مليون شخص تلقوا اللقاح في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقالت الوكالة: “لم يتم إثبات الصلة السببية مع اللقاح، لكنها ممكنة وتستحق مزيداً من التحليل”، لكن في الأسبوع الماضي قال فريقان منفصلان من الباحثين الطبيين في النرويج وألمانيا إن اللقاح قد يؤدي إلى تفاعل مناعي ذاتي يسبب تجلط الدم في الدماغ، وهو ما يمكن أن يفسر الحالات النادرة.
قال الباحثون الألمان إن المرضى الذين تظهر عليهم أعراض، مثل الصداع أو الدوخة أو ضعف البصر، يمكن تشخيصهم بفحص الدم، لذلك يجب ألا يخاف الناس من الحصول على اللقاح، لأنهم سيتم فحصهم أولاً لمعرفة هل سيكون هناك أعرضاً خطيرة لهم عند تلقيهم اللقاح أم لا.
وقال أندرياس جرينشر الأستاذ الجامعي في عيادة جرايفسفالد في مؤتمر صحفي يوم الجمعة: “قلة قليلة من الناس ستصاب بهذه المضاعفات”. “ولكن إذا حدث ذلك، فنحن الآن نعرف كيف نعالج المرضى”.
من الذي يؤثر في ذلك؟
ووجد تحليل لتسع حالات وفاة حدثت في أوروبا أن معظمها حدثت لأشخاص دون سن 55 وأن غالبيتهم من النساء.
سُِلَ وزير الصحة غريغ هانت عما إذا كانت أستراليا ستنظر في إجراء اختبارات الدم لتشخيص المعرضين للخطر، أو ستتوقف عن استخدام لقاح AstraZeneca في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 55 عاماً، كما فعلت فرنسا، وتمت إحالتها إلى إدارة الصحة، والتي قدمت بياناً من إدارة السلع العلاجية الأسترالية (TGA).
وقالت TGA إنها تراقب عن كثب سلامة لقاح AstraZeneca COVID-19 وتعمل عن كثب مع المنظمين الدوليين، من خلال التحالف الدولي لسلطات تنظيم الأدوية (ICMRA).
فأجاب: “سنواصل تحليل أي معلومات تظهر في جميع أنحاء العالم فيما يتعلق بجلطات الدم”.
لم تتلق TGA حتى الآن أي تقارير عن حالات تجلط الدم في أستراليا بعد استخدام اللقاح.
في بيانها حول اللقاح في 19 مارس ، أشارت TGA إلى أن ارتباط اللقاح لم يتم إثباته بعد.
وقال البيان “لم يثبت أن هذه الحالات نجمت عن اللقاح ولم يتم وضع آلية معقولة لكيفية حدوثها بسبب اللقاح”.
تظهر هذه الحالات أيضًا في بعض الأحيان عند الأشخاص الذين لم يتلقوا لقاح COVID-19 أو أي لقاح آخر.
“لاحظت لجنة السلامة في EMA أن مرض COVID-19 نفسه غالباً ما يرتبط بمشاكل تخثر خطيرة، والتي يمكن أن تكون قاتلة في حد ذاتها.”
أشارت TGA إلى أن الوكالات التنظيمية الأوروبية والمملكة المتحدة قالت إن فوائد اللقاح لا تزال تفوق المخاطر.
وأضافت أن “الجمعية الدولية للتخثر توصي أيضاً بأن يستمر جميع البالغين المؤهلين في تلقي لقاحات COVID-19، حتى بالنسبة للمرضى الذين لديهم تاريخ من جلطات الدم أو أولئك الذين يتناولون أدوية ترقق الدم”.
ما مدى فعالية اللقاح؟
أحد الجوانب الحاسمة للقاح هو مدى فعاليته، كما أن أسترازينكا تواجه أيضاً جدلاً حول تقاريرها عن الأرقام.
اتهم خبراء طبيون أمريكيون شركة AstraZeneca هذا الأسبوع بنشر بيانات “قديمة” وانتقاء المعلومات لجعل لقاحها يبدو أفضل، وذلك في خطاب أفادت صحيفة نيويورك تايمز أنه تم إرساله إلى الشركة.
يوم الاثنين ، أصدرت AstraZeneca أحدث نتائجها من تجربة أجريت في الولايات المتحدة وبيرو وتشيلي، حيث أبلغت عن فعالية بنسبة 79 في المائة في الوقاية من أعراض COVID-19، وفعالية بنسبة 100 في المائة ضد الأمراض الشديدة والاستشفاء.
لكن الخبراء يعتقدون أن فعاليته في الوقاية من COVID-19 قد تتراوح في الواقع بين 69 و 74 في المائة.
أصدر المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية بياناً يشارك فيه مخاوف من أن AstraZeneca ربما أدرجت معلومات قديمة من تجربتها الأولية، مما قد يوفر رؤية غير كاملة.
أكدت AstraZeneca أنها نشرت بيانات من تحليل مؤقت باستخدام أرقام فبراير لكنها تعهدت بنشر المزيد من البيانات “في غضون 48 ساعة”.
وقالت إنها “استعرضت التقييم الأول وكانت النتائج متوافقة مع التحليل المؤقت”.
“نحن الآن بصدد الانتهاء من التحقق من صحة التحليل الإحصائي.”
وصف رئيس NIAID أنتوني فوسي الجدل بأنه “خطأ غير مقصود” من قبل الشركة، بينما حذر آخرون من أنه قد يؤدي إلى فقدان ثقة الناس في اللقاح.
سارع الخبراء إلى الإشارة إلى أن اللقاح يعمل بشكل جيد، وأن كلا المستويين من الفعالية كان جيداً.
غرد الأستاذ الحائز على جائزة نوبل بيتر دوهرتي من معهد دوهرتي الأسترالي بالنتائج وقال “كلاهما جيد!”
غرد خبير الأمراض المعدية غريغ دوري من معهد كيربي بجامعة نيو ساوث ويلز: “ما زلت أعتقد أن النتائج النهائية ستؤكد أن اللقاح جيد جداً، وهو ما عرفناه من التجارب السابقة”.