بقلم رئيس التحرير / سام نان

لقد دعانا الرب أن نكون ملح الأرض، ولا نترك أنفسنا للفساد لئلا نُطرَحُ خارجاً ونُداسُ من الناسِ.
فكيف نكون ملحاً ونافعين غير مضرّين للآخرين؟
إن الملح يقي الجسم من الأمراض، فهو مقاوم للأمراض، وإن اعتل الجسم مرضاً فإن الملح يساعد على الشفاء من هذا المرض، فعندما تكون ملحاً، اعلم أن الآخرين سوف يلتصقون بك لتكون سبباً في شفائهم من أمراضهم النفسية وإدمانهم على عادات رديئة، فكُن ملحاً لتعلِّم الآخرين كيف يتغلبون على مشكلاتهم الحياتية.
– الملح مفيد جداً لأجهزة الجسم لتعمل بانسجام وتناغم، هل تعلم يا صديقي أن الملح هو الذي يحافظ على عمل الغدد الصمّاء التي تعمل على عمل أجهزة الجسم بانتظام؟
فالغدة الدرقية التي تقوم بدور هام في الحفاظ على القلب النابض بالحياة للإنسان تتقوى بالملح، إذا أنت أيضاً عندما تكون ملحاً فأنت تساعد المجتمع أن يتقوى ليعمل بتناسق وانسجام، فوجودك في مجتمعك «كملح» يجعل مجتمعك الصغير أو الكبير منظم ونافع وخلّاق.
– كما أن العلم أيضاً يقول أن الملح هو أهم حواس التذوق، فالطعام بدون ملح لا يكون له تذوق مستساغ، ولكن بالملح يكون له طعماً شهياً، فاجعل جلساتك مع الآخرين مستساغة ولها طعم شهي، اجعل تواجدك بين الناس له مذاق مختلف.
– من فوائد الملح أيضاً أنه يحافظ على الجسم من الجفاف، لأنه يحافظ على الماء الموجود في الجسم، والماء في الكتاب المقدس إشارة إلي كلمة الله، فعندما تكون ملحاً فأنت بالتالي تعمل على بثِّ كلمة الله المريحة للنفوس في قلوب الناس، فكُن ملحاً يزيل الجفاف من حياة الناس ويحوّل حياتهم من حالة الجفاف إلي الحيوية والمتعة، من حياة روتينية مملة إلى حياة متجددة جميلة يحبها الإنسان.
ومن الجدير ذكره أن تناول الملح يجعل الإنسان في احتياج لكمية من الماء نظراً لتعرضة للعطش، وبما أننا قلنا أن الماء إشارة إلي كلمة الله، فعندما تكون ملحاً اعلم أن تواجدك وكلامك مع الآخرين يجعهلم متعطشين إلي كلمة الله ويشتاقون لسماعها خصوصاً إن كانت كلمات خارجة من شخص مملح مثلك.
فليكن كلامك مملحاً ومفيداً ليكون سبباً في شفاء نفوس الآخرين، فاللسان يُخرج كلاماً يمدح ويذم، ينقي ويفسد، فإن كان كلامك فاسداً فاعلم أنه لم يكن ملحاً بل سمّاً.
فأنتم ملح الأرض، فاستخدموا هذا الملح ليعطي طعماً للحياة ويجعلها لها مذاق ويحميها من الفساد.

Loading

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com