محمد قيس

الأسرة الناجحة والسعيدة هي اللبنة الأساسية لمجتمع قوي؛ حيث يهتم أفرادها ببعضهم بعضًا، ويحافظون على علاقة قوية وسعيدة لفترة طويلة تُغذَّى بالقيم والمبادئ السامية التي اتفقوا عليها؛ لذلك هناك ستة أمور تجعل الأسرة ناجحة: التعلّم واحد من أهم الأشياء التي تغرسها الأسرة الناجحة وتؤسسها، تعلّم القيم، والمهارات، والسلوك القويم، فدور الأسرة هو فتح مناخ وإدارته لتبادل الخبرات فيما بينهم، ومن المحيط الخارجي إلى الداخلي بصورة مرنة وبنظام فلترة لما هو مفيد ومهم.

المشاركة في خيارات الحياة؛ حيث إن مهمة الأسرة أن تختار التغذية السليمة لأفرادها، والبرامج التلفزيونية المناسبة، ومفهوم القوانين المجتمعية، وتداخلهم مع الجيران، والحكومات، المؤسسات التعليمية، والأعمال المختلفة.

يكتسب أفراد الأسرة الناجحة الاخلاق بمعنى الوفاء، والأمانة والإخلاص والولاء تجاه بعضهم بعضًا داخل الأسرة؛ وهذا يعني أنه إذا واجه أحدهم أي نوع من المشكلات سيجد من يستند عليه ويدعمه؛ حيث إن الولاء يبني الثقة بالنفس والأمان والحماية، وسيحصل على الصحة إذا مرض، وعلى من يوضح له الطريق القويم إذا تعثّر، وكيف يحقق النجاحات الشخصية إذا جهلها.

كلنا نحتاج إلى الحب العائلي ومن يقل إنه لا يحتاج فإنه يُخرج نفسه من دائرة البشر، والاحتياج إلى الحُب غريزة تظهر في صورة الاحتياج إلى الاهتمام والحنان، وأن هناك شخصًا دائمًا يهتم لأمرك ويسعى إلى مصلحتك، فالأسرة الناجحة تقدّم هذا ومن دون شروط، فكونك فردًا من العائلة فهذا فعلًا يكفي، ومن الجميل التعبير عن هذا الحب بصورة يومية وفي مختلف المواقف. من أهم مكونات الأسرة الناجحة القيادةُ الرشيدة بين أفراد العائلة والتي تؤكد ترابط الأفراد فيما بينهم؛ حيث إن الوالدين والكبار في الأسرة عليهم أن يكون لهم دور ومسؤولية لقيادة الأسرة إلى النجاح والسعادة، بتقويتها إذا واجهت أي نوع من نقاط الضعف أو الضغوطات، ووضع القوانين الخاصة التي توضّح مبادئ الأسرة، ومبادئها بين أفرادها، وتعاملها مع المحيط الخارجي.

التنظيم المالي؛ فلكي تنمو تلك الأسرة الناجحة فإنها تحتاج إلى التنظيم في الأمور المالية والفواتير ومصادر الدخل، وكيفية الإيفاء بالاحتياجات اليومية والاحتياجات الخاصة، وتقسيم الأدوار، وطرق صرف الأموال واستثمارها. أساسيات الالتزام الأسري تأتي الأسرة أولًا في الأولويات؛ هذا ما يجب أن يتفق عليه جميع أفرادها. وتأتي مسؤوليات العمل في المرتبة الثانية، ولا تتعارض مع التزامات الأسرة الشخصية.

مهما حدث من مواقف مؤلمة وصراعات فلن تهزم العلاقة الأسرية القوية، فهي فقط أحداث عابرة في مهب الريح. الإخلاص بين الزوجين هو من أهم الالتزامات، وسيعلم الوالدان من هذا الإخلاص أبناءهم معنى الولاء والوفاء فيما بينهم بصورة عملية أكثر.

العفو والتسامح متاح بين أفراد الأسرة، ولن يأتي يوم يعمي الغضب ونزواته علاقة أفراد الأسرة القوية فيما بينهم. هناك بعض التضحيات والتنازلات التي يجب أن يقوم بها الأفراد فيما بينهم؛ لتستمر علاقتهم على نهجها الناجح والقوي. الحب من غير شروط، سيتم تغذية الأفراد كلهم بهذا الحب من دون تمييز فرد عن الآخر.

مشاركة أفراد الأسرة الأهدافَ العامة الخاصة بجعل الأسرة ناجحة وسعيدة. التقدير أهم محفزات الأسرة الناجحة إن من أهم الاحتياجات الإنسانية الحاجةَ للتقدير؛ حيث يدفعنا ذلك أن نعمل بجد ونشاط في هذه الحياة، والشعور بالتقدير أكثر تحفيزاً من المال والجاه؛ حيث إن التقدير يحفّز أفراد الأسرة الناجحة ليكون سلوكهم إيجابيًّا تجاه بعضهم بعضًا، ويزيد من الحب بينهم، فالتقدير في الأسرة الناجحة يعني:

النظر إلى الجوانب الإيجابية في الكثير من الأمور، والتركيز عليها بدلًا من الجوانب السلبية. معاملة أفراد العائلة كأفضل أصدقائنا على الإطلاق حتى نشعرهم بالرفقة التي تدعم.

إظهار الحب بصورة يومية بطرق مختلفة وعند مواقف متعددة. إظهار الكثير من التقدير العاطفي للمشاعر والسلوك والأفعال. مدح الإنجازات وإن كانت قليلة، وعدم تجاوز أي إنجاز من دون إعطائه أهميته.

استقبال المدح بين أفراد الأسرة وإرساله. خلق جو إيجابي في المنزل؛ حيث يعد وسيطًا للحياة الكريمة والسعيدة. الاحتفال بالمناسبات الخاصة كأعياد الميلاد وعيد الزواج، وتقديم الهدايا المتنوعة التي تنم عن التقدير.

شكرا للزميل محمد قيس – مصرنا اليوم

Loading

اترك تعليقاً

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com