تلقت الشرطة المصرية 41 بلاغاً خلال الأسابيع الماضية، أرهقت رجال المباحث، خاصة أن منفذها ابتكر طريقة مميزة وجديدة تعتمد على «كسر قلب كالون الباب واستبداله بقلب كالون جديد ومن ثم فتح الباب» في دقيقة واحدة، ووضعت الجرائم المتشابهة استفهاماً صعباً أمام أمن القاهرة، -من وراء ارتكاب تلك الوقائع؟!.
تعدد بلاغات السرقة، وطرق تنفيذها المتشابهة، أجبر قيادات أمن القاهرة على التحرك الفوري. ووضع المقدم وائل غانم رئيس مباحث قسم شرطة مدينة نصر أول، خطة استغرق تنفيذها 27 يوماً، اعتمدت على عدة نقاط أهمها حصر البلاغات بدوائر أقسام المدينة والتي تم ارتكابها بنفس الأسلوب، وإعادة مناقشة المجني عليهم حول ظروف وملابسات ارتكاب تلك الحوادث، وإجراء المعاينات اللازمة لكل بلاغ، ومحاولة استخلاص مشاهدات لتلك الوقائع من خلال كاميرات المراقبة، وتوزيع نشرات بأوصاف المسروقات على كافة محلات الصاغة، وانتداب خبراء المعمل الجنائي لرفع الآثار المترتبة بمكان تلك الحوادث، وتجنيد المصادر السرية التي قد تقود لمعلومات بشأن الجناة.
توصلت خطة الأمن إلى تحديد هوية المتهم وهو «مجدي . ك . ذ . م» 50 سنة، عاطل، يقيم في مدينة نصر، وموطنه الأصلي المنصورة، سبق اتهامه في 25 قضية، سرقة مساكن متاجر وإخفاء مسروقات، ومطلوب القبض عليه لتنفيذ أحكام بالسجن 27 سنة، في 27 قضية. كشفت تحريات مباحث القاهرة بقيادة اللواء محمد منصور أن المتهم يُعد أخطر لصوص سرقة المساكن بمصر، حيث كون ثروة تقدر بأكثر من 80 مليون جنيه من سرقة 41 فيلا وشقة سكنية، ويمتلك 13 كيلو ذهب و25 فيلا ووحدة سكنية ومحلا تجاريا وقطعة أرض بعدة مناطق.
وأكدت التحريات أن المتهم يحول المشغولات الذهبية التي يسرقها إلى سبائك ذهبية يحتفظ بها داخل خزينة باسمه في أحد البنوك. أمرت النيابة بسرعة ضبط المتهم، وفي أحد الأكمنة التي تربصت به، ضُبط برفقة آخر يدعى «أشرف . س . ت» 44 سنة، عاطل، يقيم في مصر القديمة، بحوزتهما سيارتان «بيجو» و»BMW»، وطبنجة صوت، و5 طلقات، ومبلغ 10 آلاف جنيه، وحقيبة بداخلها «قلب كوالين جديدة، ومنشار، وشاكوش، وأجنة حديدية، ومجموعة من المفكات والمفاتيح. أمام العميد نبيل سليم رئيس مباحث قطاع شرق القاهرة، أدلى «مجدي» المتهم الأول باعترافات تفصيلية عن 41 واقعة سرقة ارتكبها بمناطق الدقي، ومصر الجديدة، ومدينة نصر، عقب مواجهته بمقاطع فيديو يظهر فيها أثناء ارتكابه تلك الجرائم، وأرشد عن كمية من المصوغات الذهبية والألماظ بلغ وزنها 3 كيلوجرامات، و20 حقيبة سفر، و6 خزائن حديدية فارغة. أقر المتهم بشراء وحدات سكنية من متحصلات السرقة عبارة عن: 2 محل تجاري بمنطقة الرمل بالإسكندرية، و2 شقة، و2 محل تجاري، وبدروم بالمنصورة، و7 محلات و2 شقة سكنية بمنطقة فيصل، وفيلا بالمنطقة الثانية بمدينة 6 أكتوبر، و5 شقق سكنية بشارع إبراهيم نافع بولاق الدكرور، وشقة بمدينة الإسكندرية، وشقة سكنية بعزبة الهجانة، وشقة سكنية و2 محل تجاري وبدروم بمدينة نصر، وقطعة أرض بجهاز جمعية ابنى بيتك بمنطقة 6 أكتوبر. وتحفظت أجهزة الأمن على جميع عقود الملكية الخاصة بتلك الأملاك. وقال المتهم إنه أودع 10 كيلوات من السبائك الذهبية في خزينة باسمه في أحد البنوك. وقال المتهم الثاني إن دوره يقتصر على تأمين ومراقبة الطريق للمتهم الأول. وصرحت مصادر أمنية بأن هذه القضية تُعد من أكبر القضايا التي تم الكشف عنها خلال الفترة الأخيرة نظراً لخطورة اللص الذي لقبته أجهزة الأمن بـ «الدكتور العبقري»، ولأنه اعتاد ارتكاب هذه الوقائع بذكاء منقطع النظير بسرعة ودقة. وأوضحت المصادر أن المتهم اعتاد أن يرتدي ملابس باهظة الثمن وزياً مهندم ونظارة شمسيه، ويحمل حقيبة دبلوماسية، عند تنفيذ عملياته الإجرامية، لإبعاد الشبهات الجنائية عنه. وأشارت المصادر أن المتهم يمتلك أكثر من 7 سيارات باهظة الثمن ما بين «أودي و X3, وBMW ، وجيب شيروكي. وقالت مديرية أمن القاهرة في بيان رسمي لها إن اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية أمر بتطوير وتحديث الخطط الأمنية والاستعانة بأحدث الوسائل التكنولوجية لتأمين المواطنين وممتلكاتهم، والتي كان لها أثر كبير في سرعة القبض على المتهم. وضبطت أجهزة الأمن 4 شهادات استثمار باسمه منسوبة لأحد البنوك بمبلغ 4 مليون جنيه، و6 فيزا كارت خاصة ببنوك متنوعة اعترف بإيداع مبالغ مالية بها من متحصلات وقائع السرقة، وقدرت أمواله وممتلكاته بنحو 80 مليون جنيه. تحفظت أجهزة الأمن على المتهم وممتلكاته، وأمر اللواء خالد عبدالعال مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة بإحالته إلى النيابة العامة التي تباشر التحقيقات مع المتهم.