الفردية (بالإنجليزية: Individualism)‏ هي موقف أخلاقي، فلسفة سياسية، أيديولوجيا، أو النظرة الاجتماعية التي تؤكد على القيمة المعنوية للفرد. تدعو الفردانية إلى ممارسة أهداف الفرد ورغباته لتكون قيمه مستقلة ومعتمداً على نفسه فردانية إن الدفاع عن مصالح الفرد مسألة جذرية يجب أن تتحقق فوق اعتبارات الدولة والجماعات، في حين يعارضون أي تدخل خارجي على مصلحة الفرد من قبل المجتمع أو المؤسسات مثل الحكومة. وغالباً ما تتناقض الفردية والديكتاتورية أو الجماعية.

كان أكثر استخدام إيجابي للمصطلح، في بريطانيا، حيث استخدام في كتابات جيمس أليشاما سميث، الذي كان ملياري

( بالإنجليزية :millenarian) وإسرائيلي مسيحي. على الرغم من أنه من أوائل الأوينتيز الاشتراكيين، ولكنه رفض في نهاية المطاف فكرة الملكية الجماعية، ووجد في الفردية “كونية” التي تسمح لل “عبقرية الأصلية” أن تنمو. يحاجج سميث بأن دون الفردية لا يمكن للأفراد أن يكدسون ملكيتهم ليزيدون بذلك سعادته

وليام ماكول، واعظ موحد آخر، غالبا أحد معارف سميث، لكنه ظهر في وقت لاحق، تأثر أيضاً بكل من جون ستيوارت ميل، توماس كارليل، والرومانسية الألمانية، واستخلص نفس النتائج الإيجابية التي استخلصها سميث حول الفردية، في كتابه الذي نشر عام 1847 “عناصر الفردية”.

الفرد

الفرد هو اي شخص أو اي شيء محدد في مجموعة. عنت كلمة الفرد في القرن الخامس عشر أو قبله، وحتى اليوم في حقل الإحصاء والميتافيزيقيا «ما لا يتجزأ»، واصفةً اي عدد مفرد، ولكن قد تعني في بعض الأحيان «شخص». فيما بعد القرن السابع عشر، أصبح معنى كلمة فرد هو الانفصال، كما في الفردانية. الفردية هي الحالة أو الوضعية لكون الفرد فردًا: الشخص المفصول عن كل شيء ذو شخصية فريدة عن طريق امتلاكه لحاجات، أهداف، ورغبات خاصة بالمقارنة مع أشخاص آخرون.

مبدأالتميز

يصف مبدأ التميز الطريقة التي يتميز بها شيء عن شيء آخر. بالنسبة لكارل جنغ، التميز هو عملية تحول، حيث يتم إدخال اللاوعي الشخصي والمشترك إلى الوعي (عن طريق الأحلام، الخيال الفعال أو الارتباط الحر لأخذ بعض الأمثلة) ليتم استيعابه في الشخصية كلها. هي عملية طبيعية تمامًا وضروروية لحدوث تكامل الحالة النفسية. اعتبر جنغ ان التميز هي العملية المركزية في تطور البفي كتاب L’individuation psychique et collective، طور غلبيرت سيموندون نظرية للتميز الفردي والجماعي ويقول ان الشيء الفردي يعتبر أحد آثار عملية التميز بدلًا من ان يكون سببها. ولذا فان الذرة الفردية تُستبدل بعمليات وجودية غير منتهية من التميز. التميز هي عملية غير منتهية دائمًا، مبقيةً دائمًا على بقايا قبل تفردية، والتي ستجعل التفرد المستقبلي امر ممكن. ان فلسفة بيرنارد ستيجلر قد بنيت على أعمال غلبيرت سيموندون بخصوص التميز وعلى أفكار فريدريك نيتشة وسيغموند فرويد. بالنسبة لستيجلر فان «ال ‘أنا’، كفرد نفسي، لا يمكن التفكير بها سوى عن طريق علاقتها ب’نحن’، والتي هي مجموعة من الأفراد. لقد تشكلت ال انا في تكيفها مع التقاليد الاجتماعية، والذي تتم وراثتها ويعترف جموع ال انا ببعضهم البعض.»

الفردية والمجتمع

تتضمن الفردية قناعة بأن الشخص هو جزء من مجتمع يحاول تعزيز مصالحه، أو على الأقل يسعى للمطالبة بأحقية خدمتها، من دون أخذ مصالح المجتمع بعين الاعتبار (وعلى الفردي هنا أن لا يكون أناني egoist). والفردية ترفض الفلسفات التي تطالب الفرد بالتضحية بمصالحه الخاصة من أجل أسباب اجتماعية عليا.

ومع ذلك يدعو جان جاك روسو، أن مفهومه لل”الإرادة العامة” في “العقد الاجتماعي” ليس مجموعة بسيطة من الوصايا الفردية، بل أنها تعزز من مصالح الفرد (القيود التي يفرضها القانون نفسه سنكون مفيد للفرد، وعدم احترام القانون يستدعي بالضرورة، في نظر روسو، شكل من أشكال الجهل والخضوع لعواطف الشخص عوضاً عن المنطق المستقل).

المجتمعات والجماعات يمكن أن تختلف في المدى التي تستند إلى سلوك “مركزية الذات” (فردية، أو إشكالياً، المصلحة الذاتية) بدلاً من سلوك “مركزية الآخر” (المجموعة الموجهة، الجماعة، أو العقلية المجتمعية) . جعلت روث بنديكت التمييز، ذات الصلة في هذا السياق، بين مجتمعات “الخطيئة” (على سبيل المثال، أوروبا في القرون الوسطى) مع “المعيار المرجعي الداخلي”، ومجتمعات “العار” (على سبيل المثال، اليابان، “جلب شخص العار لأجداده”) مع “المعيار المرجعي الخارجي”، حيث ينظر الناس إلى أقرانهم ليلاحظوا ردود أفعالهم حول ما إذ كانت أفعالهم “مقبولة” أم لا (المعروف أيضا باسم “تفكير المجموعة”).

غالبا ما تتناقض الفردية مع الشمولية و الجماعية،لكن حقيقة، هناك مقياس من السلوكيات على المستوى المجتمعي تتراوح بين المجتمعات عالية الفردية حتى المجتمعات المختلطة إلى المجتمعات الجمعية.

نظرية الفردانية

مبدأ الفردانية، يصف أسلوب تعريف الأشياء حسب تمايزها عن الأشياء الأخرى . يعرف كارل يونغ، الفردانية على أنها عمليات التحول، عن طريق اللاوعي الشخصي والجماعي، الذي يتم إحضاره إلى الوعي (بمعنى الأحلام، الخيال النشيط أو الارتباط الحر …) حيث يتم استيعابهم في كامل الشخصية. إنها العملية الطبيعية اللازمة لتكامل النفس حتى تأخذ حيزها و تكون.

يعتبر يونغ التميز لتكون العملية المركزية للتنمية البشرية. وفي L’individuation psychique et collective، طور جيلبيغ سيموندون نظرية الفردانية الفردية والجماعية التي تعتبر الموضوع الفردي كأثر من الفردانية وليس سبباً. وبالتالي، استبدلت ذرة مفردة بعملية أنتولوجية غير منتهية من الفردانية الفردانية هي دائماً عملية غير مكتملة، وإبقاء “ما قبل الفرد” مهملاً، في حد ذاته يجعل من مستقبل الفردانية ممكناً.

فلسفة بيغناناغ ستيغليه بنيت وعدلت على أساسا عمل جيلبيغ سيموندون في الفردانية وكذلك على أفكار مماثلة تعود لفريدريك نيتشه وسيغموند فرويد.يقول ستيغليه “الأنا، كشخصية نفسية، يمكن أن تكون فقط عملية عقلية في علاقتها مع نحن( مجموعة الأفراد )، كما تبنى الأنا في عملية تبني العادات الجمعية، التي ترث ضمن تعددية تعترف بوجود الآخر 

الفردية المنهجية

هي وجهة النظر التي تفيد بأنه يمكن فقط فهم الظواهر الاجتماعية من خلال دراسة كيف تنتج عن دوافع وتصرفات من عوامل فردية.

في الاقتصاد، يتم تفسير سلوك الأشخاص وفقًا للخيارات العقلانية، حيث يتم تقييدها من خلال الأسعار والمدخول. ويقبل الاقتصاديون تفضيلات الأشخاص بوصفها معطيات. ويقدم بيكر وستيجلير تصريحًا قويًا عن وجهة النظر هذه:

من وجهة النظر التقليدية، فإن تفسير الظواهر الاقتصادية التي تصل إلى الاختلاف في الأذواق بين الناس أو الأوقات هو نهاية الحجة: وتم ترك المشكلة عند هذا الحد لمن يمكنه دراسة الأذواق وشرحها (علماء النفس؟ علماء الأنثروبولوجيا؟ علماء فراسة الدماغ؟ علماء الاجتماع الحيوي؟). وفي التفسير المفضل لدينا، لا يمكن أن يصل الفرد أبدًا لهذا الطريق المسدود: ويستمر الاقتصادي في البحث عن الاختلافات في الأسعار أو المدخول من أجل تفسير أي اختلافات أو تغييرات في السلوك.

الفردية السياسية

الفرديون قلقون بشكل دائم حول حماية استقلالية الفرد من الواجبات التي تفرضها المؤسسات الاجتماعية (مثل الدولة أو الأخلاق الدينية).تقول سوزان براون : “الليبرالية والأناركية هما فلسفات سياسية التي تعنى بشكل أساسي بالحرية الفردية لكنها تختلف على نحو واضح. تتشارك الأناركية مع الليبرالية التزام جذري في مسألة الحرية الفردية بينما ترفض علاقات الملكية تنافسية التي تتبناها الليبرالية .”

التحررية المدنية هي سلالة من الفكر السياسي التي تدعم الحريات المدنية، أو التي تؤكد على سيادة الحقوق الفردية والحريات الشخصية ضد أي نوع من السلطة (مثل دولة، شركة، الأعراف الاجتماعية، وما إلى ذلك). التحررية المدنية ليست أيديولوجية كاملة؛ وإنما هي عبارة عن مجموعة من وجهات النظر حول قضايا محددة من الحريات المدنية والحقوق المدنية. وبسبب هذا، رؤية التحررية المدنية متوافقة مع العديد من الفلسفات السياسية الأخرى، لتتواجد عند كل من اليمين واليسار في السياسة الحديثة. تقول الباحثة إلين ميسكن وود “هناك مذاهب فردية تعارض فردية جون لوك، والفردية قد تشمل الاشتراكية “

الليبرالية

Loading

اترك تعليقاً

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com