كل الأمم لا يتم هدمها وتخريبها إلا بفعل عدو خارجى إلا الأمة الإسلامية فهى تكفلت بفعل ذلك بنفسها من داخلها وبأيدى ابنائها حيث الثقافة الراديكالية التى سيطرت على الثقافة الإسلامية قد قسمت المجتمعات الإسلامية إلى جماعات وطوائف متنافرة متناحرة وتكفر بعضها البعض فنجدهم وقت السلم يكونون السبب والشماعة لديكتاتورية الحكام، فالحاكم يتخذ من وجود هذه الجماعات زريعة لغلق منافذ الديمقراطية وتأجيل فكرة تداول السلطة بحجة حماية الوطن من هذه الجماعات رغم أن هذه الجماعات تعمل بموافقة هذا الحاكم فهم أفضل شماعة له أمام الداخل والعالم الخارجى لبقائه فى السلطة مدى الحياة موحيا للداخل والخارج بأن البديل له هذه الجماعات المتطرفة المتخلفة الدموية ،، فيقبلونه مضطرين بالأمر الواقع ،، وعلى جانب أخر وجدنا هذه الجماعات كانت السبب فى افشال الثورات العربية مثلما هو حادث بليبيا وسوريا واليمن لكن نجحت بمصر وتونس لأن الشعب لفظ هذه الجماعات،، فلو خرج مثلا الشعب السورى على قلب رجل واحد كمواطنين ضد الحاكم لما بقى هذا الحاكم فى كرسيه لكن انقسم الشعب لطوائف وجماعات فهؤلاء سنة وهؤلاء علويون وهؤلاء دروز وهؤلاء مسيحيون وهؤلاء كرد ،، كما أن هذه الجماعات كانت سببا فى استمرار الإحتلال الإسرائيلى المتغطرس حيث قسمت الشعب الفلسطينى فى مواجهة المحتل فهؤلاء حماس وهؤلاء فتح وهؤلاء الجهاد الإسلامى وهؤلاء سرايا القدس وهؤلاء ألوية الناصر صلاح الدين وغيرها العديد من الجماعات بدلا من التوحد تحت راية واحدة وطنية بغض النظر عن الدين فلا فرق بين فلسطينى مسلم سنى أو شيعى أو درزى أو فلسطينى مسيحى وغيرهم ،،ولما لا نتعلم من الغير فهذه الأمة الأوكرانية تقاوم المحتل الروسى على قلب رجل واحد ولم نجد جماعة أوكرانية مستقلة عن القيادة تقول اننا الجماعة المسيحية أو الجهاد المسيحى او غيره فاحترمهم العالم ووقف بجانبهم فى حين نحن نتسائل لماذا لا يقف العالم بجانب الشعب الفلسطينى والإجابة لأننا لم نقدم صورة موحدة متفقة فى الأهداف والمبادى أمام العالم لكن العالم يرى العداء بين الطوائف والفصائل الفلسطينية وماحدث من قتال حماس لأعضاء فتح بغزة ليس ببعيد فلو حدث مثل ذلك بين الشعب الأوكرانى الذى يقاوم المحتل لتوقف العالم عن دعم الشعب الأوكرانى وبمعنى أخر لو احترمنا أنفسنا لأحترمنا العالم فمتى تفهم شعوبنا ذلك، وهو ما أعطى الفرصة لشخص أمريكانى يقول على احدى القنوات نحن ندعم اسرائيل فى حماية أمنها بقتلها لقائد المنطقة الشمالية لحركة الجهاد الإسلامى تيسير العجرود ،فقاطعة المذيع قائلا أن اسرائيل هاجمت المسالمين فى بيوتهم فقال الأمريكى ولماذا لم تفعل اسرائيل ذلك مع أعضاء فتح معللا بان اسرائيل تستهدف الإرهابيين ،،، لذا نقول ان توحيد الشعب الفلسطينى تحت راية واحدة بدون لون أو طائفية هو حماية لكل الشعب الفلسطينى وأصبح أمر ضرورى وبأسرع وقت،، وإلا سيظل الصراع كل فترة ونرى هذا المشهد المتكرر المؤلم ويموت الأبرياء بسبب عدم الإستماع للعقلاء وعلى الجماعات الراديكالية أن تفهم انها اخطأت والتجارب الكثيرة على مر التاريخ أثبتت ذلك ،، وبغير التوحد لن يقف العالم معنا ولا حتى الدول العربية أو الإسلامية لن تقف مع جماعات راديكالية لأن الحكومات الإسلامية أصبحت مثل الدول الأخرى تخشى من الجماعات الراديكالية التى قد تنقلب على هذه الحكومات فى أى وقت وتكفرها وتقوم بالعمليات الإرهابية ضدها كما فعلت حماس مع مصر ، لذا علينا أن ندرك أن عدم التوحد والإنقسام التى تسببه الجماعات الإسلامية الراديكالية المتطرفة سيجعلنا نخسر كل قضايانا كما حدث فى كل المرات السابقة .
اللهم بلغت اللهم فاشهد
د مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ القانون ت واتساب 61478905087+

Loading

اترك تعليقاً

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com